النشرة الإقتصادية الشاملة / الطاهر المعزّ

الطاهر المعزّ ( تونس ) الإثنين 11/9/2017 م …




نشرت “كنعان” الإلكترونية على حلقات كتاب “نحن خلقنا تشافيز: تاريخ الشعب في الثورة الفنزويلية” وهو كتاب استقصائي من تأليف جورج سيكاريلو- ماهر (أمريكا) ويمثل الكتاب (بالانغليزية) محاولة جدية لفهم “الثورة البوليفارية” في فنزويلا في إطار معادي للرأسمالية، إبان الفترة 1999 – 2013، ونشرت صحيفة “الخليج” بتاريخ 20/08/2017 عرضًا موجزًا لكتاب: “اليوم الأخير من الاضطهاد، واليوم الأول من الحكم نفسه”

 (The last day of oppression and the first day of the same)

من تأليف “جيفري آر. ويبر”، وهو عمل بَحْثِي يتألف من  336 صفحة من القطع المتوسط عن دار”هيماركيت بوكس” باللغة الإنجليزية، في موضوع “السياسة والإقتصاد عند اليسار الجديد في أمريكا الجنوبية”، ويُشير عنوان الكتاب إلى ما حدث خلال استقلال عديد البلدان المُسْتَعْمَرَة حيث تحتل نخبة برجوازية محلية مكان المُسْتَعْمِر، وهو ما حدث في تاريخ أمريكا الجنوبية أيضًا، وكمثال على ذلك دَرَسَ الباحِثُ فترة استقلال الإكوادور عن إسبانيا في أوائل القرن التاسع عشر التي أَبْقَت على التركيبة الطبقية والعنصرية وما ينتج عنها من فجوة طبقية في المجتمع، حيث حكمت نخبة أحفاد المستعمرين الإسبان، وأَبْقَت على شكل الحكم الهرمي الإستعماري خلال فترة ما بعد الاستقلال، ولذلك كان عنوان الكتاب “اليوم الأخير من الاضطهاد، واليوم الأول من الحكم نفسه’، في إشارة إلى الإختلاف الشكلي في الحكم دون تغيير الجوهر، ودرس في أحد فصول الكتاب “الصراع الطبقي وإنهاء الاستعمار وحدود المواطنة الليبرالية” ويحاول دراسة اللامساواة في أمريكا الجنوبية المعاصرة، ومحاولة فهم العلاقات الطبقية والاجتماعية في تاريخها المعاصر… شهدت مختلف بلدان جنوب القارة الأمريكية، منها الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل وتشيلي والإكوادور وفنزويلا، عملية تراكم رأسمالي مرتبطة باستخراج المواد الأولية بين سنتي 1990 و 2015 وتوسع أنشطة التعدين والنفط والغاز الطبيعي والصناعات الزراعية، ارتباطًا بازدهار التطور الرأسمالي في الصين التي ارتفع طلبها على المواد الأولية، وعلى المستوى السياسي ومنذ سنة 2000 أصبحت أمريكا الجنوبية في طليعة القوى المناهضة “لليبرالية الجديدة” في العالم، واتسع نشاط الحركات الاجتماعية خارج البرلمان، منها الإضرابات والاستيلاء على الأراضي وعلى المصانع، واندلعت انتفاضات للسكان الأصليين، وأدت هذه الحركات الإجتماعية إلى وصول أحزاب اليسار ووسط اليسار عبر الانتخابات إلى الحكم، في فترة تأزّم الإقتصاد النيوليبرالي في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، والإدهار الصناعي في الصين، فشهدت حكومات اليسار زيادات هائلة في عائدات الدولة، واستفادت الشركات الرأسمالية (المحلية ومتعددة الجنسيات) فارتفع صافي أرباحها، وتمكنت حكومات اليسار من توزيع بعض الفائض وتنفيذ برامج اجتماعية وتحويلات نقدية، وتمكنت من رفع نسبة التوظيف وخفض معدلات البطالة والفقر وتضييق الفجوة الطبقية وعدم المساواة… لكن هذه الإجراءات بقيت مرتبطة بالإقتصاد الريعي المُعْتَمِد على ارتفاع الطلب الصيني وعلى ارتفاع أسعار المواد الأولية، ولكن منظومة التراكم الراسمالي والتركيبة الطبقية للمجتمع لم تتغير، ولم تتخذ حكومات يسار جنوب أمريكا القرارات المناسبة عند بداية االأزمة الرأسمالية العالمية (2007-2008) لأن تأثيرها ظهر بداية من 2009 بانكماش النمو، ولم يبدأ التباطؤ في الصين سوى سنة 2012 وبدأت عملية هبوط أسعار النفط والمواد الأولية سنة 2014 وفاجأ ذلك حكومات اليسار ووسط اليسار (في أمريكا الجنوبية) فاتخذت كما باقي حكومات العالم قرارات سياسة التقشف وإقرار تخفيضات في تمويل البرامج الإجتماعية، التي تضرر منها الفقراء، ما أَفْقَد الحكومات قواعدها الشعبية…

يقترح المؤلف في أحد فصول الكتاب تقديم إطار نظري بديل لدراسة نمط اللامساواة في أمريكا الجنوبية المعاصرة، يجمع بين الماركسية ونظريات “ما بعد الاستعمار” (بوست كولونياليزم) لمقاربة اللامساواة، ومحاولة فهم تعقيدات العلاقات الطبقية وارتباطاتها الاجتماعية، ويدرس في هذا الإطار الحركة الطلابية واليسار الجديد في تشيلي، وتناقضات خطاب “التنموية الجديدة مع واقع الإقتصاد السياسي ومع واقع العمال والسكان الاصليين في بوليفيا، رغم التطورات الإيجابية الحاصلة… يأمل المؤلف في خاتمة كتابه “مُسْتَقْبَلاً مُشْرِقًا لليسار ولشعوب أمريكا الجنوبية” مع التركيز على التوازن الإيديولوجي والسياسي والتنظيمي للقوى خارج المؤسسات الرسمية ودهاليز السلطة…

الكاتب: “جيفري آر. ويبر” محاضر في كلية السياسة والعلاقات الدولية بجامعة “كوين ماري” في لندن. من مؤلفاته: أكتوبر الأحمر، ومن التمرد إلى الإصلاح في بوليفيا. شارك مع الباحث “تود غوردون” في تأليف”دم الاستخراج: الإمبريالية الكندية في أمريكا الجنوبية” وأجرى عددا من الدراسات الميدانية في كندا وأوروبا ومختلف بلدان أمريكا الجنوبية لإجراء دراسات ميدانية وركز فيها على الجانب التاريخي بشكل عام، وارتباطها بالسياسة الحالية القائمة، وينشر نتائج بحوثه باستمرار في المجلات والدوريات السياسية

يستخدم الكاتب عبارة “أمريكا اللاتينية”، واستبدلتها كل مرة ب”أمريكا الجنوبية”، لأن هذا الجزء من قارة أمريكا هو أمريكا الأصلية بشعوبها غير الأوروبية، وأصبح مسيحيا و”لاتينيا” بالقوة عبر لغة فترة الإستعمار الاسباني الطويلة جدا

******************************************************************

عالَم الأثرياء: انتشرت “مُوضَة” تأسيس منظمات “خيرية” أو “غير رِبْحِية” بين أَثْرى أثرياء العالم، ما يُعَدُّ مُناقِضًا لِصِفَتِهِم كرأسماليين، ويبقى رغم “بيل غيتس” (مؤسس مجموعة مايكروسوفت سنة 1975) من أثرى أثرياء العالم رغم ادِّعائِهِ التبرع بثروته للأعمال الإنسانية والخيرية، عبر مُؤسّسَتِهِ “الخيرية” التي يرأسها مع زوجته ويراقبها ويُديرها كشركة كبرى (وهي في الواقع شركة كبرى مَعْفِيّة من الضّرائب)، وكان “بيل غيتس” قد أسس سنة 1995 شركة “كَسْكَد إنفستمنت” القابضة (هولدِنْغ) بقيمة 22,5 مليار دولارا (قيمة الأسهم) وتُعَدّ من أكبر المجموعات رِبْحِيّة في العالم، بفضل قُوَّتِها المالية وقدرتها على استثمار مبالغ ضخمة في مشاريع كُبْرى وفرض شروطها على الشركات التي تحتاج إلى السيولة، وتستثمر هذه المجموعة في شركات كبرى مثل “كوكاكولا” وشركات المُعدّات الفلاحية “جون دير” ومجموعة “ربوبلك سرفيس” لتدوير النفايات وغيرها من أكبر الشركات متعددة الجنسية، وانخفضت نسبة أسهم “بيل غيتس” في مايكروسوفت خلال عشرين سنة من 26% إلى 1,3% وكلما باع أسهمًا استثمر قيمتها في شركات أخرى أكثر رِبْحِيّة، إلى أن باع جزءًا من أسهمه في الشركة القابضة وبدل تسديد الضرائب أسّسَ مع زوجته “مؤسسة بيل ومليندا غيتس” سنة 2000 (Fundation) ويَرْأس الزوجان هذه المؤسسة ويديرانه كما يديران شركة كبرى تقتنص الفرص وتعيد استثمار الأرباح في شركات كبرى، مع الإستفادة من الإعفاء من الضرائب ومن إشهار مجاني لعمل “إنساني” (غير موجود في الواقع)… تستثمر المؤسسة (Fundation) في شركات كبرى من أجل تصنيع أدوية تتطلب مبالغ ضخمة في البداية، لكنها مُرْبِحَة بعد فترة قصيرة نظرًا لارتفاع الطلب عليها، وتتكفل الدعاية الضخمة بتقديم هذا الإستثمار (الذي يُمثل جزءًا ضئيلا جدا من ثروة غيتس) كعمل إنساني سوف يستفيد منه عشرات الملايين من البشر، منهم الفُقَراء، لكن الأمم المتحدة أو منظمات أخرى تُمَوِّلُ جُزءًا من تصنيع الأدوية ومن شرائها لصالح بضعة ملايين من الفُقَراء… تمكن “بيل غيتس” خلال عشرين سنة من تنويع استثمارات شركته القابضة (من القطاع المالي مع “وارن بافيت” إلى تصنيع المواد الزراعية والنقل ومعالجة الفضلات والأغطية وعدد من القطاعات الصناعية الأخرى) وتضاعفت أُصول هذه الشركة (هولدنغ) بين 1995 و 2015  عن “بلومبرغ” + “فايننشيال تايمز” 17/08/17

 

________________________________________

 

