الأسد يقلب الطاولة على أمريكا وينتصر! / د خيام الزعبي

 

د خيام الزعبي ( سورية ) الإثنين 16/3/2015 م …

بعد خسارة أمريكا لحروب كثيرة خاضتها ضد الدول العربية ظهرت حروب الجيل الرابع التى تهدف إلى تفكيك وتقسيم الكيانات العربية والسيطرة على الأرض لصالح حليفتها الأولى “إسرائيل” من خلال الإعتماد على المرتزقة وإنشائهم حركات تحت مسميات إسلامية متعددة مثل داعش والمليشيات المسلحة الأخرى، كأداة لتنفيذ هذا المخطط في سورية، لكننا اليوم أمام مشهد الإنتصارات الإستراتيجية التي يحققها الجيش السوري في وجه الإرهاب الدولي، فإدعاءات أوباما وكبار عساكره بطول مدة الحرب الى عدة سنوات أسقطها السوريون بعد تحرير مناطق كانت تحت سيطرة داعش وهزيمنهم وسحقهم بأقدام سورية، وأمريكا كعادتها دائماً تهرب من المنطقة إذا وجدت إن الخسارة كبيرة، هكذا فعلت في الصومال والعراق، وهكذا ستفعل في سورية، والمأمول آن تدرك واشنطن وحلفاؤها حجم المغامرة ويبادروا الى مراجعة حساباتهم، وتجنب التورط بقدر الإمكان بالمستنقع  السوري.

إذا نظرنا لموقف أمريكا، ودعوة الرئيس الأمريكي أوباما لمواجهة تنظيم داعش فى سورية والعراق، نجد الإزدواجية، من حيث الإستمرار في الدعم، وتدفق المعونات لداعش، ومعالجة قياداته فى تركيا، الحليف الغربى، ثم إن أمريكا التى دعت وقادت حلف الناتو للتدخل وإسقاط نظام القذافي، هى نفسها التى إنسحبت، وتركت كل هذا السلاح والميليشيات، لتحرم الشعب الليبي من تقرير مصيره والوصول الى الأمن والإستقرار، وتتركه فى أيدى مرتزقة قادمين من كل أصقاع العالم، تماماً مثلما أعلنت أمريكا دعم الفوضى والقتال وإستمرار الأزمة في سورية، ثم سمحت بنمو الجماعات الإرهابية، لتصبح سورية  مقراً لكل أنواع الإرهاب والمرتزقة، ومن يملكون السلاح، ثم إن الإرهاب ليس له قواعد ثابتة، فالسؤال الذي يفرض نفسه هنا، هل يضمن الغرب والأمريكان أن يكونوا بعيدين عن نيران هذه الفوضى؟.

كما نعلم أن المنظمات الإرهابية هي من صناعات أمريكية أوجدتها من أجل تمرير مشاريع ومخططات لها في العالم، وهذا السم الذي تنشره أمريكا وتسقيه للعالم, جاء الدور اليوم على الشعب الأمريكي أن يذوق طعم مرارته والذي يؤكد ذلك ما ذكره الأميركي “كريستوفر كورنيل” الموالي لتنظيم داعش، بوجود هذا التنظيم في كل أنحاء الولايات الأميركية، وأن هناك خلايا نائمة تنتظر الوقت المناسب للقيام بالجهاد في أمريكا.

الملاحظ في هذه الأيام القلق الأمريكي والغربي من خلال زيارات الوفود الأمريكية

الى المنطقة وكذلك إزدياد التصريحات المتخبطة من تهديدات وإنتقامات وكل هذا بعد تحقيق القوات العسكرية السورية إنتصارات حقيقية على داعش وخصوصا بعد التقدم السريع وتحرير بعض المناطق في الشمال والجنوب دون أي طلب مساعدة من أمريكا ومن حلفاؤها، فقد أذهل الجيش السوري الجميع بشنّه هجمات لجهة الحدود الأردنية والجولان السوري المحتل من قبل إسرائيل، وعلى مقربة من الحدود التركية، محققاً إنتصارات متسارعة ومنتقلاً من التموضع إلى الهجوم للتحرير، وكشف الجيش السوري عن وحدته وقوته مصيباً المراهنين على الإنشقاقات والإنكسارات في صفوفه بخيبات أمل كبيرة، بذلك ستنعكس خسارة داعش على المنطقة وعلى سورية وعلى منطقة القلمون والبقاع وتكون مرحلة جديدة قد بدأت ذلك أن داعش أصبح في خط الدفاع ويتراجع أمام تقدم الجيش السوري الذي سيسترد المواقع الإستراتيجية التي أحتلها داعش في  السابق.

لقد ظن الأمريكان إن السوريين غير قادرين على طرد وسحق تنظيمهم الإرهابي الذي جاؤوا به، والكل يعلم ان سورية هي التحدي الأبرز في إستراتيجية أوباما، وفي ضوء هذا الواقع، أن المعركة البائسة لإسقاط الدولة السورية لن يكتب لها النجاح، ولم يعد وارداً لدى دول العالم التغاضي عن أهمية دور الجيش العربي السوري بالتصدي لظاهرة الإرهاب، لذلك يجب على الدول الغربية والخليجية أن تخرج  من هذه اللعبة المدمرة لأنهم سيكونون أول ضحايا الجماعات الجهادية، وهو أمر ستكون تداعياته الخطيرة على هؤلاء الذين لا يدركون عمق الأزمة التي يعيشونها والتي ستجبرهم في النهاية، على دفع ثمن تهورهم وأحقادهم اتجاه سورية.

مجملاً…..إن الإنتصارات التي حققتها القوات المسلحة السورية في المحافظات السورية، قلبت الطاولة على الأمريكيين بما عليها من إستراتيجيات ومخططات، ويمكن تلمس حالة التخبط الأمريكي من خلال إعراب وزير الدفاع الأميركي كارتر، عن قلقه لوجود مستشارين عسكريين إيرانيين الى جانب القوات السورية، معتبر تواجد هؤلاء المستشارين سيساهم في تأجيج النزاع والفوضى في سورية وقد يجهض الحملة ضد داعش، هذه الطريقة من الكلام، تكشف وتدل على مدى العجز والقلق الذي تشعر به أمريكا وحلفاؤها، إزاء تطورات الأوضاع في سورية، وهي التي كانت تعتبر خيوط اللعبة في هذا البلد بيدها تديرها كيف تشاء، فإذا بالسوريين يثبتون للعالم أجمع بأنهم قادرين على هزيمة داعش ومن يقف وراءها، ويبرهنوا إنهم حملة عقيدة ومقاتلين أقوياء لا يقف أمامهم شيء فهزموا داعش ووجهوا ضربة قاسية للإستراتيجية الأمريكية، ليس في سورية فحسب، بل في المنطقة برمتها، وأخيراً يمكنني القول بأن الرهان يبقى معقوداً على الجيش السوري وأحلافه من أجل وقف الأوبئة الخطيرة والقاتلة التي تضرب عادة ولا تنتهي إلا بمقاومات الشعوب وصمودها، ومن هذا المنطلق يجب أن نكون على وعي تام بمخططات أمريكا التي تريد السيطرة على بلادنا  والتحكم بمقدراتها.

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.