اطفال الشوارع … الشارع وطنهم ! / هاشم نايل المجالي

هاشم نايل المجالي ( الأردن ) الإثنين 18/9/2017 م …




نشاهد في كثير من الاماكن العديد من الاطفال يمتهنون العديد من المهن كاسلوب للشحدة سواء كان ذلك على الاشارات الضوئية او على ابواب المطاعم والمولات او بيع الورود والمناديل وغيرها ويبدو الضعف والمرض وعدم الاهتمام على وجوههم ولباسهم وحالهم بشكل عام فلقد صنعوا مجتمعاً جديداً على انقاض انسانيتهم حتى وان كان مشوهاً ومن الصعب على احد ان يخترقه فهو عالم مظلم معتم لا يدخله اي كان الا بعد ان يتعمد من قبل المجموعة حتى يدخل كارهم ويصبح احد تلك المجموعة فهي خطوات الاندماج ليكون التمرد على الذات وعلى المجتمع بالعدوانية حتى يكون مقبولاً ظاهرياً ومن يخالف ذلك يكون هناك عقاباً شديداً من تلك المجموعة فلا يوجد قانون يحميه او يدافع عنه لانه وبكل بساطة يعيش في مجتمع خلق لنفسه قانوناً خاصاً به فقلوبهم بعد فترة تصبح ميته لا يتورعون على عمل اي شيء السرقة او التخريب او العدوانية او السب والشتم البذيء او يحملون الامواس والادوات الحادة لمن لا يستجيب لرغباتهم او ان دخلت معهم بمشادة كلامية او عراك ويبدو انهم قد ودعوا براءة الاطفال بعد ان تركوا منازلهم لاسباب عديدة وتركوها رغماً عنهم وتعلموا نهجاً جديداً من الصعب ان نفهمه فهم سلموا انفسهم او باعوها الى عصابات ومجرمين يستغلوهم اسوأ استغلال رغم ان في كل طفل من هؤلاء الاطفال نقطة ضوء داخل النفس او جزء نظيف بحاجة الى تفعيل فمهما كان الطفل مشوهاً او عدوانياً او مجرماً تبقى هناك مساحة بيضاء في شخصيته لم تلوث ان احسن اكتشافها من قبل المعنيين المختصين الاجتماعيين لننجح بالتعامل الايجابي معهم والتأثير عليهم لاعادة تأهيلهم وليكون التواصل الآمن معهم لحمايتهم من مزيداً من الانحراف والتعامل معهم بمحبة وصدق لتنجح العلاقة لتجاوز ازماتهم الاسرية العميقة فمسمى طفل الشارع اسم لا انساني او اطفال في خطر او اطفال بلا مأوى او الاطفال المعرضين للانحراف وغيرها من المفاهيم الا ان مصطلح اطفال الشوارع هو السائد والدارج حتى الان مصطلح قاس لانسان فقد ابجديات الحياة الكريمة رغماً عنه واصبح الشارع هويته بعد ان فقد اهله ليستمد من الشارع معايره اللاخلاقية وقيمه وسلوكياته وتفكيره السلبي الجديد ليصبح الشارع مجتمعاً جديداً له فنحن حين ان نريد ان ننعت شخصاً وقحاً او غير مؤدب نقول عنه انه ابن شوارع فماذا ننتظر من طفل اخذ من الشارع وطن له وهم يعانون بعد فترة من امراض عديدة او يتعرضون للاغتصاب والمذلة والاستغلال حين يتعرضون للاساءة الجنسية والنفسية والبدنية واصبحوا يرفضون العودة الى منازلهم حتى وان توفرت لهم سبل الرجوع فهناك اطفال شوارع تم وضعهم في مؤسسات خاصة بهم يتلقون رعاية واهتمام لكنها لا تستوعب الا عدداً قليلاً وتحتاج الى تطوير واعادة تأهيل ومتابعة للعديد من البرامج التي يجب ان تقدم لهم لان في بعضها الكثير من الاساءات الغير منظورة خاصة في عدم تقدير الذات للطفل لضعف حزمة المعالجات التي يجب ان تستخدم خاصة في ظل وجود ضغوطات نفسية واجتماعية يواجهونها وهم يعيشون بعيداً عن اهلهم وتحت وطأة ظروف قاسية فلا بد من تطوير سياسات اجتماعية وتربوية لاحتواء هذه الظاهرة لخفض معدلاتها مع دراسة وتقييم مقاييس الاساءة التي يتعرضون لها بكافة انماطها فلا بد من عمل استمارات لدراسات ميدانية تحتوي على عمر الطفل وحالته التعليمية والمدة التي قضاها بالشارع منذ انفصاله عن اهله ومعلومات عن اسرته واسباب انفصاله عنهم ودرجة الاهمال الاسري وقياس درجة العدوانية لديه سواء العدوان البدني او اللفظي وغيره ومدى تقديره لذاته لذلك لا بد من اعداد استراتيجية وطنية يساهم فيها كافة الجهات المعنية والقطاع الخاص والمنظمات الدولية والمنظمات الغير حكومية لدراسة هذه الظاهرة السلبية ووضع الحلول المناسبة لمعالجتها واعادة تأهيلهم ليكونوا منتجين صالحين في مجتمعهم .

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected]

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.