عرب- من مساوئ قطاع السياحة: تعوّل بعض الدول العربية على السياحة كمصدر إيرادات بالعملة الأجنبية وكنشاط اقتصادي رئيسي منها المغرب وتونس ومصر والأردن، ولكن إيراداتها مجتمعة لا تبلغ إيرادات مدينة أوروبية واحدة مثل لندن أو باريس أو برشلونة، وأعلنت الحكومات زيادة عدد الوافدين خلال الأشهر السبعة الأولى من سنة 2017 إلى تونس بنسبة 33,5% وإلى مصر 24,8% وإلى المغرب 20,5%، ولكن سنة 2016 كانت كارثية لقطاع السياحة ببلدان جنوب وشرق المتوسط، لذلك فإن الزيادة لا تُعادل ما خسرته هذه الدول (باستثناء المغرب)، وتروج هذه الحكومات أخبارًا زائفة عن قطاع السياحة، وتدّعي أنه مفتاح لحل عدد من المشاكل، مثل خفض نسبة الفقر ومعدلات البطالة وخلق الثروات، وغير ذلك من الأراجِيف، حيث لا يخلق سوى وظائف هشة وظروف عمل شبيهة بالعبودية برواتب منخفضة، إضافة إلى الإهانات واحتقار الثقافة واللغة والشعوب المحلية، وعلى سبيل المُقارنة نشرت وكالات الأنباء خلال نفس اليوم أخبارًا عن السياحة في مدينة باريس وفي المغرب وتونس خلال النصف الأول من سنة 2017، وورد ضمن هذه الأخبار ان فنادق مدينة باريس استقبلت 16,4 مليون سائح، وبلغت نفقاتهم 10,1 مليارات يورو (خارج قطاع النقل)، وقدّرت أرباح مِهَنِيِّي القطاع بقيمة 1,1 مليار يورو، هذا في مدينة باريس لوحدها، قبل فصل الصيف الذي يمثل أوج الموسم السياحي (عن أ.ف.ب 22/08/17)… في المغرب، بلغ عدد الزوار 4,6 مليون سائح غير مقيم (منهم 2,5 مليون مغربي مقيم بالخارج)، بإيرادات قدرها 3,5 مليارات دولار، خلال سبعة أشهر وليس ستة (من بداية كانون الثاني/يناير إلى نهاية تموز/يوليو 2017)، وتطمح الهيئة المُمَثِّلة لأصحاب الفنادق استقبال 11 مليون سائح خلال العام 2017 بأكمله، وتُشكل إيرادات السياحة نحو 11,4% من الناتج المحلي الإجمالي في المغرب، وحوالي نصف مليون وظيفة موسمية مباشرة أو غير مباشرة (حوالي 5% من الوظائف) وفق رويترز 22/08/17… في تونس وخلال الفترة من 01 كانون الثاني/يناير وحتى العاشر من آب/أغسطي 2017 بلغ عدد السائحين 4,58 مليون سائحا بإيرادات قدرها 613 مليون دولارا فقط، وفق وزيرة السياحة التونسية، وتطمح الحكومة استقبال 6,5 ملايين سائح طيلة العام 2017 بأكمله، بزيادة 30% عن العام الماضي، ويمثل قطاع السياحة حوالى 7% من الناتج المحلي الإجمالي… مع الإشارة ان معدل إنفاق السائح الواحدة في ليلة واحدة يقدر بحوالي 120 دولارا في حوض البحر الأبيض المتوسط، ولكنه لا يتجاوز 80 دولارا في تونس، كما أن شركات السياحة (Tour Operator) موجودة في أوروبا وهي التي تقبض أموال السفرات السياحية والإقامة، وتسدد أقل الأسعار لفنادق ومنتجعات تونس والمغرب ومصر والأردن، ما يجعل أرباب العمل المحليين يضغطون على العمال لتسديد رواتب منخفضة مع زيادة ساعات العمل، وعلى المُزودين (غذاء ولحوم وأسماك…) لتسديد أسعار منخفضة، وبالتالي فإن أرباح هذا النوع من السياحة أرباح وهمية، بل هي تخريب للإقتصاد وللثقافة واستنزاف للمياه والثروات الطبيعية مثل الأسماك… رويترز 22/08/17

المغرب: تُظْهِرُ البيانات الرّسمية ارتفاع الدخل الوطني لضِعْفَيْ ما كان عليه قبل عقد واحد وتحقيق نسبة نمو بمعدل 4% (وهي نسبة غير كافية لخلق وظائف في اقتصاد لا يعتمد على خلق قيمة زائدة مرتفعة)، ولكن اتفق المصرف المركزي والبنك العالمي على استفادة فئة قليلة من الأثرياء من النمو، و”إن وجود حوالي 1,7 مليون شاب لا يعملون ولا يدرسون يمثل خطرًا اجتماعيا كبيرًا” لأن اقتصاد المغرب (وبقية البلدان العربية) غير قادر على الاستجابة إلى مطالب الشباب في العمل والاندماج في المجتمع، بل خسر اقتصاد المغرب سنة 2016 حوالي 37 ألف وظيفة، وفق المصرف المركزي، وتراجع معدل العمل من 47,4% إلى 46,4% من قوة العمل، ولا يعمل في المدن سوى 40% من القادرين على العمل وتقدر نسبة البطالة الرسمية بحوالي 10% (من حوالي 11 مليون شخص قادر على العمل من إجمالي 34 مليون نسمة يعيش حوالي خمسة ملايين منهم خارج البلاد) لكنها نسبة مشكوك في صحتها نظرًا لتفشي البطالة في صفوف الشباب الذين لم يتمكنوا من الدخول إلى “سوق العمل” أصْلاً، وبقوا يعملون بشكل متقطع في الإقتصاد الموازي، وتصل نسبة بطالة الحاصلين على شهادات جامعية إلى 22% وكان القطاع الفلاحي يستوعب حوالي 57% من القادرين على العمل في الارياف، لكن النسبة تراجعت إلى 38% أمام قطاع الخدمات والأشغال الذي يتطور بوتيرة أسرع، إلا أنه يؤمن فرص عمل هشة وغير مؤمنة اجتماعيا، ويشتغل حوالي 60% من العاملين في المغرب في وظائف هشة ومهن هامشية ولا يستفيد 78% من صحية العاملين من أي حماية تغطية طبية (93% في الأرياف ومن العمال الزراعيين )، وتشير المُعْطيات ان علاقات الشراكة مع الإتحاد الأوروبي والاندماج السريع للاقتصاد المغربي في الاقتصاد العالمي سيؤديان إلى ارتفاع البطالة وهيمنة الشركات الأجنبية على كافة قطاعات الإقتصاد، وورد في تقرير “المندوبية السّامِية للتخطيط” ان 59% من سكان البلاد يعيشون في المُدن وإن التطور الاقتصادي والاجتماعي والعمراني المسجل خلال العقد الأخير لم يكن سوى واجهة لثراء أقلية، في حين ارتفعت معدلات بطالة الشباب (ستة ملايين شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة) وتراجعت فرص العمل لهذه الفئة من 47% سنة 2004 إلى 35% سنة 2014 ولم تتجاوز النسبة 32,8% في المدن، وتكون النساء دائما في مقدمة المتضررين من الأزمات، فانخفضت مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي من 30% إلى اقل من 18% خلال نفس الفترة في حين انخفضت نسبة مشاركة الذكور من 64% سنة 2004 إلى 52% سنة 2014… تمتلك البلدان العربية أرقامًا قياسية عالمية في نسب الفقر والبطالة والأمية، وفي المغرب تُشير الأرقام الرسمية بلوغ نسبة الأمية 32% من إجمالي عدد السكان رغم تراجعها لدى فئة الشباب (من 15 إلى 24 سنة) من 29% إلى نحو 11% خلال عشر سنوات (وهو أمر يصعب تصديقه) وترتفع نسبة الأمية لدى النساء إلى حوالي 15% مع الإشارة إلى صدور جميع هذه البيانات عن مؤسسات رسمية ومعظمها حكومي…  عن المصرف المركزي المغربي + البنك العالمي -صحيفة “الحياة” 21/08/17

تونس: يكاد لا يخلو شهر واحد من وجود فرقة مراقبة من البنك العالمي أو من صندوق النقد الدولي في تونس، وأقامت بعثة من صندوق النقد الدولي (على حساب المواطن) من 26/07 إلى 03/08/2017 وكتبت كالعادة تقريرًا “تشِيد بجهود الحكومة… ولكنها غير كافية ووجب بذل جهود إضافية”، أي مزيد من الخصخصة وتسريح الموظفين وخفض الإنفاق الحكومي وإلغاء دعم المواد الأساسية، وأَمَر التقرير ب”إنشاء هيئة فعالة لمكافحة الفساد والممارسات التجارية غير المشروعة”، ويتوقع صندوق النقد الدولي أن تبلغ نسبة نمو الإقتصاد 2,3% سنة 2017 بارتفاع طفيف سببه ليس مجهودات الحكومة وإنما ارتفاع إيرادات الفوسفات والزراعة والسياحة، وأظهرت بيانات رسمية تفاقم العجز التجاري في تونس بنسبة 25,8% على أساس سنوي في الأشهر السبعة الأولى من العام 2017 إلى حوالي 3,58 مليار دولارا، مع زيادة الصادرات بنسبة 15,9% وزيادة الواردات بنسبة 18,8%، رغم ادعاء الحكومة خفض استيراد الكماليات، وارتفعت واردات الطاقة بنسبة 30,8% والغذاء بنسبة 33,3% والمواد الأولية ونصف المصنعة بنسبة 21,6% والمواد الاستهلاكية غير الغذائية بنسبة 20,9%وساهم انخفاض قيمة الدينار في ارتفاع قيمة الواردات، إضافة إلى عدم توجه الدولة نحو بناء اقتصاد منتج لتحقيق الإكتفاء الذاتي الغذائي وتصنيع الإنتاج الفلاحي والمنتجات المحلية الأخرى، لإضافة قيمة لها وعدم تصديرها خامة وبأسعار منخفضة، ويتوقع المصرف المركزي ارتفاع عجز الميزانية هذا العام إلى 5,9%… أدى تفاقم العجز التجاري إلى انخفاض احتياطي العملة الأجنبية إلى أضعف مستوى خلال ثلاثة عقود (منذ 1986)، إلى 4,8 مليار دولارا يوم 15/08/2017، أو ما يغطي واردات 90 يوماً فحسب، بدل 118 يوما قبل سنة واحدة… نُشير إلى ان الديون مُقَوّمة باليورو وبالدولار، وقد يُؤَدِّي انخفاض قيمة الدينار وانخفاض الإحتياطي مع ارتفاع قيمة الديون إلى عجز الدولة عن تسديد الديون وعن توريد بعض المواد الضرورية، بالإضافة إلى ان تسديد الديون الخارجية يعني إنتاج العمال والفلاحين ما يكفي لحاجة البلاد، وإنتاج جزء إضافي ليخرج من البلاد في شكل سداد الديون… (دولار = 2,46 دينار – يورو = 2,84 دينار يوم 17/08/2017) عن المصرف المركزي التونسي – رويترز 17/08/17

