دير الزور تغلي على صفيح من نار …. ومعسكرات داعش تتساقط / د. خيام الزعبي





د. خيام الزعبي ( سورية ) السبت 23/9/2017 م …

أنهى الجيش السوري خلال الأيام الماضية مشهداً عبثياً تبناه الغرب وأدواته الإرهابية في سورية خاصة بعد تمكن الجيش بالتعاون مع الحلفاء من كسر الحصار عن مدينة دير الزور الذي كان يفرضه تنظيم داعش منذ أكثر من 3 سنوات، فانتصارات الجيش السوري تقول إن أحلام داعش وأخواتها  إلى تلاش وطرق مسدودة، وإن استعادة كل شبر من الأرض السورية أمر حتمي، و إن دماء وأرواح الشهداء الأبطال حاضرة في القلوب والضمائر، تحفز وتقود إلى النصر تلو النصر لبقاء سورية شامخة وإسقاط المخطط الغربي لتقسيمها.

العالم متفاجئ ومصدوم لما حدث، هذه المرة تأتي البشائر من دير الزور، حيث تمكنت قوات الجيش السوري بإسناد حلفاؤها من تحرير قرى حلبية وزلبية والقصبي بالكامل من داعش، وتتابع الآن تقدمها باتجاه معدان بريف دير الزور الغربي، وفي الاتجاه الآخر تتابع قوات الجيش عملياتها في ريف دير الزور الشرقي والتي سيطرت على بلدة خشام جنوب شرق قرية مظلوم كما يواصل الجيش السوري التقدم عند الفرات خاصة بعد عبوره الضفة الشرقية منه، بذلك سيصل قريباً إلى البوكمال وبعدها إلى الميادين، وبالتالي سيستعيد الجيش جميع المنطقة حتى الحدود العراقية ليُفشل المخطط الأمريكي على الأرض بشكل نهائي، الأمر الذي يؤكد، مجدداً أن داعش على عتبة النهايات وأن الشر العالمي المجسد في النظام الرأسمالي الأمريكي الصهيوني في طريقه إلى الزوال، ها هي الأرض تتحرر… وهاهو الجيش السوري يبسط سيطرته على مناطق استراتيجية جديدة، نحو تحرير كامل التراب السوري من براثن داعش وأخواتها، وبالتالي القضاء قضاء تاماً على التدخلات الأجنبية والأطماع الأمريكية في سورية والمنطقة.

في سياق متصل هناك أخبار مؤكّدة عن تكبّد مليشيات داعش في سورية لخسائر كبيرة في الأرواح والعتاد… وقد تمّت إبادتهم في مناطق متعددة من سورية، وإثر هذه الخسائر طلبت داعش من داعميها وحلفاؤها الإقليميين والدوليين، تمكينهم من ممرّ آمن للخروج من هذه المناطق باتجاه جمهورية ميانمار لتكون الوجهة الجديدة لهم، خاصة بعد أن دعا  العديد من قادة “جبهة النصرة” أنصارهم  إلى ترك ساحات القتال في سورية, والتوجه إلى ميانمار باعتبار أن شعبيتهم في سورية آلت إلى الانخفاض، وبذلك شهدت داعش تراجعاً كبيراً للمناطق التي كانت تحت سيطرتها بعد قطع جميع طرق الامداد لها إذ تم تحرير 87.4 بالمئة من الأراضي السورية، التي كان يسيطر عليها داعش.

ولكن يبقى السؤال، ما الذي أدى إلى كل هذا الإنتصار في سورية خلال هذه الفترة؟

معركة دير الزور كانت أحد المعارك الفاصلة في تاريخ سورية .. الصمود الذي أبداه الجيش كان رداً كافيا لمواجهة وكسر الإرهاب، قالتقدم السريع للجيش السوري وحلفاؤه من محور المقاومة يعود إلى التخطيط الجيد والتقنية العالية والمتطورة،  والترابط بين المكونات الداخلية لسورية، بمختلف توجهاتها التي فشل العدوان في إختراقها وكسرها ، بالإضافة الى أن حسن إدارة الجيش للمعركة وإستعداده لمعركة طويلة الأمد قد أنهكت إقتصادياً الدول الداعمة لداعش وأخواتها، فضلاً عن  العقيدة القتالية للجيش النابعة من إيمان راسخ وضرورات صد الأعداء دفاعاً عن سورية وكرامة الوطن والمواطن، كما أن الغارات الجوية السورية الروسية  شلت تحركات عناصر جماعة داعش في مختلف المناطق، والتي اعتمدت على سواتر وخطوط دفاعية وتحصينات، سرعان ما تهاوت أمام القوة المتفوقة آليا وناريا للجيش السوري، حيث تم تدمير عدة خطوط صد دفاعية، كانت داعش عملت على إنشائها منذ عدة سنوات، وكلفتها الكثير من الجهد والمال واستنزفت قدراتها المختلفة.

وباعتقاد جميع المتابعين إن الجيش السوري تمكن وعلى الرغم من شراسة الهجمة من تمريغ أنف اداعش والقوى الحليفة في عدوانها على سورية، ورغم التكاليف الباهظة التي أنفقتها هذه الدول لتركيع الشعب السوري، إلاّ أنها باءت بالفشل الذريع أمام صمود وصلابة هذا الشعب، ليس هذا فحسب، بل زاد تماسك وتلاحم هذا الشعب بعد شعوره بأن العدوان الذي إستهدفه إنما إستهدف في الحقيقة وحدته وعزته وكرامته وتاريخه المجيد، بذلك بدأت نهاية داعش ودقت ساعة الهروب لآلاف الإرهابيين باحثين عن فرصة للخروج من سورية، بعد التقدم والنصر الكبير الذي حققه الجيش السوري في جبهات القتال وخاصة في ريف دمشق وحمص وحماة ودير الزور والرقة وبعض المناطق الأخرى من البلاد، وبخسارة داعش لهذه المناطق، يكون التنظيم تلقى هزيمة كبيرة تجعل الجيش السوري أكثر شجاعة وقوة، فزوال داعش مؤكدة لأن هذا التنظيم يحمل في طياته كل أسباب إنهياره.

مجملاً….اليوم ينظر السوريون إلى يوم تحرير ما بقي من المناطق تحت سيطرة داعش حتى آخر شبر منها ورفع العلم العربي السوري فوق ثراها بعد تطهيرها من هذه المجموعات المتطرفة،  كما يجدد السوريون إصرارهم على استكمال معارك التحرير، وتخليص سورية من إرهاب القاعدة وتنظيماتها المختلفة، والتي تتماهى اليوم مع الاعتداءات الإسرائيلية الغادرة على سورية  بغطاء من أمريكا والغرب، وتأييد من بعض العرب المتورطين في المشروع الصهيوني.

وبالمناسبة….ستكون هذه السنة هي نهاية التنظيمات الإرهابية وسوف تتحرر سورية والمنطقة من هذه التنظيمات الدموية وأيضاً الدول الداعمة لها، فسورية القوية التى أكدت نفسها فى كل مرحلة ينبغى أن تستمر فى طريق النصر واثقة الخطى على مواجهة مخططات الإرهاب والمؤامرات المشبوهة وإفشالها.

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.