العراق … ألفا مقاتل أجنبي من تنظيم داعش يحتجزون 60 ألف مدني في الحويجة
الثلاثاء 12/9/2017 م …
الأردن العربي –
قالت مصادر عراقية أن نحو ألفي عنصر من تنظيم (داعش) لا يزالون يحتجزون أكثر من 60 ألف مدني داخل قضاء الحويجة.
وقال الدكتور علي أكرم، رئيس مؤسسة إنقاذ التركمان لـ«القس العربي»، إن «عملية تحرير الحويجة حسب المعطيات المتوفرة، لن تكون سهلة، كما حصل في تلعفر»، مضيفاً أن «المعلومات الواردة من هناك تشير إلى مقاومة التنظيم حتى آخر لحظة، نظرا لوجود نحو 2000 مقاتل أجنبي، وان المنطقة تعد آخر معاقل التنظيم في كركوك».
وأشار إلى إن «عملية تحرير الحويجة تحتاج إلى إمكانات كبيرة»، موضحّاً أن «الحويجة مطلة على ثلاث محافظات هي صلاح الدين ونينوى وكركوك، وهي على اتصال مع مرتفعات جبال حمرين، أو ما يعرف بحوض حمرين، الذي يعدّ أكبر مأوى للجماعات الإرهابية منذ 2004». وطبقاً للمصدر، فإن «مهمة القوات المسلحة المشتركة ستكون تحرير هذه المناطق المعقدة من الناحية الجغرافية، بعد الانتهاء من تحرير الحويجة».
وأكد إن «الحكومة العراقية حريصة على حياة المدنيين داخل الحويجة، والذين يبلغ عددهم نحو 60 ألف شخص».
المتحدث باسم الحشد الوطني في نينوى، زهير الجبوري، قال إن «القوات التي ستشارك في عملية تحرير الحويجة المرتقبة، هي لواء من الجيش ولواء من الشرطة الاتحادية والرد السريع والحشد الشعبي المتواجد هناك، إضافة إلى قوات البيشمركه». ونفى الجبوري وجود، «مشكلات بين قوات البيشمركه والحشد الشعبي بشأن عملية تحرير الحويجة». وحسب المرصد العراقي لحقوق الإنسان، فإن «ألف ومئة مدني نزحوا من قضاء الحويجة»، مضيفاً إن «أغلب المدنيين الفارين من مركز القضاء توجهوا إلى القرى المحيطة به، أو إلى مركز محافظة كركوك عبر بوابة مكتب خالد في منطقة تل الورد التي تُعتبر منطقة تماس بين قوات البيشمركه الكردية وتنظيم داعش».
وقال المرصد في بيان أمس إن «سكان القضاء فروا نتيجة ممارسات وانتهاكات يرتكبها عناصر داعش بحقهم، بالإضافة إلى تعرضهم لقصف من قبل طيران التحالف الدولي بسبب وجود مقرات التنظيم داخل الأحياء السكنية».
وحسب شبكة الرصد في المرصد العراقي لحقوق الإنسان، فإن «الأرقام المتوفرة لديها تُشير إلى تواجد أكثر من 1700 عائلة من الحويجة في مخيم داقوق التابع لمحافظة كركوك، والذي يعيش فيه أغلبية سكان القضاء الفارين من داعش، بالإضافة إلى نازحين من قضاء البعاج وبعض مناطق محافظة نينوى».
وقال عبد الباري الجبوري أحد نازحي الحويجة، يقطن مخيم داقوق، للمرصد إن «المخيم عبارة عن سجن فمن يدخل إليه لا يسمح له بالخروج»، وأضاف «إننا جئنا إلى المخيم بداية عام 2017 وبعد مكوثنا في مكتب خالد ثلاثة أيام تم نقلنا إلى المخيم عبر باصات، ولا يُسمح لنا بالخروج بحجة الأسباب الأمنية».
وكذلك، بين ضياء بدرالدين وهو محام من الحويجة ويسكن الآن محافظة كركوك، أن «أغلب الهاربين من الحويجة يتم نقلهم إلى مخيم داقوق وهو مخيم معزول عن العالم، حتى يتم منع المسؤولين من الدخول إليه ومتابعة أحوال المقيمين فيه».
وأضاف: «هناك عملية هروب مستمرة من الحويجة، فبعضها تنجح وتصل العائلات إلى كركوك، بينما هناك حالات هروب تفشل، خاصة تلك التي تكون في اتجاه قضاء بيجي (التابع لمحافظة صلاح الدين) أو مناطق جبال حمرين، حيث يتم إعدام الفارين من قبل تنظيم داعش أو يتعرضون لقصف طيران التحالف الدولي».
ووفق المرصد «قضاء الحويجة الذي يُشكل 40٪ من مساحة محافظة كركوك يشهد عمليات هروب مستمرة للمدنيين طيلة فترة سيطرة تنظيم داعش عليه».
وأوضح غانم العبيدي ويسكن الآن في كركوك «هربنا من ناحية العباسي (التابعة لقضاء الحويجة) أنا وعائلتي منتصف 2016، ونترقب بدء عمليات تحرير الحويجة لنتمكن من العودة إلى مناطقنا وحياتنا الطبيعية».
وتابع: «بعض أفراد عائلتي بقوا في الناحية بسبب عدم تمكننا من جلب الأشخاص الكبار في السن، نتيجة استخدامنا طريقا بريا وعرا أثناء عملية الهروب، وبسبب ذلك هاجم عناصر داعش منزلنا مرات عديدة بعد معرفتهم بهروبنا وقاموا بالاعتداء على عائلتي».
وجدد المرصد دعوته للأطراف كافة بالالتزام بالقانون الدولي والمعايير الدولية لحقوق الإنسان ومنع حدوث أي انتهاكات بحق المدنيين العزل، مؤكدا ضرورة تسهيل عملية نقل الفارين من مكتب خالد إلى المخيمات والسماح لهم بحرية التنقل والتحرك بعد إتمام الإجراءات الأمنية.
التعليقات مغلقة.