مصر: أوردنا في عدد سابق من هذه النشرة خبر إضراب عمال شركة مصر للغزل والنسيج بمدينة المحلة الكبرى منذ يوم السادس من آب/أغسطس 2017، ويتواصل الإضراب (راجع تاريخ تحرير الخبر) بعد تواطُؤ وسائل الإعلام ومجلس النقابة العامة (جهاز وبوق للنظام) تصريحات وزير قطاع الأعمال ورئيس الشركة القابضة حول عدم مشروعية مطالب العمال المضربين الذين ردُّوا الفعل بتنظيم مسيرات غاضبة، دفاعًا عن حقوقهم في العلاوة الاجتماعية وزيادة مبلغ بدل الغذاء ليكون 400 جنيه مثل باقي الشركات، فالأسعار واحدة، ولا تفرق بين عامل وآخر، وتسديد الحوافز السنوية وإصلاح محطة كهرباء الشركة وإصلاح أوضاع مستشفى العمال، ودعا مُمثّلوا العمال زملاءهم في المصانع الأخرى بمدينة المحلة وغيرها من المدن للالتحاق بهم وانتزاع حقوقهم المنهوبة وحقوق كل عمال مصر الاقتصادية وانتزاع الحريات النقابية ورفع الحد الأدنى (نظرًا للغلاء الفاحش للأسعار) وتثبيت العمال المؤقتين وعودة كل العمال المفصولين والمنقولين إلى أعمالهم، وضخ استثمارات جديدة وتحديث أقسام الشركة، وهدد العمال بتحويل الإضراب إلى اعتصام شعبى مفتوح لأسرهم وأهالي المحلة والمدن والقرى المجاورة، حتى تحقيق مطالب العمال العادلة (راجع مطالب العمال في عدد سابق من نشرة الإقتصاد السياسي)… مَثَّلت تحركات واحتجاجات عمال المحلة مُؤَشِّرًا هامًّا لمشاغل الطبقة العاملة ونضالاتها، وأطلق عمال المحلة في كانون الأول/ديسمبر 2006 أكبر موجة من الاحتجاجات العمالية، ثم أضربوا لمدة أسبوع كامل في أيلول/سبتمبر 2007، رغم التهديدات حتى استجابت الإدارة لمطالبهم، ورفعوا مطلب “الحد الأدنى للأجور” في شباط/فبراير 2008، ليصبح شعارًا مُوحِّدًا للطبقة العاملة، وجمعوا في إضراب نيسان/ابريل 2008 بين التصدي للديكتاتورية (مطالب الحريات) والتصدي للاستغلال (مطالب ذات صبغة اقتصادية)… ضغطت الدولة (برئيسها وحكومتها وأجهزتها) على وسائل الإعلام كي تتجاهل إضراب عمال المحلة، فيما اتّهمت الحكومة (التي تواصل التطبيع مع العدو الصهيوني والتي باعت جزيرتي “تيران” و”صنافير”) العمال المضربين “بالعمالة والانتماء إلى الإخوان وتلقِّي تعليمات من الخارج بهدف زعزعة الإستقرار”، وروجت الحكومة أكاذيب عن “أجور العمال المُرْتَفِعَة” وبقي العمال صامدين في مواجهة الضغوط الكثيرة التي يتعرضون لها كي ينهوا إضرابهم، وبقوا متمسكين بالزيادات قبل العودة إلى العمل، خصوصًا بعد اعتراف وزير العمل “بأحقيّة العمال في الزيادات التي طلبوها، وأن خسائر قطاع الغزل والنسيج تعود إلى قِدم المعدّات وسوء إدارة الشركة، وهي غير مرتبطة بمعدلات الإنتاج”، وتجدر الإشارة إلى إقالة رئيس الشركة السابق من منصبه بتهم فساد مالي وسوء إنفاق، لكن لم تتم إحالته إلى المحاكمة، وشدّدت قوات الأمن حصار مجمع الصناعات حيث الإعتصام لمنع امتداده إلى باقي الشركات أو خروجه إلى الشارع، خصوصًا بعد إضراب عمّال شركة “النصر” الذي تم فضّه سريعاً مع وعدٍ بصرف نسبة لهم في الأرباح، وهددت الحكومة عمال مُجَمّع المَحَلّة بعدم صرف رواتبهم عن شهر آب/أغسطس 2017 في حال استمرارهم في الاعتصام والإضراب عن العمل… في قطاع النقل الحديدي، بعد حادث تصادم قطارين في محافظة الإسكندرية ووفاة 42 مواطنًا وإصابة 179، حاولت الحكومة تحميل العاملين مسؤولية الوضع الرديء للسكة الحديدية (فساد وتقادم التجهيزات وغياب الصيانة…)، وأعلن مستشار وزير النقل، أن الوزارة طالبت سابقًا بمبلغ عشرة مليارات جنيه لتطوير السكك الحديدية، ولم تحصل سوى على ثلاثة مليارات جنيه فقط، وهو ما حال دون تطوير بعض القطارات التي لا تتوافر بها شروط السلامة الفنية، وأَضرب العمال (يوم 17/08/2017) احتجاجًا على ظروف العمل واشترط السائقون تنفيذ مطالبهم بشأن الصيانة، وزيادة الحوافز، قبل العودة للعمل، وتبرئة زملائهم المتهمين فى حادث تصادم قطارى الإسكندرية، لأن تقادم جرّارات وعربات السكك الحديدية ونظم الإشارات، مع غياب الصيانة وشروط السلامة والأمان تتجاوز اختصاص ومسؤولية العُمال الذين يعملون في ظروف سيئة وغير طبيعية… تُعْتَبَرُ الهيئة الوطنية لسكة حديد مصر من أكبر المؤسسات الاقتصادية في البلاد، وتنقل حوالي 500 مليون راكب سنويًّا (حوالي 1,4 مليون راكب يوميًّا)، وحوالي 6 ملايين طن من البضائع سنويًّا، على شبكة يتجاوز طولها 9,5 آلاف كيلومترًا، ويبلغ عدد العاملين بها 82 ألف عامل، لم تُطَبِّق عليهم الشركة الحد الأدنى للأجور (1200 جنيه) فضلاً عن هُزال برنامج التدريب وضعف التأمين الصحي، وترى بعض الأوساط الحكحومية ان الحل يكمن في الخصخصة الجزئية للنقل الحديدي !!! عن موقع “البديل” (مصر) 19/08/17 ارتفع معدل التضخم منذ تنصيب عبدالفتاح السيسي رئيسا للبلاد في يونيو 2014 من 8,76% في حزيران/يونيو 2014 إلى 35,26% في آخر تموز/يوليو 2017 وارتفع المعدل السنوي للتضخم الأساسي من 31,95% في حزيران/يونيو 2017 إلى 35,26% في تموز/يوليو 2017 وفق بيانات المصرف المركزي وهيئة الإحصاء 10/08/17

فلسطين: اعتقلت قوات الإحتلال خلال النصف الأول من سنة 2017 حوالي 1458 فلسطينيّا في مدينة القدس لوحدها وقتلت سبعة عشر شهيدًا، إضافة إلى سلسلة من العقوبات الفردية والجماعية، وفق تقرير “حصاد القدس” الذي تعده “مؤسسة القدس الدولية”، ولكن فلسطينيي القدس (وغيرهم) يقاومون الإحتلال بكافة الوسائل حيث ارتفعت “نقاط المواجهة” مع الاحتلال إلى 719 نقطة مواجهة في قرى وبلدات القدس المحتلة، أسفرت عن مقتل 8 صهاينة وإصابة 125 آخرين، احتجاجًا على مشاريع “التهويد” والهدم والمصادرة، حيث هدمت قوات الاحتلال منذ بداية سنة 2017 حتى 31/07/2017 نحو 105 منازل ومنشآت سكنية وتجارية بمختلف قرى وبلدات القدس المحتلة، ووزعت 214 إخطارًا بهدم منازل ومنشئات، وأجبرت 7 فلسطينيين على هدم منازلهم بأيديهم، فيما استولت مجموعات المستوطنين على 6 منازل في القدس المحتلة خلال الفترة نفسها، وصادقت حكومة الإحتلال على بناء وتنفيذ 6377 وحدة استيطانية خلال الأشهر السبعة الأولى من العام 2017 في العديد من المستوطنات المقامة على أراضي الفلسطينيين في القدس المحتلة والأحياء العربية المقدسية، بالإضافة إلى بناء 1330 وحدة فندقية استيطانية في جبل المكبر و12 مصنعا استيطانيا في قلنديا، وتخطط دولة الإحتلال لبناء عشرة آلاف وحدة استيطانية في القدس المحتلة و15 ألف وحدة استيطانية فوق أنقاض قرية قلنديا لوحدها، ووثقت المؤسسة مصادقة سلطات الاحتلال على بناء… في الأثناء تواصل سلطة الحكم الذاتي الإداري مراقبة وقمع الفلسطينيين واعتقالهم وتسليمهم إلى الإحتلال الذي يستهدف (منذ تأسيس الحركة الصهيونية) الإستيلاء على مزيد من الأراضي وترحيل أكبر عدد من الفلسطينيين، خصوصا من المناطق القريبة من السواحل، وهدم الإحتلال مباشرة بعد عدوان 1967 قرى عمواس ويالو وبيت نوبا فورا لأنها قريبة جدا من اللد والرملة وتل أبيب، ثم جزء من مدينة قلقيلية لأنها لا تبعد عن الساحل سوى 11 كيلومترا، وأقامت سلطات الإحتلال مستوطنات على رؤوس الجبال ليسهل الدفاع عنها ويسهل التمدد نزولا إلى السفوح لابتلاع مزيد من الأرض، وعلى مناطق غنية بالماء لامتصاص المياه الجوفية، ومستوطنات أخرى أقيمت بهدف تقطيع أواصر الضفة الغربية وتفتيتها لإلغاء أي إمكانية تواصل بين مختلف المدن والقرى الفلسطينية، مع ربط المُسْتوطنات بعضها ببعض، وبالأراضي المحتلة سنة 1948، ليغيب الفلسطيني تمامًا عن أنظار المُستعمرين القادمين من أوروبا وغيرها… عن وكالة قدس الإخبارية 18/08/17

سوريا: انعقدت آخر دورة لمعرض دمشق الدولي سنة 2012 وتوقف المعرض لخمس سنوات ثم عاد هذه السنة 2017 في دورته التاسعة والخمسين من 17 إلى 26 آب/أغسطس 2017، بمشاركة 43 دولة، منها دول تفرض عقوبات اقتصادية صارمة ضد سوريا منذ ست سنوات و23 دولة حافظت على علاقاتها الدبلوماسية وتربطها بها علاقات اقتصادية وسياسية قوية من بينها روسيا وإيران والصين والعراق وفنزويلا، إلى جانب مشاركة شركات بصفة خاصة من 20 دولة أخرى قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا، رغم فرض واشنطن وبروكسل عقوبات اقتصادية ضد سوريا التي أعلنت عدم دعوة “الدول التي اتخذت موقفا معاديا لسوريا”، مع ترك الباب مفتوحًا لمشاركة أي شركة تجارية سواء مباشرة أو عبر وكلائها في سوريا، ويعقد المعرض في منطقة قريبة من مطار دمشق الدولي، عند أطراف الغوطة الشرقية، حيث تسري هدنة منذ 22 تموز/يوليو 2017، ويستضيف 1500 رجل أعمال من بلدان عديدة بينهم مغتربون سوريون لاستقطاب استثماراتهم في سوريا، وفي نهاية المعرض يتوقع أن يبلغ عدد زوار الدورة الحالية للمعرض حوالي 700 ألف شخص مقارنة بـ54 ألفا سنة 2011… قد يُشَكِّلُ هذا الحدث وبعض الوقائع المماثلة تغييرا في موازين القوى ومؤشِّرًا على تطبيع تدريجي للوضع يُمْكِن أن يستمر لسنوات طويلة…  عن وكالة “بلومبرغ” – أ.ف.ب 18/08/17

