الكرد في سورية ـ إسرائيل والكُرد ـ الجزءالثاني / م. علي حتر





علي حتر ( الأردن ) الأحد 24/9/2017 م …

*الكُرد ليسوا المشكلة الأساسية الحقيقية في سورية.. أو في المنطقة كلها..

*وجود إسرائيل هو المشكلة الأساسية، ووجود أذنابها وحلفائها من العرب في المنطقة معها..

تدرك إسرائيل أنها لم تعد قادرة على تحقيق الشعار اليميني المتطرف: أرض الميعاد، بالمفهوم الاحتلالي العسكري، واغتصاب سورية والعراق ولبنان..

لكنها تريد إضعاف الدول فيها والسيطرة عليها..

كما يقول أحد مفكريها، “وبهذا يقنع اليهود اللهَ، أنهم حققوا وعده المسمى أرض الميعاد”، بطريق بديلة.. هي السيطرة على تلك الأرض.. ليس بين النهرين فقط، النيل والفرات، بل حتى على ضفاف الأنهار كلها في المنطقة.. وعلى شواطئ بحارها، فبدأت بنهر الأردن، ونهر النيل باتفاقية كامب ديفيد.. وشواطئ بحر غزة.. وحتى شواطئ تركيا في لواء الإسكندرون..! وعلى منابع النيل أيضا!!!

ووقف حزب الله في وجهها على ضفتي الليطاني والبحر المتوسط.. في الشواطئ اللبنانية..

بالإضافة للسيطرة على حكامها.. عدا سورية..

وهي تتصيد الكُرد، وقد بدأت بالبرزاني..

ولكنها لم تتنازل عن مفهوم أنها شعب الله المختار.. وأن حلفاءها هم بهائم سخرهم الله لخدمتها!! وحتى البرزاني، إن كان يدرك هذا..

إسرائيل تتصيد ما أمكنها أن تصيد بسنّارتها..

صادت أنور السادات بمعاهدة كامب ديفيد، ونظام المغرب وحسني مبارك والحكم الأردني بمعاهدة وادي عربة وأبو عمار والسلطة بمعاهدة أوسلو، صادت السيسي وحكام الخليج والجزيرة بالاتصالات السرية والعلنية، وكل أعضاء الجامعة العربية واردوغان، لكنها فشلت في اصطياد حزب الله وسورية وإيران!!!!

وفشلت في اصطياد عبدالله أوجلان.. الكُردي اليساري الذي يحمل السلاح، رغم أن الكثيرين من يساريينا وقعوا في شركها من خلال السنارة اليسارية الإسرائيلية التي ألقتها لهم في مياهنا العكرة..

الآن إسرائيل تتصيد البرازاني، ويبدو أنه وقع في شباكها وعض على صناراتها.

إسرائيل فشلت في اصطياد عبدالله أوجلان.. رئيس حزب العمل الكُردستاني.. لأنه يعرف ويفهم الصراع.. ويعرف مصلحة الكرد ويعرف من هم أعداؤهم أكثر من البرازاني!!!

الصنارة التي تلقيها إسرائيل في المياه العكرة، التي عكّرها كثيرون من العنصريين، عربا أو أكراد، هي صنارة تقول (في المواقع والكتب الإسرائيلية، أن “الشعبين اليهودي والكردي لهم عدو مشترك هم العرب، وأن الشعبين يدافعان عن أرضهما ضد هذا العدو، وأنهما يدافعان عن حقهما بالحياة وتقرير المصير”..

إنها صنارة جذابة ومغرية، موجودة في المواقع اليهودية، وقد قرأت الكثير منها.. وجوجلتها تحت عنوان ( Israel and the Kurds)

إسرائيل لم تقل للكرد، أنها، عقائديا تعتبرهم من الغوييم، ومن البهائم الذين سخرهم الله لخدمة اليهود، وأنها ستنقلب عليهم في الوقت الذي يناسبها!! تماما مثل بقية سكان المعمورة!!!

ولم تقل لهم أنهم يطالبون بأرض تعتبرها هي أرض الميعاد، وأنهم إن أخذوها فإن أول أهدافهم أخذها منهم أو السيطرة عليهم فيها.. عقائديا…

إسرائيل لم تقل لهم ~أنها شاركت في تمزيق العراق، لحماية الجزيرة وحكامها ونفطها، وليس لتحريرهم..

إسرائيل فشلت في اصطياد حزب الله وسورية وإيران!! وحزب العمل الكردستناني..

واصطادت الآخرين..

المسألة في غاية التعقيد بالنسبة للشارع..

عبدالله أوجلان فهم أن معاداة حلفاء إسرائيل العرب للأكراد في ظل شوفينيتهم، أو تبعيتهم، لا يجعل إسرائيل مُحقة، ولا يجعل الكُرد أعداء للأمة التي شاركها الأرض مدى الحياة..

لكن البرازاني الذي يطمع في لقب الفخامة وفي البساط الأحمر الذي طمع به عرفات قبله، لا يدرك ما أدركه عبدالله أوجلان..

وللحديث بقية.. حول تركيا والكُرد..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.