“درع الفرات 2”.. هل تعتزم تركيا محاربة الأكراد أو تحرير إدلب من الإرهابيين؟

أحمد صلاح * ( سورية ) الجمعة 22/9/2017 م …




خلال الجولة السادسة من المفاوضات حول تسوية الأزمة السورية في أستانا تم استكمال العمل بإنشاء 4 مناطق خفض التصعيد. وقد وقع ممثلو الدول الضامنة للهدنة إيران وروسيا وتركيا والمعارضة السوريةاتفاقا على إنشاء منطقة خفض التصعيد الرابعة في محافظة إدلب حيث نشهد الأوضاع المعقدة، لأن في الواقع تسيطر عليها إرهابيو الفرع السوري لتنظيم القاعدة، الذي يُطلق عليه حاليًا “هيئة تحرير الشام”.

وفي الوقت نفسه وفقا لوسائل الإعلام التركية، أنقرة تستعد لبدء عملية عسكرية جديدة في شمال سورية جنبا إلى جنب مع مقاتلي الجيش السوري الحر. ومن المحتمل سيشارك أكثر من 5 آلاف مقاتل في المرحلة الأولى من العملية. وذكرت صحيفة “صباح” التركية في أواخر أغسطس أن تركيا خططت بدء المرحلة الثانية من عملية “درع الفرات” في محافظة إدلب السورية بعد الجولة السادسة من المفاوضات في أستانا.

ومن المتوقع أن القوات التركية تغزو الجزء الشمالي من محافظة إدلب من أجل إقامة سيطرتها في إطار مراقبة على منطقة خفض التصعيد. وبالإضافة إلى ذلك، تعتزم أنقرة منع خطط الولايات المتحدة لتسليم إدلب إلى الأكراد الذين تعتبرهم تركيا إرهابيين. وتلاحظ صحيفة “صباح” أن تركيا ستتعاون مع روسيا وإيران.

وفي الوقت الراهن، تتواجد القوات المسلحة التركية في حالة الاستعداد القتالي العالي وانتشرت على الحدود مع سورية حوالي 25 ألف مقاتل.

الجيش التركي يواصل إرسال تعزيزاته في ولاية هطاي،حيث وصلت مئات المعدات

العسكرية.  يوم الأحد 17 سبتمبر عبر قطار 80 عربة عسكرية مجنزرة من منطقة لولابورغاز إلى محطة إسكندرون. ولذلك يمكن المرحلة النشطة من العملية العسكرية أن تبدأ قريباً .

وبالإضافة إلى ذلك وفقا لتقارير وسائل الإعلام يمكن القوات المسلحة التركية جنبا إلى جنب مع مقاتلي الجيش السوري الحر أن تشن هجوم ضد الأكراد في المدن السورية تل أبيض، وعفرين، وتل رفعت، ومنبج في أي لحظة. وفي هذه الحالة، أهالي المدن المذكورة أعلاه، الذين يحلمون بالحكم الذاتي الكردي منذ فترة طويلة، لا يستطيعون استلام الدعم من الخارج، من فصائل كردية تحشد في محافظة الحسكة، ومن قوات سوريا الديمقراطية العاملة في الرقة ودير الزور. وعلى الرغم من تقديم الدعم النشيط للأكراد السوريين فالولايات المتحدة ليست مهتمة بتدهور العلاقات مع تركيا حليفها في الناتو. هذا ويمكن روسيا أن تصبح القوة الوحيدة القادرة على تأمين الأمن لأهالي المناطق الكردية من الغزو التركي، إذا تمت استعادة سيادة الدولة السورية فيها. ولهذا السبب نُشرت وحدات القوات الروسية في مدينة تل رفعت.

ومن الواضح أن تركيا ستحاول احتلال المناطق الكردية بحجة إنشاء منطقة خفض التصعيد في ريف إدلب. لكن من غير المرجح أن روسيا التي تؤيد وحدة الأراضي السورية تسمح لتركيا بذلك. إضافةً توجد لدى أنقرة وموسكو مصالح مشتركة في منع الأكراد من إقامة الحكم الذاتي الذي وعدته الولايات المتحدة لهم.

* كاتب وصحفي سوري للمركز الإعلامي “سورية: النظر من الداخل”

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.