الأردن: ارتفع عجز الميزان التجاري خلال الفترة من 1 كانون الثاني/يناير حتى 30 حزيران/يونيو 2017 بنسبة 5,3% على أساس سنوي، وفق بيانات التقرير الشهري الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة الحكومية، وبلغ العجز قرابة 6,5 مليار دولار خلال النصف الأول من سنة 2017 بسبب ارتفاع قيمة واردات البلاد بنسبة 3,2% إلى 9,9 مليار دولار وتراجع قيمة الصادرات الأردنية للخارج إلى 3,38 مليار دولار، بسبب تراجع صادرات الفواكه والحيوانات الحية ولحومها إلى سوق “قَطَر”، إضافة إلى انخفاض قيمة صادرات منتجات كيماوية غير عضوية عن “بترا” 23/08/17

 الكويت، مَيْز اقتصادي مُزْدَوَج: بعد انخفاض أسعار النفط (منذ منتصف حزيران 2014) وانخفاض إيرادات الدولة، أقرت دويلات الخليج إجراءات تقشف وضرائب وخفض دعم الطاقة وخفض الإنفاق الحكومي وغير ذلك من الإجراءات التي تَضُرّ بالكادحين والفُقَراء، وتتميز مشيخات الخليج بانخفاض عدد سكانها الذين يشكل العمال المهاجرون (والعاملات) أغلبيتهم الساحقة في الكويت وقطر والإمارات، ويقدر إجمالي عدد سكان الكويت بنحو 4,33 مليون نسمة وفق تقديرات 2016، يشكل الكويتيون منهم نسبة 30% (أو حوالي 1,32 مليون نسمة) وهي نسبة مُبالغ فيها، فيما تُقَدّر نسبة الاجانب وجميعهم عاملون بنحو 70% (حوالي 2,64  مليون نسمة)، وفي نطاق إجراءات التقشف قررت الدولة (أي آل الصبّاح) تطبيق التعرفة الجديدة المفروضة على العقار الاستثماري، أي الشقق السكنية التي يسكن أغلبها المهاجرون، واستثناء سكن المواطنين الكويتيين من الزيادة على أسعار الكهرباء والماء، والتي تصل إلى 150% لكل كيلووات كحد أدنى، وزيادة بخمسة أضعاف لكل الف “غالون” مياه، ما يعتبر ميزا مُزْدَوَجًا ضد المهاجرين الذين يعمل معظم العرب والآسيويين منهم في وظائف مُتَدَنّية الرواتب الشهرية التي تتراوح بين 200 و500 دينار (فيما يصل إيجار الغرفة الواحدة إلى 250 دينار شهريا)، ولا يتجاوز أقصى ما يمكن أن يحصل عليه مهندس أو ربان سفينة عربي أو آسيوي ألْفَي دينارًا شهريا، أي حوالي ثُلُث أو نصف ما يحصل عليه زملاؤهم من الجنسيات الأوروبية أو من الكويتيين العاملين في القطاع الخاص، أما العاملون في القطاع الحكومي والنفطي فإنهم من الكويتيين في معظمهم (بنسبة 99,7% وفق موقع الإدارة المركزية للإحصاء) ورواتبهم أعلى من القطاع الخاص، ويُقَدّر إجمالي عدد العاملين الكويتيين في القطاعين الحكومي والخاص بنحو 516 ألف سنة 2015 ويزيد معدل (متوسط) أجورهم بنسبة 100% عن متوسط رواتب الأجانب (بمن فيهم الأوروبيين ومهندسي وكوادر الهند)، ويتجاوز متوسط راتب الرجال الكويتيين متوسط رواتب النساء الكويتيات بنحو 25% وللتذكير، أقصت الدولة العمال المهاجرين من زيادات الرواتب سنة 2016، أما شركات القطاع الخاص فإنها تُحَدِّدُ الراتب وفق جنسية الموظف أو العامل وليس وفق خبرته ومهارته، ويوجد العرب (المصريون) في أسفل السّلّم… أوردت بعض التقارير المحلية (هيئة حقوق الإنسان + التيار التقدمي الكويتي) نماذج من الإستغلال الفاحش والعنصرية والميز المُسَلّط على العمال الأجانب (الأغلبية المطلقة أو حوالي 70% من سكان البلاد) من نظام الكفيل واحتجاز جوازات السفر واحتجاز الراتب واستحالة اللجوء إلى القضاء… وعلى سبيل المثل يقدر عدد العمال المصريين في الكويت بأكثر من 450 ألف عامل، برواتب منخفضة رغم الغلاء الفاحش لإيجار السكن والأسعار (في الكويت وفي الخليج بشكل عام) والرّشى التي يضطر العمال إلى تسديدها لتجّار الإقامات ونظام الكفيل وأصحاب الشركات الوهمية، ويضطر العمال الفقراء إلى السّكن جماعة في مساحات ضيقة وغير صحية، بسبب انخفاض الرواتب وغلاء السكن والاسعار… (دينار كويتي = 3,3 دولارا أمريكيا) – (معظم البيانات الإحصائية من صحيفة “القبس” الكويتية خلال سنة 2016) عن”كونا” (بتصرف) 22/08/17

اقتصاد “رَبَّانِي”: لا تنخفض إيرادات السياحة الدّينية بل ترتفع سنويًّا، خلافًا لسياحة الأجانب وزياراتهم للمغرب أو تونس أو مصر والأردن، وهي بلدان يتأثر اقتصادها بالأحداث السياسية والإقتصادية المحلية والدولية، أما السعودية فترتفع إيراداتها سنويا من العُمرة والحج… يستقبل الحرم المكّي سنويا حوالي 20 مليون زائر سنويا، منهم 12 مليون مُعْتَمِر أجنبي وحوالي خمسة ملايين سعودي (أو مُقِيم) ومعدّل ثلاثة ملايين حاج، وبلغت إيرادات الحج 16,5 مليار دولار سنة 2012 لكن الأسرة الحاكمة قررت تخفيض عدد الحجاج القادمين من الداخل بنسبة 50% والقادمين من الخارج بنسبة 20%، حتى العام 2015 بسبب أشغال التوسعة التي لا تزال متواصلة ولا يزال التخفيض ساريًا، فانخفضت إيرادات الحج إلى 8,4 مليار دولار سنة 2014، وتتراوح بيانات سنة 2017 بين 4,2 مليار دولارا و6,5 مليار دولارا (وأصبح تناقض البيانات أمرًا اعتياديا عندما يتعلق الأمر بالسعودية)، وأعلنت بعض المصادر السعودية في مدينتي مكة والمدينة وجود نحو 2,2 مليون حاج أجنبي أنْفَقُوا حوالي 4,2 مليار دولارا (ثمن المبيت والأكل والإستهلاك اليومي)، وقَدّرت أوساط سعودية مساهمة إنفاق الحجيج بنحو 3%في الناتج المحلي الإجمالي السّنوي، وتستفيد قطاعات الفنادق والإسكان والنقل من الجزء الأكبر من إنفاق الحجيج الذي يتوزع بنسبة 10% من الإنفاق على الغذاء و14% على شراء الهدايا و31% على النقل والمواصلات، و40% على السكن، وبلغت أرباح شركات النقل 106 مليون دولارا خلال موسم الحج لسنة 2016، ويقدر متوسط تكلفة الحج “منخفض التكلفة” لحجيج الداخل (السعوديون والمُقِيمُون) بحوالي ألف دولار، وحوالي 2500 دولارا للحج “العادي” (غير منخفض التكلفة)، وتستحوذ منطقة مكة على أرباح بقيمة ملْيَارَيْ دولار من قطاع التغذية الذي يقدر حجمه خلال موسم الحج بنحو عشرة مليارات دولار، فيما تستفيد خزينة آل سعود من العملة الأجنبية التي تخرج من بلدان هي في أمس الحاجة لها مثل مصر وتونس والأردن، لتدخل خزينة السعودية، قبل أن تتحول إلى أمريكا مقابل شراء أسلحة تقصف الشعب اليمني أو السّوري أو الليبي… تُقَدّر طاقة استيعاب “الحرم المَكِّي” بنحو 600 ألف قبل سنة 2014 وبلغت 2,2 مليون مُصَلِّي حاليا، ويتوقع أن تتضاعف بعد انتهاء عمليات التوسعة سنة 2020، بتكلفة 100 مليار دولارا، وتُخَطِّط الأُسْرة المالِكة للبلاد لإنشاء 42 فندق فاخر قريبًا من الحَرَم، لاستقبال حوالي 3,7 مليون حاج سنة 2020، بإيرادات تتجاوز 12,5 مليار دولارا، وحوالي 6,7 مليون حاج سنة 2042، وارتفاع عدد المُعتمرين إلى 30 مليون سنة 2030، وأن يتمكن مطار الملك عبد العزيز من استيعاب 30 مليون سنة 2030 و 80 مليون مسافر سنة 2035… عندما تَرد في التقارير الرسمية السعودية عبارات تَتَبَجَّحُ “بارتفاع إيرادات القطاع غير النّفْطِي” فإنه تعني بدرجة أولى ارتفاع إيرادات الحج والعمرة، ثاني مورد لآل سعود بعد النفط، ولكن تكمن المشكلة في إنفاق هذه الموارد ومدى استفادة “المُسْلِمِين” منها…  عن “مركز السجيني للاستشارات الاقتصادية والإدارية” + “سي إن إن” + “روسيا اليوم” من 28/08إلى 03/09/17

 السعودية طرف في اتفاقيات “كامب دفيد”:  نَشَرَت الجريدة الرّسمية المصرية مجموع النصوص المتعلقة بتنازل مصر عن جزيرتي “تيران” و”صنافير” لصالح السعودية، وما ترتب عنها من  انتقال التزامات مصر تجاه الكيان الصهيوني (بموجب اتفاقية “كامب ديفيد”)، إلى السعودية التي تعهدت بضمان الملاحة في مضيق تيران مقابل ترحيب صهيوني بالإتفاقية، ونشرت مصر الخطابات المتبادلة بين الحكومة المصرية وحكومة العدو بين أيار/مايو وكانون الأول/ديسمبر 2016 بشأن تفاصيل الإتفاقية وبتعهدات السعودية والتزاماتها بالترتيبات التي تضمنتها اتفاقية “كامب ديفيد” حول مضيق تيران وجزيرتي تيران وصنافير… صدرت أحكام قضائية نهائية من مجلس الدولة والمحكمة الإدارية العليا بمصرية الجزيرتين وعدم الاعتداد بالاتفاقية مع السعودية باعتبارها مخالفة للدستور الذي حظر التنازل عن أي أرض مصرية، ولكن الحكومة المصرية ضربت عرض الحائط بكل هذه القرارات القضائية، وحسمت أَمْرَ التنازل عن الجزيرتين قبل صدور قرار المحكمة الدستورية بمدى توافقها مع أحكام الدستور، والتي لا تزال تنظر في الأمر… عن “اليوم السابع” (بتصرف) 18/08/17

 

