بسبب الإستفتاء المزمع … حرب أهلية عربية كردية قد تندلع في العراق

الأحد 17/9/2017 م …




الأردن العربي –

وقّع المجلس الأعلى للبرلمان العراقي قرارا باعتبار استفتاء كردستان استفتاء غير شرعي وغير مقبول ومرفوض من الشعب العراقي سنّة وشيعة، ومن القبائل كلها.

واجتمع المجلس الأعلى للبرلمان العراقي ليعلن قرارا نهائيا في هذا المجال، ويقرر ان يطلب من دول العالم كلها عدم الاعتراف بكردستان اذا جرى الاستفتاء وأعلنت كردستان استقلالها. وبالفعل، فان كردستان اذا استقلت فلن تعترف بها دول في العالم، الا ربما إسرائيل التي تقيم علاقة ممتازة مع كردستان اقتصادية وتجارية وسياسية، وحتى عسكرية.

في كردستان يحضّر رئيس الإقليم مسعود البرازاني كل تدابير الاستفتاء وهو سيعرضه في 25 الشهر على اللجنة الخاصة لاقرار الاستفتاء واجرائه في كردستان. واذا تم إقرار الاستفتاء وجرى هذا الشهر فان الحشد الشعبي الذي اكثريته من الشيعة، كذلك الجيش العراقي المؤلف من كل الطوائف، وخاصة الشيعة أيضا، سيقررون مهاجمة كردستان ومحافظة كركوب، حيث ان كردستان ضمت اليها محافظة كركوب، واعتبرتها محافظة كلية.

واذا جرت حرب بين كردستان من جهة، وجيش البشمرك الكردي وبين الحشد الشعبي والجيش العراقي من جهة أخرى، فستكون حرب دامية وحرب قوية وحرب إقليمية، فايران لن تقف مكتوفة الايدي في هذه الحرب، بل ستضايق الاكراد. اما الطرف الأساسي الذي سيتدخل في المعركة، فهو الجيش التركي الذي سيمنع قيام دولة كردية، مهما كانت النتائج، حتى لو تدخلت اميركا وطلبت من تركيا عدم الوقوف ضد الاكراد، وضد دولة كردية، لان تركيا تعتبر ان قيام دولة كردية يشكل خطرا على الامن القومي التركي. والجيش التركي لا يقبل بأي شكل من الاشكال وجود جيش كردي هو البشمركا على حدود تركيا. ويضم حزب العمال الكردي الذي هو الخصم الأول لتركيا ويقوم بأعمال حربية ضد الجيش التركي. وقد تنتشر كردستان الى المنطقة الكردية في سوريا، وتصل الى البحر، وعندئذ تركيا لن تقبل بأي شكل من الاشكال ان تقوم هذه الدولة الكردية، نظرا الى خطرها، على الامن القومي التركي  ودور تركيا الإقليمي، ومستقبل امنها الوطني.

البشمرك وهو الجيش الكردي، عزز وجوده في منطقة الرقة، وهو يعتبر انه بعد تحرير الرقة، لن يقبل أن يحكم جيش النظام منطقة الرقة، بل يريد ان يكون الجيش الكردي المدعوم من اميركا، هو المسيطر على الرقة، وهو الذي يحكم المنطقة، وهذا سيكون غير مقبول من النظام السوري، وسيحصل اصطدام بين الجيش النظامي السوري والأتراك. ولذلك بعد الهزيمة الكبرى التي لحقت بتنظيم داعش في العراق، وارتياح العراق بنسبة 90 في المئة من داعش، فان الصراع بدأ حاليا على وراثة المناطق التي كانت تسيطر عليها داعش، وبالتالي، فان الحرب الأولى ستكون بين كردستان من جهة، والحشد الشعبي والجيش العراقي من جهة أخرى.

الحشد الشعبي يمكن اعتباره قوة هامة وكبيرة، وذا فاعلية في القتال، إضافة الى ان الجيش العراقي يملك قوة لا يستهان بها، وسيشاركان بالحرب على كردستان، لكن المشكلة الأساسية هي ان منطقة كردستان جبلية وفيها تلال ووديان كثيرة ويصعب القتال فيها، ولن يكون سهلا على الحشد الشعبي والجيش العراقي السيطرة على كردستان، لان كردستان تملك مقاتلين كثيرين، وهم معروفون برباطة الجأش ومقاتلين من الطراز الأول.

وفي المقابل، فان الجيش العراقي والجيش الشعبي أيضا يتمتعان بقدرة قتال واستطاعا الحاق الهزيمة بتنظيم داعش وتحرير الموصل وتحرير مناطق كثيرة من العراق حتى تم تدمير تنظيم داعش.

اما تركيا فقد حضّرت على محور ادلب وباتجاه دير الزور وباتجاه تل ابيض، خطوطا عسكرية لدخول دبابات وملالات عسكرية الى المنطقة الكردية في حال نشوب حرب داخل العراق بين كردستان ودولة العراق. وبالتالي، فان الجيش التركي سيؤدي دورا هاما في القتال ضد الاتراك، فهل ستسمح اميركا للجيش التركي بإلحاق الهزيمة بالاكراد هزيمة نكراء، لان الجيش التركي جيش قوي جداً ويستطيع سحق كردستان بسهولة كاملة.

الولايات المتحدة لا تريد ذلك ولا تقبل أن يسحق الجيش التركي كردستان. اما موقف روسيا فلم يتحدد بعد من قضية كردستان، وان كانت روسيا تريد وحدة الدولة العراقية كلها، وهي تساهم في ضرب تنظيم داعش في سوريا ضربا قويا جداً، وتساند الجيش العربي السوري ومنعت الاكراد من التقدم على جبهات عديدة من خلال الغارات الجوية الروسية.

ولذلك من الان وحتى نهاية شهر أيلول ما لم يتأجل الاستفتاء في كردستان، فان حربا ستندلع بين الجيش التركي البشمركا من جهة، وبين الحشد الشعبي والجيش العراقي من جهة أخرى، وسيكون لإيران وتركيا دور كبير في هذا المجال، كذلك الدور الأميركي سيكون فاعلاً، وبخاصة ان اميركا قامت بتسليح الاكراد بأسلحة حديثة من دبابات ومدفعية وذخيرة ودعمت الجيش الكردي كي يتقدم على جبهات كثيرة، ويربح على داعش وقوى أخرى، ليصل الى السيطرة تقريبا على كركوك.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.