تدشين أوّل قاعدة “دفاع جويّ” أمريكيّة دائمة بالدولة العبريّة

الأربعاء 20/9/2017 م …




الأردن العربي – زهير أندراوس –

الهدف : التعامل مع السيناريوهات المتطرّفة بالقتال مثل إمطار إسرائيل بصواريخ من إيران وحزب الله بكميّاتٍ ضخمةٍ …

للمرّة الأولى في التاريخ الإسرائيلي العسكري، دُشّن معسكر ثابت للجيش الأمريكيّ داخل قاعدة للجيش الإسرائيليّ في النقب، جنوب الدولة العبريّة. وبموجب ذلك، سيعمل ويقيم في منطقة “مدرسة الدفاع الجويّ” الإسرائيليّ عشرات من الجنود الأميركيين.

وذكرت صحيفة (هآرتس) العبريّة، نقلاً عن مصادر أمنيّة رفيعة في تل أبيب، إنّه شارك في مراسم التدشين عدّة ضباط في الجيش الأمريكيّ، فيما رأى قائد منظومة الدفاع الجوي في سلاح الجو الإسرائيليّ، العميد تسفيكا حايموفيتش، أنّ تدشين المعسكر الأمريكي يعكس التعاون الأمني الوثيق بين البلدين، ويشكل حدثًا تاريخيًا وخاصًا، مؤكّدًا في الوقت نفسه على أنّ هذا المعسكر يقوم هنا لكي يبقى، هذا تخصيص لموارد ليست قليلة من خلال الإدراك بأنّه الأمر الصحيح والمطلوب، وجزء من العقارات الأمريكيّة في البلاد.

علاوةً على ذلك، لفت الجنرال حايموفيتش إلى أنّ هذا المعسكر هو الأوّل من نوعه في الدولة العبريّة، ويمثل الشراكة القائم بيننا منذ سنوات طويلة، والالتزام الاستراتيجيّ بين الدولتين، والجيشين والمنظومتين. كما شدّدّ على أنّ هذه اللحظة «مهمة، وتضيف لبنةً في أمن إسرائيل في الدفاع ضد الصواريخ.

ويبدو أنّه سيحضر في المعسكر الجنود الذين يديرون “رادار X” الذي نصبته الولايات المتحدة في النقب عام 2009. ونصب هذا الرادار الضخم، الذي يسمح بكشف الصواريخ على مسافة مئات الكيلومترات، كجزء من المساعي الأمريكيّة لتحسين القدرات الدفاعية عن إسرائيل في ضوء ازدياد التهديد الإيرانيّ.

على خط موازٍ، بدأت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، تفعيل كتيبة أخرى من بطاريات القبة الحديدية التي تضم عدة بطاريات تعمل في إطار عسكري واحد. ويجري خلال الأيام العادية تفعيل وتدريب عدد أقل من البطاريات، لكن يعتزم الجيش الإسرائيلي زيادة عدد القاذفات وصواريخ الاعتراض في المستقبل إلى جانب استيعاب منظومة “العصا السحرية”. وهذه المنظومة تمثّل الطبقة المتوسطة في مدى الاعتراض، مقارنة بمنظومتَي الاعتراض الأخريين، علمًا بأنّ المنظومة العليا الخاصة بالتصدي للصواريخ البعيدة المدى تحمل اسم “حيتس″.

وذكرت وسائل الإعلام العبريّة أنّه في شهر شباط (فبراير) القادم، سيُجرى أحد الاحتفالات الهامة بشأن التعاون بين سلاح الجو الإسرائيليّ والأمريكيّ، لافتةً إلى أنّ مناورة “جنيفر كوبرا” التقليدية التي تُجرى مرة كل عامين تُمثّل أحد التدريبات الكبيرة التي يجريها الجيش الإسرائيليّ مع قوات عسكريّة أجنبية.

في الوقت عينه، قرر الجيش إقامة كتيبة أخرى تُعنى بمنظومة “القبة الحديدية”. في إطار الكتيبة الجديدة، ستُنشر بطاريات صواريخ إضافية وسيطرأ عدد من التحسينات عليها لتوفير رد في الجبهة الجنوبية والشمالية بالتوازي.

ولفت موقع (المصدر) الإسرائيليّ إلى أنّه في الأسبوع الماضي، اجتازت “القبة الحديدية” تجربةً ناجحةً وهامّةً جدًا في الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون على المستوى العسكريّ الإسرائيليّ، لسلاح الجو الإسرائيليّ والأمريكي أيضًا، مُوضحًا أنّ الكتيبة الجديدة التي ستُقام ستتمتع بقدرةٍ على تفعيل المنظومة عبر سفن سلاح البحريّة وحماية أهداف بحرية إستراتيجيّة.

جديرٌ بالذكر، أنّ العمل في قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية جنوب إسرائيل بدأ منذ أربعة أعوام تقريبًا، وهي عبارة عن معسكر يضم وحدات دفاع جوي أمريكيّة لاعتراض الصواريخ، مجهز بأحداث الوسائل التقنية والتكنولوجية المتقدمة في مجال الاتصالات والردع الصاروخي.

وبحسب ما تمّ إعلانه في بعض وسائل الإعلام، فإنّ التفكير في بناء قاعدة أمريكية هي الأولى من نوعها فوق إسرائيل يعود إلى مساعي كلٍّ من تل أبيب وواشنطن لمعالجة الأخطاء المتعلقة بأنظمة الردع والدفاع في أعقاب ادعاء تعرض بعض المناطق الإسرائيلية لصواريخ قادمة من غزة وسيناء وسوريّة عن طريق إيران وحزب الله طيلة السنوات الماضية.

علاوة على ذلك فإنّ نقاط الضعف التي كشفتها مناورات “جنيفر كوبرا” بين الجيشين الأمريكيّ والإسرائيليّ في آذار (مارس) 2016، كانت أحد الدوافع الرئيسية لبناء هذه القاعدة، حيث تسعى تل أبيب إلى تفعيل قدراتها على التعامل مع السيناريوهات المتطرفة في القتال، من بينها إمطار إسرائيل بصواريخ بكميات ضخمة، ومن ثم كان إقرار تدشين تلك المنصة الدفاعية الصاروخية بالتعاون مع الولايات المتحدة.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ القاعدة ستكون مرتبطة مباشرة مع منظومة الرادار التي تحمي مفاعل ديمونه النووي، والتي تشغلها الولايات المتحدة أيضًا، ولعل هذا يجيب عن الدوافع الحقيقية وراء رسو حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة “يو إس إس جورج بوش” – صباح السبت الأول من يوليو الماضي، قبالة ميناء حيفا شمالي إسرائيل، للمرّة الأولى منذ 17 عامًا، وعلى متنها 80 طائرة مقاتلة ومروحيات و5700 ملاح وجندي، والتي أثارت الكثير من التساؤلات حينها في ظل تباين التفسيرات بشأن طبيعة المهمة التي جاءت بها الحاملة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.