افريقيا، تطبيع (اقتداءً بالسعودية؟): كان للقارة الإفريقية دور هام في عزل الكيان الصهيوني بعد حَرْبَيْ 1967 و 1973، خصوصًا في ظل الدّعم القوي الذي كانت تقدمه دولة الإحتلال لنظام الميز العنصري في جنوب افريقيا وزمبابوي ونامبيا وللحركات الإنفصالية في نيجيريا والكونغو والسودان، ودعم الإستعمار البرتغالي لأنغولا وموزمبيق وغينيا بيساو وجزر الرأس الأخضر، وتنتمي بلدان افريقية عديدة إلى منظمة التعاون الإسلامي التي تهيمن عليها السعودية، وهي من المدافعين عن التطبيع العلني مع العدو، ما أفْقَدَ هذه المنظمة دورها في مساندة الشعب الفلسطيني (وبقية الشعوب المُضْطَهَدَة والمُسْتَعْمَرَة) وكانت المنظمة تدعو أعضاءها إلى عدم تطبيع العلاقات مع دولة الإحتلال الصهيوني، لكن السعودية التي تقود المنظمة حاليًا تسعى لتطبيع علاقاتها والتحالف مع الكيان الصهيوني ضد إيران، ما شَكّلَ الضوء الأخضر لبلدان العالم ومنها دول افريقيا للتقارب مع العدو الذي استغل الفرصة للتمدد، بواسطة برامج التعاون الفلاحي، حيث طورت دولة الرأس الأخضر علاقاتها وأعلنت حكومتها معارضتها أي قرار في الأمم المتحدة يدين الإحتلال، وأرسلت السنغال وغينيا أول سفراء لهما إلى تل أبيب، وكان رئيس حكومة الإحتلال حاضِرًا كضيف شرف في اجتماع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ايكواس) الذي استضافته مونروفيا عاصمة ليبيريا (حزيران/يونيو 2017)… تنوعت نشاطات الكيان الصهيوني في السنغال، من تمويل مشروع مزرعة نموذجية ودعم مشروع زراعي نسائي ومشاريع ري وسدود، بهدف اختراق الوسط الرّيفي، الذي تعتمد نسبة 70% من سكانه على الأنشطة المرتبطة بالقطاعين الزراعي والرعوي، إلى تنظيم رحلات لأئمة إلى فلسطين المحتلة، وتقوم دولة الإحتلال بتوزيع الأضاحي وتنظيم الإفطارات الرمضانية لصالح الأئمة في السنغال، وكذلك في غينيا التي استعادت العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني في تموز/يوليو 2016 بعد حوالي 50 عاما بعد القطيعة (عدوان 1967)، كما ارتفعت وتيرة الإتصالات بين حكومة جمهورية مالي والكيان الصهيوني رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية، والمُلاحظ ان إعادة علاقات البلدان ذات الأغلبية المسلمة علاقاتها مع الكيان الصهيوني جاءت في الوقت الذي ينتهك فيه المقدسات الإسلامية والمسجد الأقصى في فلسطين المحتلة… لكن “إذا كان رب البيت بالدَّفِّ ضاربًا، فلا تلومَنَّ الأطفال عن الرّقْصِ” عن موقع “أفريك دوت كوم” + د.ب.أ (ألمانيا) 12/08/17

جنوب السودان وأوغندا: بعد حرب أهلية دامية، وَقّعت حكومة السودان سنة 2005 اتفاقية التّخلّي عن ثلث الأراضي و75% من النّفط وانفصل الجنوب نهائيا في تموز 2011، في إطار استراتيجية إمبريالية تستغل حقوقًا مشروعة للأقَلِّيات لتقسيم الدول (يوغسلافيا والعراق ودول افريقية ثم ليبيا وسوريا…) وتأسست دول غير قابلة للحياة بدون دعم خارجي (مثل تيمور الشرقية وكوسوفو والبوسنة) فيما فشل مشروع تأسيس دولة الشاشان وبعض الأقليات في منطقة القوقاز… عم الفساد والإنقسامات العرقية، وسرعان ما اندلعت حرب أهلية مباشرة بعدما أصبح جنوب السودان الغني بالنفط أحدث دولة في العالم سنة 2011 وتحارب قوات موالية للرئيس سلفا كير، وهو من قبيلة الدنكا، مقاتلين موالين لنائبه السابق ريك مشار، وهو من قبيلة النوير، منذ أواخر 2013 مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وأجبر قرابة ثلث تعداد السكان في جنوب السودان البالغ 12 مليون نسمة على ترك منازلهم، وأعلنت الأمم المتحدة يوم الخميس 17 آب 2017 إن عدد لاجئي جنوب السودان في أوغندا بلغ مليونًا مع تدفق مئات الأسر عبر الحدود يوميا هربا من الحرب الأهلية، ونتج عن هذا الصراع في جنوب السودان أكبر أزمة لاجئين في أفريقيا (منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994) فيما يتذمر الناطقون باسم وكالات الأمم المتحدة من الأموال التي تطلبها لتوفير الغذاء والمأوى للاجئين (كما الحال في مناطق أُخْرى أيضًا)، وتشكل النساء والأطفال أكثر من 85% من الوافدين على مخيمات اللجوء، خصوصًا في المناطق الحدودية بشمال غرب أوغندا، بعد انهيار اتفاق سلام هش مدعوم من الغرب بين كير ومشار في غضون شهور، ما أدى إلى قتل قرابة مليون مَدَنِي بين أيار/مايو وتموز/يوليو 2017 وفق تقرير لمرصد حقوق الإنسان في جنوب السودان (ومقره جنوب أفريقيا) ووَرَد في تقارير الأمم المتحدة إن منازل أُحْرِقَتْ على من فيها من أسر كما يشيع الاغتصاب الجماعي وكثيرا ما يتعرض الصبية للخطف بهدف تجنيدهم، وينهب مسلحون المواطنين الذين يحاولون الفرار، وتشتكي حكومة أوغندا من ضعف المساعدات لتوفير الغذاء والمأوى للاجئين، وأعلن المتحدث باسم المفوضية العُليا للاجئين (الأمم المتحدة) إنها حصلت المفوضية على نحو 21% تقريبا من مبلغ 674 مليون دولارا الذي طلبته للاجئي جنوب السودان في أوغندا سنة 2017… رويترز 17/08/17

 إيران وروسيا: رغم رفع العقوبات الدولية عن إيران بموجب الاتفاق النووي، أبْقَت الولايات المتحدة على القيود المصرفية المفروضة على تحويلات الدولار، ما يُعَسِّرُ عملية بيع النفط الإيراني المقوم بالعملة الأمريكية في السوق المفتوحة، واكتسب النظام الإيراني خبرة في الإلتفاف على العقوبات منذ الإطاحة بنظام الشّاه (شباط 1979)، وأكد وزير النفط الإيراني يوم الخميس 25/05/2017 توقيع اتفاقية “النفط مقابل السلع” مع روسيا لبيع كمية من النفط إلى روسيا قد تصل إلى 100 ألف برميل يوميا، أي خمسة ملايين طن في السنة، وتستورد إيران بضائع روسية بقيمة قد تصل إلى 45 مليار دولار سنويا، تسدد نحو 50% من قيمتها نقدا، والنصف الآخر مُقايضة (سلعة مقابل سلعة) وأعلن وزير النفط الروسي يوم الجمعة 18/08/17 أن تنفيذ برنامج “النفط مقابل البضائع” قد يبدأ خلال شهر أيلول/سبتمبر 2017 بعد دراسة آخر التفاصيل والوثائق ذات الصلة، وأعلن الوزير الروسي أن التعاون بين الدولتين يتضمن مجالات الطاقة والكهرباء والطاقة النووية والنفط والغاز، فضلا عن التعاون في مجال السكك الحديدية والصناعة والزراعة… عن وكالة “إنترفاكس” 19/08/17

آسيا الجنوبية، كوارث: تتسبب الأمطار الموسمية (الحيوية للمزارعين) في جنوب آسيا بخسائر بشرية ومادية سنويا بين شهري تموز/يوليو وأيلول/سبتمبر من كل سنة، مع عزل آلاف القرى وحرمان السُّكّان من الغذاء والمياه النظيفة لأيام، ووُصفت السيول هذا العام بأنها الأسوأ منذ سنوات، ويتضرر الفقراء وحدهم من انهيار المباني وانزلاق الأرض والزلازل، ومن الكوارث الطبيعية، وقتلت السيول في الهند ونيبال وبنغلادش أكثر من 1200 شخص (لغاية يوم الخميس 24/08/2017)  فيما نَزَح أكثر من مليون شخص وكلهم من الفقراء، ووجهت منظمات الإغاثة نداءًا لسد النقص الهائل في المواد الغذائية وحذّرت من انتشار الأمراض التي تنقلها المياه مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة على المناطق التي أصابتها الكوارث، وفي بنغلادش غمرت المياه أكثر من ثلث المناطق المنخفضة والمكتظة بالسكان، ما أدّى إلى وفاة ما لا يقل عن 135 شخصا وأَضَرّت الفيضانات بمصالح وحياة ومصير أكثر من 5,7 مليون نسمة وألحقت المياه المرتفعة في عدد من أنهار بنغلادش أضرارا بنحو 225 جسرا في ما عطل وصول المواد الغذائية والأدوية إلى النازحين، وتتخوف أجهزة الدولة من انتشار الأوبئة مع انحسار مياه السيول التي تنقل الأمراض، إذا لم يتم توفير المياه النظيفة على الفور، وفي ولاية “أسام” الهندية (على حدود بنغلادش) قتلت الفيضانات 180 شخصا على الأقل في الأسابيع القليلة الماضية، كما اجتاحت الأمطار الموسمية ولايات أروناتشال براديش وناجالاند ومانيبور في شمال شرق الهند مما أسفر عن مقتل 30 شخصا على الأقل، إضافة إلى تدمير المحاصيل والطرقات وتعطيل شبكات الطاقة الكهربائية في ولاية “بيهار” الشرقية حيث قُتِلَ 253 شخصا على الأقل ونزوح أكثر من نصف مليون شخص، وفي نيبال تأكدت وفاة 141 شخصا وتدمير نحو ثمانين ألف مسكن في حين عاد مئات الناجين إلى منازلهم التي لحقت بها أضرار بالغة… قدّر الاتحاد الدولى لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر ان الفيضانات الموسمية تُهَدِّدُ حياة حوالى 24 مليون شخص فى نيبال وبنغلاديش والهند، وطالب بتقديم مساعدات عاجلة بقيمة حوالي 3,5 مليون دولارا لمساعدة عشرات الآلاف الذين يعيشون في المناطق الأكثر تضررا في نيبال ومثلها تقريبا لمساعدة المُتضررين في بنغلادش، وحوالي 700 ألف دولارا لتقديم مساعدات طارئة في الهند  رويترز + أ.ف.ب من 22 إلى 24/08/17

