عمرو موسي .. عندما يتطاول الصغار !! / د. محمد سيد أحمد
د. محمد سيد احمد ( مصر ) الخميس 21/9/2017 م …
هناك ملايين القصص والحكايات والرويات الكاذبة والملفقة وكذلك الإدعاءات والإتهامات وجهت للزعيم جمال عبد الناصر من خصومه السياسيين بالداخل والخارج, فعبر ثورته على الملك الفاسد وطرده, ثم تخليص مصر من براثن الاحتلال البريطانى, وقيادته لحركات التحرر الوطنى حول العالم, أصبح هدفا للقوى الاستعمارية العالمية وحاولت اجهزة مخابرات الدول الكبرى فى العالم اصطياد الرجل والايقاع به بكافة الوسائل والطرق.
لكن كل محاولات أعداء الخارج لم تفلح مع الرجل, خاصة محاولات تشويه سمعته, فقد كان عصيا على التشويه ولم تكن هناك أشياء دنيوية تغريه فالمال والنساء ومباهج الحياة كان قد وضعها تحت حذائه, لذلك جاءت كل شهادات أعدائه موثقة سواء فى حياته أو بعد وفاته لتؤكد أن سمعة الرجل وسلوكه الشخصى لا يمكن النيل منه فقد عاش حياة الزاهدين والقديسين.
وعندما جاء الرئيس السادات الى سدة الحكم أطلق العنان أمام خصوم جمال عبد الناصر بالدخل فى محاولة للتشويه والنيل من زعامته, وسمعنا ملايين القصص والحكايات الملفقة التى ملئت ملايين الصفحات من الكتب الصفراء الحاقدة, ورغم ذلك لم نجد قصص يمكن أن تندرج تحت مسمي الفساد الشخصى, فالرجل عاش وهو رئيس جمهورية مثله مثل ملايين المصريين, وكانت أسرته تعيش كأى أسرة مصرية لأب موظف ينتمي الى الطبقة الوسطى لا يمتلك إلا راتبه.
فالأبناء يدرسون فى المدارس الحكومية ويعاملون مثل باقي زملائهم وهناك عدد من القصص تبرهن على صدق ما نقول فهناك قصة ابنته التى قامت مديرة المدرسة بإرسال خطاب استدعاء لولى أمرها لأنها أخطأت فى حق زميلتها وعندما علم بالقصة من مدير مكتبه قرر الذهاب بنفسه الى المدرسة وقام بالاعتذار للطالبه أمام الجميع وهو رئيس الجمهورية وطالب ابنته بالاعتذار لها أمام الجميع.
وهناك رواية حصوله على قرض بمبلغ عشرة آلاف جنيه بضمان وظيفته من أجل توفير بعض المتطلبات الأسرية, وعندما علم عبد الحكيم عامر بالموضوع من رئيس البنك قام بعرض أعطائه المبلغ من ميزانية وزارة الدفاع فرفض وأخذ القرض, هذا الى جانب قصة استبداله لمعاشه من أجل تجهيز أبنتيه كأى موظف شريف لا يكفى مرتبه لتوفير متطلبات تجهيز بناته عند زواجهم.
وبالطبع الجميع يعلم أن الرجل عند مماته لم يكن يملك شيئ حتى أثاث منزله كان عهدة حكومية, لذلك لم يتمكن أعدائه بالداخل والذين شنوا عليه حملة منظمة وممنهجة منذ مطلع السبعينيات وحتى الآن أن ينالوا من ذمته وشرفه وأخلاقه, لكن كل ما يمكن أن يتحدثوا عنه هو سياساته سواء الداخلية أو الخارجية وهذا قد يكون مقبولا فيما يتعلق بالنقد السياسي.
لكن خلال الأيام الماضية خرج علينا واحد من الصغار الذين يحاولون النيل من الزعيم جمال عبد الناصر وبطريقة شاذة, حيث أقدم على ما لم يجرؤ غيره قوله فى حق الرجل حيث أشار الى أنه كان يأتى بطعامه من سويسرا, وهنا اشارة الى أن الرجل ليس ذلك الزاهد القديس, وهنا كان لابد من الرد واستدعاء الشهادات, فالفول والجبن القريش والخبز هو فطاره الدائم, وفى العشاء يبقى الجبن والخبز ويستبدل الفول بثمرة من الفاكهة, أما الغداء فكان يتكون من الأرز والخضار وقطعة من اللحم أو الدجاج أو السمك, هذه شهادة الدكتور منصور فايز الطبيب الخاص للزعيم جمال عبد الناصر فى كتابه مشوارى مع عبد الناصر.
وعندما أصيب بمرض السكرى نصح طبيبه الخاص الدكتور الصاوى زوجته السيدة تحية أن تحضر له نوعا من الخضار لا يزرع فى مصر أسمه الاسبراجس ويباع بثمن غالى, وعندما وجده على مائدة الطعام سأل ما هذا فقيل له أنه نوع من الخضار يستورد من ايطاليا وموجود في الاسواق المصرية وثمنه ثلاثة جنيهات فهب غاضبا ورفض تناول وجبة غدائه, وخاصم زوجته لفترة طويلة وكانت أول وأخر خصام بينهما, هذا هو جمال عبد الناصر يا سيد عمرو.
عمرو موسي الذى يسكن القصور والمنتجعات ويمتلك ثروة طائلة لا نعرف من أين أتى بها فقد عمل طويل العمر فى وزارة الخارجية منذ العام 1958 وخدم طويلا فى الولايات المتحدة الامريكية, ثم جاء وزيرا للخارجية لمدة عشر سنوات مع مبارك فى زمن الفساد وعدم المحاسبة, ثم عشر سنوات أخرى فى الجامعة العربية فى ظل سيطرة أموال النفط والرشاوى الكبرى, وكانت آخر أعماله هو موافقته على غزو الناتو لليبيا العربية, بعدها تقدم للرئاسة معتقدا أنه يمكن أن يجلس فى نفس المكان الذى جلس فيه الزعيم جمال عبد الناصر لكنه فشل.
ومن المؤسف أن كتابه الذى وثق فيه هذه الافتراءات على الزعيم جمال عبد الناصر قد عقدت له ندوة وحفل توقيع حضره الكثيرون من مدعى الناصرية ولم يستطع أحد أن يعترض على اكاذيبه رغم أنهم جميعا من الكتاب والصحفيين, لكن هذه الافتراءات والاكاذيب لا يمكن أن تنال من الرجل يا سيد عمرو فالتاريخ لا يوثق بواسطة الصغار أمثالك, اللهم بلغت اللهم فاشهد.
التعليقات مغلقة.