الهند- بزنس الغذاء الرديء: أعلنت سلسلة مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية “ماكدونالدز” إنهاء اتفاق حق امتياز استخدام علامتها التجارية مع أحد شركائها الرئيسيين في الهند وإغلاق 169 فرعًا يشتغل بها 1500 عامل، في شمال وشرق الهند، أو حوالي 40% من إجمالي 400 فرع في 65 مدينة هندية، لأن الشركة التي حازت على “الإمتياز” لم تُسَدِّد حقوق الإستغلال ل”ماكدونالدز” لنحو سنتين وستظل فروع “ماكدونالدز” في جنوب وغرب الهند مفتوحة، بعد إغلاق حوالي 40 من بين 55 فرعا في العاصمة “نيودلهي” خلال شهر حزيران/يونيو 2017 بسبب نزاع قضائي بين “ماكدونالدز” والشركة الهندية الحاصلة على الإمتياز، وتبحث الشركة الأمريكية عن شريك جديد، لكن آلاف العاملين في هذه الفروع بقوا في حالة بطالة، والواقع ان نشاط “ماكدونادز” تَقَلَّصض بسبب المنافسة من سلاسل مطاعم عالمية أخرى بينها “دومينوز بيتزا” و”بيتزا هت”، وتشكل الهند ساحة منافسة قوية لمثل هذه الشركات بسبب ارتفاع عدد السكان (حوالي 1,2 مليار نسمة) وارتفاع عدد الموظفين المنتمين للبرجوازية الصغيرة (الفئات الوسطى) التي تتميز بالإقبال على الإستهلاك وتقليد عادات المجتمعات “الغربية” (أمريكا وأوروبا)، رغم مخاطر وجبات مثل هذه الشركات على الصحة وعلى الإنتاج والإقتصاد المحلِّيَيْن، وتقدر قيمة سوق الوجبات السريعة في الهند بنحو 1,5 مليار دولارا ويتوقع نموه بحوالي 15% سنويًّا، تستفيد منها الشركات متعددة الجنسية، ذات المنشأ الأمريكي…  عن أ.ف.ب 22/08/17

الصين: أعلنت دولة الصين سنة 2013 إطلاق “مبادرة الحزام والطريق” بِهَدف بناء “طريق حرير” حديث، يربط الصين برا وبحرا بجنوب شرق آسيا وباكستان ووسط آسيا وما وراء ذلك إلى الشرق الأوسط وأوروبا وافريقيا، وأعلن رئيس الدولة تخصيص 124 مليار دولار للمبادرة التي يراد لها أن تمثل أحد أوجُهِ السياسة الخارجية الصِّينِيّة لتعزيز النفوذ الصيني، وبالتوازي مع تقدّم تنفيذ المشاريع المرتبطة بهذه الخطة ارتفع نشاط الشركات الصينية عبر عمليات الدمج والاستحواذ في دول تشكل جزءا من “مبادرة الحزام والطريق”، رغم حملة الحكومة للحد من خروج رؤوس الأموال، ما أدى إلى انخفاض حجم عمليات الدمج والاستحواذ الخارجة من الصين بنسبة 42% على أساس سنوي، وارتفعت قيمة إجمالي الاستحواذات الصينية في 68 دولة ترتبط رسميا بـ”مبادرة الحزام والطريق” من 31 مليار دولارا طيلة سنة 2016 إلى 33 مليار دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي (حتى يوم 14/08/2017)، وتعتبر الحكومة هذه الاستثمارات ضرورة إستراتيجية للشركات وللاقتصاد الصيني، وخَصَّصَت المصارف الصينية والصناديق الحكومية تمويلات لصفقات طريق الحرير الجديد، ما رفع من عدد الصفقات من 134 صفقة سنة 2015 إلى 175 صفقة لسنة 2016 بأكْمَلِها وإلى109 صفقات خلال النصف الأول من هذا العام (2017)، ومن أكبر صفقات هذا العام (ضمن مشروع الطريق والحزام) استحواذ كونسورتيوم صيني (مجموعة شركات) على مجموعة “غلوبال لوجيستيكس بروبرتيز” ومقرها سنغافورة بقيمة 11,6 مليار دولار، وكذلك شراء شركة النفط الوطنية الصينية “سي.ان.بي.سي” المملوكة للحكومة حقوق ملكية بنسبة 8% في شركة “أدنوك” النفطية (أبو ظبي) بقيمة 1,8 مليار دولار، واستحواذ مجموعة “إتش.إن.إيه” على شركة “سي.دبليو.تي” للوجيستيات في صفقة بقيمة مليار دولار لم تكتمل بعد، وأعلنت إدارة الصرف الأجنبي الحكومية “تشجيع الحكومة للشركات المحلية على المشاركة في أنشطة مبادرة الحزام والطريق”…  رويترز 17/08/17

أوروبا، ثقافة الإستعمار: أدى الموقف (والفعل) المُشَرّف جدًّا لصيادي السمك في مدينة “جرجيس” (جنوب شرق تونس) إلى إفشال أحد مشاريع اليمين المتطرف في أوروبا… حاولت سفينة “سي ستار” المملوكة لمجموعات سياسية عنصرية أوروبية الإقتراب من ميناء “جرجيس” للتزود بالوقود، لمواصلة مهمتها المتمثلة في مطاردة مراكب المهاجرين وسُفُن المنظمات الإنسانية التي تحاول إنقاذ هؤلاء اللاجئين من الغرق، وتظاهر الصيادون وعمال الميناء ضد هؤلاء العُنْصُرِيِّين كما رفضت إدارة الميناء تزويد السفينة بالوقود وهددت باحتجازها، وتظاهر أيضًا ديمقراطيون إيطاليون في جزيرة “صقلية” ورفضوا كذلك اقتراب السفينة من الميناء، وأثارت هذه التظاهرات بعض الردود في الصحف الأوروبية والعالمية، ما أدى إلى إعلان الموقع الأمريكي لجمع التبرعات على الشبكة الإلكترونية “باتريون”  (Crowd Funding) إلى إعلان إغلاق صفحة سفينة “سي ستار” لأن حملة السفينة “قد تتسبب بإزهاق أرواح” (اكتشاف مُتَأَخِّر جدًّا)… نظَّمت حملة “الدفاع عن أوروبا” (ضد العرب والأفارقة والمهاجرين ومن أُدْرِجُوا في عداد “المُسْلِمين”) بقيادة مجموعة فرنسية يمينية متطرفة عملية واسعة، بإشراف تنظيم يميني من كندا، ودعم من منظمات عنصرية أمريكية، لجمع تبرعات من أرجاء العالم واشترت سفينة بمبلغ 75 ألف يورو خلال شهر تموز/يوليو 2017 بهدف عرقلة نشاط منظمات الإنقاذ والمنظمات الإنسانية التي تنقذ اللاجئين من الغرق في البحر الأبيض المتوسط واتهمت المنظمات اليمينية (وكذا فعلت بعض حكومات الدول الأوروبية) هذه المنظمات بتشجيع الهجرة غير النظامية ومساعدة اللاجئين على دخول أوروبا “بشكل غير قانوني” وبالتواطؤ مع المُهرّبِين والمُتاجِرِين بالبشر، وأعلنت المنظمات اليمينية التي تمتلك السفينة أنها ستعيد المهاجرين بالقوة إلى مكان انطلاقهم، وللمفارقة جنحت سفينة العُنْصُرِيِّين قريبا من شواطئ ليبيا وأنقذتها سفينة (Sea Eyes) التابعة لمنظمة إنسانية مُتّهمة من اليمين المتطرف “بتشجيع الهجرة غير النظامية”… ارتفع عدد طالبي اللجوء والمغامرين بحياتهم في البحر منذ احتلال الصومال وتفتيت ليبيا وتكثيف الحروب على شعوب افريقيا والوطن العربي وأفغانستان، وكانت ليبيا تستقطب ثلاثة ملايين مهاجر قبل الإطاحة بالنظام السابق، وأصبح البحر الأبيض المتوسط مقبرة جماعية لحوالي عشرة آلاف ضحية منذ 2014 فيما تم إنقاذ حوالي 600 ألف مهاجر كانوا على متن قوارب المُتاجرين بالبشر… عن أ.ف.ب 23/08/17

أمريكا، ديمقراطية مكلفة: يتمتع 42 شخصا من إدارة الرئيس “ترامب” بحماية جهاز الخدمة السرية، بينهم 18 من أفراد عائلته، ويسافر ترامب كل أسبوع تقريبا لقضاء العطلة الأسبوعية في ممتلكاته العديدة في فلوريدا ونيوجرسي وفيرجينيا وغيرها، وتقدم أجهزة الأمن العلنية والسرية الحماية لابنائه البالغين خلال رحلاتهم، سواء تلك المتعلقة بالعمل أو الإجازات، ما أدى إلى ضغط كبير على أجهزة الحماية وتجاوز أكثر من ألف من عناصر الجهاز الحد الأقصى للرواتب وأجور العمل الإضافي، وأصبح جهاز الخدمة السرية الأميركي يواجه أزمة مالية بسبب الكلفة العالية لحماية الرئيس دونالد ترامب ومنازله العديدة وعائلته الكبيرة، التي التهمت الميزانية التي كانت مُقَرَّرَة لحماية اجتماع نحو 150 من قادة العالم في نيويورك بمناسبة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة (أيلول/سبتمبر 2017) ويسعى مدير جهاز الأمن من خلال تصريحاته العلنية للصحف إلى الحصول على مزيد من التمويل من الكونغرس، ورفع ميزانية الحد الأقصى للرواتب والأجور (عن الساعات الإضافية فقط) من 160 ألف دولار كل عام إلى 187 ألفا دولارعلى الأقل إلى حين انقضاء عهد ترامب وعائلته الوفيرة وسفراته المتعددة بين ممتلكاته الخاصة…  عن صحيفة “يو اس ايه توداي” – أ.ف.ب 21/08/17

أمريكا- الحرب الدّائمة: تعتبر الإمبريالية كل المنافسين خُصومًا وبعضهم أعداء، وانها في حرب دائمَة وأعلن كبير الخبراء الاستراتيجيين في البيت الأبيض (ستيف بانون) في مقابلة نَشَرَها موقع “بروسبكت” يوم الإربعاء 16/08/2017: “إن الولايات المتحدة في حرب اقتصادية مع الصين، وإنها على وشك توجيه ضربة للصين بخصوص ممارساتها التجارية… لن نسمح للصين بالهيمنة على حركة التبادل التجاري…”، وكانت الولايات المتحدة وأوروبا قد فرضت رسوم جمركية مرتفعة وضرائب على الألواح الشمسية وواردات الصلب والألومنيوم القادمة من الصين، وهو منطق ينافي جوهر ادعاءات الرأسمالية من ضرورة المنافسة وحرية التجارة وإفساح المجال “لليد الخفية” أو قانون العرض والطلب لتنظيم السوق دون ضرورة لتدخل الدولة، وغير ذلك من النظريات الزائفة التي تستخدمها البلدان الرأسمالية المتطورة متى كانت في صالحها… إلى جانب هذه التصرِيحات ذات الصبغة العدوانية أعلنت وزارة الحرب الأمريكية إجراء مناورات عسكرية بمشاركة حوالي 40 ألف جندي بداية من يوم الإثنين 21 آب/أغسطس 2017 في كوريا الجنوبية التي تستضيف قواعد عسكرية ضخمة، ما اعتبرته الصين وكوريا الشمالية استفزازًا، وهي مناورات سنوية تهدف “الحفاظ على قدرة التحالف (بين كوريا الجنوبية واليابان وأمريكا) على الدفاع عن نفسه و الحفاظ على حالة استعداد عالية لمواجهة ذلك التهديد” (القادم من كوريا الشمالية)، وفق وزارة الحرب الأمريكية التي ذَكَرَ أحد مسؤوليها “لا تزال الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في حالة حرب مع كوريا الشمالية، إذ انتهت الحرب الكورية من 1950 إلى 1953 بهدنة وليس معاهدة سلام”، وتُهدّدُ أمريكا “باستخدام القوة لوقف برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية”… يندرج هذا التصعيد ضمن خطة لمحاصرة الصين، بدأها “باراك أوباما” بتكثيف تواجد القوات البحرية الأمريكية حول الصين وبناء قواعد ضخمة في أستراليا وتوسيع القواعد الموجودة في كوريا الجنوبية واليابان، وكثفت أمريكا من الدوريات البحرية والجوية ومن عمليات الإستطلاع (أي التجسس) في تايوان وفي بحر الصين الجنوبي، ونشرت في كوريا الجنوبية واليابان نظاما متطورا للدفاع الصاورخي، منظومة “ثاد” التي تتضمن رادارًا ضخمًا لمراقبة الصين وكوريا الشمالية وأجزاء من روسيا…  عن رويترز 17/08/17

أمريكا خطر على شعوب العالم: هدَّدَ الرئيس الأمريكي دولة “فنزويلا” وأعلن “تمتلك الولايات المتحدة قوات في كافة أرجاء العالم، وفي المناطق البعيدة جدا، وفنزويلا ليست بالبعيدة، لذلك فإن الخيار العسكري مطروح لردْع فنزويلا…”، كما هدد كوريا الشمالية وفنزويلا ب”النّار والغضب”، وهدد وزير الحرب الأمريكي بتدمير شعب كوريا الشمالية برُمّتِهِ، ولم تُثِر هذه التهديدات لا الصحافة العالمية ولا الأمم المتحدة ولا منظمات حقوق الإنسان (خصوصًا “العفو الدولية” و”هيومن رايتس ووتش”، وهي أغنى منظمات حقوق البشر)، وبدل نقد التصرفات والتصريحات “المُنْفَلِتَة” للرئيس دونالد ترامب، تنشر الصحافة العالمية أخبارًا (مصدرها المخابرات الأمريكية) عن “استفزازات كوريا الشمالية” أو عن “جنون الرئيس كيم جون أون”، بينما تنحصر “الحرية” التي تتغنى بها أمريكا وصحافتها في حرية السوق أي حرية استغلال القوي للضعيف وقتل الآخرين واستعمارهم، وكشفت برقيات “ويكيليكس” خَرْق الحكومة الأمريكية لقواعد “الخصوصية” أو الحريات الفردية ومراقبة مئات الملايين من البشر في الداخل وفي الخارج والتجسس على الرؤساء وأعضاء حكومات “الحلفاء” كما الخصوم… تُقدّر الميزانيّة العسكريّة الأمريكية بحوالي تريليون دولار عند جَمْعِ النفقات العسكرية المُعْلَنَة في الميزانية مع نفقات الاستخبارات ونفقات أخرى للعمليات الخارجية تبقى سِرِّية، وتهدف أمريكا من خلال رَفْعِ ميزانية الحرب إلى الحفاظ على حالة توتّر وحالة خوف عالميّيْن مستمرَّتَيْن، وكانت تستخدم “تهمة” الشيوعية للعدوان على شَعْبٍ مَا، ثم استبدَلَتْها بالإرهاب، وبالعودة إلى إشارة دونالد ترامب حول التواجد العسكري الأمريكي في كل مكان من العالم، تمتلك أمريكا أكثر من 800 قاعدة عسكريّة مُعْلَنَة، إضافة إلى قواعد عسكريّة واستخباراتيّة غير معلن عنها في دول عديدة مثل السعوديّة والإمارات، وامتلاك التكنولوجيا العسكريّة التي تسمح لها بالتدخّل والقصف السريع وعن بعد، بهدف حماية المصالح الأمريكية ومصالح شركاتها متعددة الجنسية، وكتب توماس فريدمان في مجلة نيويورك تايمز يوم 28/03/1999 “إن المصلحة الاقتصاديّة واستخدام القوّة متلازمان، فنجاعة اليد الخفيّة للسوق تكمن في تحالفها الوثيق مع القبضة الخفيّة المُسَلّحَة، وتحتاج مطاعم مكدونالدز إلى مصانع ماكدونال للأسلحة، من أجل ازدهارها”… تعتدي الإمبريالية الأمريكية على الشعوب باسم فَرْض الديمقراطية أو حقوق الإنسان أو تحرير النساء، أو باسم مكافحة المخدرات أو الإرهاب أو القرصنة، وتصبح حروبها حروبًا عالمية بغطاء الأمم المتحدة أو تحالف دولي، ولحد الآن فإن أمريكا هي الدولة الوحيدة التي لم يُهَدِّدْها أحد والتي لم تُدمرها حرب عُدوانية، وهي الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النّووي، وفرضت إرادتها على العالم، وتُقَرِّرُ من هو أهل للحكم ومن يجب أن يُقْصَى، وتفرض العقوبات العسكريّة والتجارية والمالية، وتجعل قراراتها نافذة في كل بلدان العالم، واعتبر “إريك هوبسباوم” اعتداءات أمريكا “إمبرياليّة حقوق الإنسان” تَهَكُّمًا من تقارير منظمات حقوق الإنسان الغربيّة التي تُخفف من وحشية المُعْتَدِي وتوازي بين المعتدي والضحيّة، كأن تكتب “ارتكب الجانبان تجاوزات”، ما يخفّف من جرائم حرب العدوّ الصهيوني أو الإمبريالية الأمريكية… من حق كوريا التخوف من “القوة المُفْرِطة” الأمريكية التي دَمّرت 20% من سكّأن كوريا الشمالية في الحرب الكورية (باعتراف قائد القواة الجويّة خلال الحرب) وأحرقت الأرض والأشجار ودمرت المباني، ودمرت السدود المائية والكهربائيّة، ما تسبب بفيضانات جرفت الأرض والمحاصيل الزراعية ، وقتلت الطائرات الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية نحو 100 ألف ياباني في طوكيو ومنطقتها في يوم واحد، ولم تُراجع الإمبريالية الأمريكية استراتيجيتها المعتمدة على القوة العسكرية، بل زادت من وتيرة وحدة العدوان بعد انهيار الإتحاد السوفييتي وحل حلف وارسو، ودمرت يوغسلافيا وقَسّمتها إلى سبع دويلات وخربت أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا والصومال وغيرها، ولا تزال القوة العسكرية تُشَكِّلُ محور السياسة الأمريكية التي لا تحتمل وجود معارضة أو مُقاوَمة أو حتى منافسة من أي قوة أخرى… عن “الأخبار” 19/08/17 (بتصرف)

أمريكا والوجه الحقيقي للرأسمالية – حرب طبقية وعنصرية: تنشر أجهزة الحكم ووسائل الإعلام في البلدان الرأسمالية المتطورة عددًا من الأفكار المُسَبقة ذات الصبغة العنصرية أو الطبقية بهدف إبقاء الحرب مُشتعلة باستمرار بين الفقراء أنفسهم، وزيادة حدة التناقضات بينهم وليتسنّى للبرجوازية استغلالهم جميعًا مُتَفَرِّقين ومُتعادين فيما بينهم، ما يجعل من جزء من الفقراء في أسفل السلم الاجتماعي مسؤولين عن فقرهم وفقر غيرهم وإعفاء البرجوازية والأثرياء والمُسْتَغِلِّين والمتنفذين في قمة الهرم من أي مساءلة، وفي الولايات المتحدة انحصرت المنافع الإقتصادية شيئا فشيئا لدى فئة من الأثرياء، ما انفكّت تضيق رقعتها، ما زاد من اتساع الهوة مع تقليص حجم الإنفاق الحكومي على الخدمات، مقابل ارتفاع حصة وزارة الحرب والإنفاق على التّسَلّح، وتوسيع رقعة الحروب في آسيا وافريقيا (والوطن العربي جزء منهما)، وخضعت الفئات الفقيرة من العُمال والعاطلين والفقراء البيض لتحشيد إيديولوجي عنصري ضد السود من أصول إفريقية، واتهامهم ب”تلقي المعونات المجانية من الدولة”، ما سمح لدونالد ترامب بالفوز برئاسة أمريكا وبأغلبية مجلسي النواب والشيوخ، وما زاد من انتعاش سوق الأسلحة الفردية ومن مشاركة عناصر الشرطة والجنود العائدين من الحروب الخارجية في نشاط المجموعات اليمينية التي استفادت من خبراتهم في التدريب والتنظيم العسكري، لتفرض هذه المجموعات ظهورها العلني وتزيد من استفزازاتها، خصوصًا منذ إبداء “دونالد ترامب” تعاطفه مع الأفكار والممارسات اليمينية والعنصرية والإعتداءت الجماعية المُنظّمة للمليشيات المُسَلّحة التي ساندت ترامب خلال حملته الإنتخابية (مثل اعتداء مدينة “شارلوتسفيل” حيث جمعت حوالي أربعة آلاف عنصر يميني متطرف)، وأسَّسَت هذه المجموعات”ائتلاف توحيد اليمين”… قدرت بعض الدراسات البحثية الأمريكية ارتفاع عدد المنظمات العنصرية من 602 مجموعة سنة 2000 الى 1007 مجموعة سنة 2012 وتشهد انتعاشاً إضافياً منذ فوز الرئيس ترامب، بزيادة النشاطات وكذلك عدد المسلحين في مناسبات ينظمها اليمين الجديد، بالتزامن مع اختراق منظم من الأجهزة الأمنية للحركات الاحتجاجية المناهضة لسياسات المؤسسة الحاكمة، وتوظيف المجموعات اليمينية في الإعتداء على كافة أشكال الإحتجاج، كما ارتفع حُضُور مجموعات منظمة من العنصريين البيض والنازيين الجدد داخل صفوف القوات المسلحة، وقدّرت وزارة القضاء الأمريكية سنة 2008 “إن نصف تعداد المتطرفين اليمينيين في الولايات المتحدة تلقوا تدريبات عسكرية في صفوف الجيش”، وارتفع عدد المنخرطين في الجيش “من ذوي السجلات والمجرمين  من 16,7% سنة العدوان على العراق2003 الى 19,6% سنة 2006 ” وفق بيانات واحصائيات وزارة الحرب، وأشارت دراسات بحثية أكاديمية ان زعماء تلك المجموعات يحثون عناصرهم على تطبيق “إستراتيجية الإختراق” لصفوف القوات المسلحة بهدوء، وممارسة التّقِيّة وإطلاق شعر الرأس، ونزع الوشم عن أجسادهم أو تغطيتها، والإحجام عن التصريح بآرائهم” العنصرية بهدف خداع ضباط التجنيد، كما يُشِير باحثون آخرون إلى”ضلوع سلطات الأمن في استفحال ظاهرة عنف اليمين المتطرف” زيادة عن جهاز القضاء الذي يُبَرِّئ قاتلي الشبان السود والفقراء (ولا تنفرد أمريكا بهذه “الميزة، بل هي ظاهرة متفشية في كافة الدول الرأسمالية المتطورة)… تحصل هذه الممارسات لأن هناك من يستفيد من إنعاش التفرقة العنصرية، ومن حصر الإمتيازات الإقتصادية والإجتماعية بشريحة ضيقة من البيض والعزف على نغمة التفرقة والعنصرية خدمة لمصالحها تحت شعار “أمريكا أولاً” الذي رفعه دونالد ترامب، وتوفر هذه الشريحة إضافة إلى بعض البيض الميسورين والمثقفين مساندتها لدونالد ترامب الذي يضمن “إستفادة الشريحة العليا للبيض من الإمتيازات الإقتصادية” وأصبح جهاز الحكم متورطا بشكل مباشر (نازعا عنه قناع “الديمقراطية”) في تأييد نزعات “تفوق العنصر الأبيض”، وتسخير المسألة العنصرية لصالح النخبة…  عن مؤسسة أميركا الجديدة – مركز الدراسات الأميركية والعربية 18/08/17

طاقة- حرب اقتصادية أمريكية: ارتفع إنتاج أمريكا من النفط إلى أكثر من 9,5 ملايين برميل، وبلغ أعلى مُسْتوياته خلال سنتين (منذ تموز/يوليو 2015)، فيما انخفض حجم مخزوناتها من الخام بنسبة 13% (مقارنة بمستواها في آذار/مارس 2017) إلى 466,5 مليون برميل، فتراجعت الأسعار بنسبة 1% يوم الإربعاء 16 آب 2017 وبقيت على حالها يوم الخميس 17 آب 2017، واستفادت شركات إنتاج النفط الصخري من زيادة الإنتاج واستقرار الأسعار، بعد التطور التقني الذي حققته لخفض تكلفة استخراج النفط الصخري، ليصبح منافسًا جِدِّيًّا ومُزْعِجًا للبلدان المنتجة للنفط الأحفوري، وأصبحت زيادة الإنتاج الأمريكي عاملاً يُقَوّضُ جهود منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) والمنتجين غير الأعضاء في المنظمة مثل روسيا لتصريف تخمة المعروض العالمي من الخام، وتخريب جهودها لخفض الإنتاج بنحو 1,8 مليون برميل يوميا بين كانون الثاني/يناير 2017  وآذار/مارس 2018… قد يُؤَدّي استمرار تراجع المخزونات الأمريكية واستمرار أوبك في خفض الإنتاج إلى ارتفاع مُؤَقّت للأسعار التي انخفضت بنسبة 12% منذ بداية تطبيق خفض الإنتاج في كانون الثاني/يناير 2017، ما يُشِير إلى ان الولايات المتحدة (ونفطها الصخري) أصبحت تتحكم بحجم الإنتاج وبمستوى الأسعار… (راجع الأعداد السابقة من نشرة الإقتصاد السياسي) عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية – رويترز 17/08/17

احتكارات – طاقة: ما ان استقرت أسعار النفط حتى بدأت الشركات الكبرى تستحوذ كُلِّيًّا أو جُزْئِيًّا على الشركات الأصغر، وأعلنت شركة “توتال” (فرنسية المنشأ) شراء وحدة النفط والغاز لمجموعة إيه.بي مولر ميرسك الدنمركية مقابل 7,45 مليار دولارا، بهدف تعزيز وجودها في بحر الشمال وزيادة مخزوناتها من النفط، وتتوقع أن تحقق الصفقة وفرا تشغيليا وتجاريا وماليا يزيد على 400 مليون دولار سنويا وبصفة خاصة من خلال دمج أصول في بحر الشمال، وهي أكبر صفقة لمجموعة “توتال” منذ استحواذها على شركة “إلف” سنة 2000، أما مجموعة “ميرسك” فتهدف التركيز على قطاع النقل و”اللوجستيك” (التّخطيط والتنفيذ)، وتمتلك “توتال” أصولاً في شركات نفط في بريطانيا والنرويج والدنمارك، ما يجعل منها ثاني أكبر شركة طاقة في بحر الشمال، بإنتاج ما يقابل حوالي ثلاثة ملايين برميل من النفط سنة 2019، بعد شرائها حقوق استغلال حقل “الشاهين” للغاز في قطَر سنة 2016 مقابل 3,5 مليار دولارا، إضافة إلى عقد الشراكة مع “شتات أويل” لاستغلال حقل غاز في المياه العميقة في سواحل البرازيل، فيما اتجهت شركات أخرى مثل إكسون موبيل” إلى غينيا الجديدة (استراليا) لشراء حقل غاز ضخم، اشتركت مجموعة “بريتش بتروليوم” (بي بي) مع الشركة الأمريكية “كوسموس إينرجي” لشراء حقوق استغلال حقول طاقة بقيمة مليار دولار في أذربيجان وأبو ظبي وعلى سواحل موريتانيا والسينغال… هل انتهت الأزمة أم هي لم توجَدْ أَصْلاً؟  رويترز 21/08/17

فوارق في العادات الغذائية: تتميز الرأسمالية في مرحلة الإمبريالية بزيادة التفاوت الطبقي وتوسيع الهُوَّة بين العمال والرأسماليين، بين الفقراء والأثرياء، وكذلك بين البلدان المُهَيْمنة (الإمبريالية، المُسْتَعْمِرَة) والبلدان الواقعة تحت الإستعمار والهيمنة بكافة أشْكالها، لأن الدول الإمبريالية وشركاتها العابرة للقارات تستنزف ثروات بلدان “المُحيط” (أو “الأَطْراف) لتحقيق قيمة زائدة مُرْتَفِعَة وإرشاء جزء من العاملين في بلدان المركز للوقاية من التمرد أو الثورة، لذلك فإن تكلفة الحصة اليومية لاستهلاك الإنسان من اللحوم (من النوع الجيد) تعادل أَجْرَ ساعة عمل (بالحد الأدنى) في الدنمارك وساعة ونصف في السويد وأستراليا، وساعتين ورُبُع الساعة في فرنسا وألمانيا، وساعتين ونصف في الولايات المتحدة بسبب انخفاض ما يقابل الحد الأدنى (لا يوجد حد أدنى ولكن الشركات الكبرى مثل كوكاكولا وماكدونالدز وولمارت تسدد 7,25 دولارا عن كل ساعة عمل بينما يطالب العُمّال ب15 دولارا) أما العامل في أندونيسيا فيتوجب عليه العمل لفترة 23 ساعة ونصف الساعة (23,5 ساعة) للحصول على نفس الحصة من اللحم “الأحمر”، ليصبح استهلاك اللحوم مؤشرًا طبقيا ومؤشرًا للفوارق بين عمال “المركز” وعمال “المُحِيط”، وفق دراسة ها وكالة “أي بي س يدي” (شركة علاقات عامة) بطلب من شركة “كاتروينغز”، وهي شركة خدمات مختصة في المواد الغذائية، تقوم بعملية الربط بين تجار الجملة وتجار الأعمال في مجال الأغذية… من المفارقات التي أظهرتها هذه الدراسة ان الدانمرك، فهي تحتل المرتبة الأولى بين البلدان التي لديها أعلى مستوى من الحد الأدنى للأجور، دون أن يكون لديها “لحوم أكثر تكلفة بكثير من المتوسط العالمي”، وهو ما يفسر سهولة الوصول إلى استهلاك اللحوم…  عن أ.ف.ب 23/08/17

بزنس الصّحة: تُقَدّر إيرادات الشركة الأمريكية المُعَوْلَمَة للمختبرات والعقارات “جونسون أند جونسون” (أكبر مجموعة عالمية للخدمات الصحية) بنحو 72 مليار دولارا سنة 2016، ويُقَدَّرُ متوسط هامش الربح في القطاع الصناعي بما بين 12% و 17% بينما يرتفع الهامش في قطاع الدواء والتجهيزات الطبية إلى ما بين 17% و 35% ومع ذلك تحاول هذه الشركات الحصول على مزيد من الأرباح باستخدام وسائل “غير مشروعة” (وفق قوانين النظام الرأسمالي نفسه) حيث قدم أكثر من 104 آلاف مريض (زبون) قضايا خلال سنة 2016 ضد شركة “جونسون أند جونسون” التي تُنْتِجُ عقار (Risperdal) وتجني من مبيعاته مليار دولار، ومنع القضاء من معالجة الأطفال زائدي النشاط بهذا العقار بعد 12 سنة من الأضرار الجسيمة، ثم اتضح أنه يتسبب بأضرار لدى الكبار أيضًا، وسبق أن أُدينت الشركة بتسديد غرامات بقيمة 2,3 مليار دولارا (بعد عشر سنوات من التقاضي)، واشتكى نحو 17 ألف مريض من الأضرار الجسيمة التي لحقتهم جراء استخدام عقار (Xarelto) ضد تجلط الدم، واشتكت النساء مُؤخرا من الإصابة بالسرطان بسبب استخدام مسحوق (تَلْك) مُطَهِّر للجهاز البولي والتناسلي، وأمرت هيئة محلفين تابعة لمحكمة في ولاية “كاليفورنيا” بتسديد الشركة 417 مليون دولار لامرأة أصيبت بسرطان المبيض، نتيجة استخدامها لمنتج النظافة الشخصية الذي تنتجه الشركة التي لم تقم بتحذير المستهلكين من مخاطر السرطان المحتملة والمرتبة عن استخدام منتجاتها، وأعلنت “جونسون أند جونسون” أنها ستتقدم بمذكرة لاستئناف الحكم أمام القضاء، وتواجه هذه الشركة 4800 قضية مماثلة في الولايات المتحدة، وقد خضعت لأحكام بغرامات بلغت 300 مليون دولار في ولاية ميسوري، كما فرضت محكمة أمريكية في أيار/مايو 2017 على نفس الشركة تسديد 5,4 مليون دولارا  لامرأة أصابها سرطان المبيض بسبب استخدامها نفس المسحوق (تَلْك) وهي مساحيق تُسْتَخْدَمُ أيضًا لنظافة الأطفال (Baby Powder)… نلاحظ أن جميع هذه القضايا وهذه الأحكام صدرت في الولايات المتحدة، بينما باعت الشركة “إنتاجها” في كافة أرجاء العالم، ولكن ولحد الآن، لم يستطع المرضى (الزبائن) مواجهتها في البلدان الأخرى بما فيها بلدان أوروبا، بسبب قوة الشركة وبسبب التمييز بين المواطنين فقيمة المواطن الأمريكي الذي يستطيع تحمل عشر سنوات من إجراءات ونفقات التقاضي أعلى بكثير من قيمة المواطن الأوروبي، أما مواطنو وموطنات بلدان “الأطراف” (أو المُحيط) فلا قيمة لحياتهم وحياتهن، وتواصل الشركات بيع أدوية أو مُبيدات محظورة في أمريكا وأوروبا منذ أكثر من أربعة عقود، في بلدان مثل الهند أو نيجيريا أو مصر…  عن رويترز + أ.ف.ب

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.