الاسلام السياسي والايدولوجيات / ناجي الزعبي
ناجي الزعبي ( الأردن ) الثلاثاء 17/3/2015 م …
في توظيف قذر للمعتقدات , والديانات , والقيم , والاعراف , لفقت الرأسمالية التهم للشيوعيين والماركسيين , والقوميين , والتقدميين , واتهمتهم بالاباحية , وبالالحاد , والزندقة , التهم التي تمس نواميس الشرق , ومرجعايته , وقيمه الاخلاقية , ادراكا”منها بأن المساس بهذه الاعتبارات خروج سافر , وذنوب غير مغفورة وتجاوز لكل الخطوط والمحاذير لكل من يوصم بها .
وبرغم ان ضوابط اليساريين , والقوميين , والتقدميين الاخلاقية , وصرامة التزامهم بها في مقدمة اولويات نهجهم , وسلوكهم ,وممارساتهم العملية , ومواقفهم المملوسة , وان كان هناك خروج من البعض فهو خروج وحالات فردية لا تحسب على الايدولوجيا , ولا على المرجعيات والادبيات الفكرية التي تعلي من شأن الانسان كقيمة اعلى واسمى يُحضر المساس بها والحط من قيمتها .
وعلى العكس فان من لفق التهم , ووظف الته الاعلامية , والفاشية الدينية , هو المتهم الحقيقي الذي لا ضوابط اخلاقية له , ولا احترام لدين , ولا لقيم , ولا ية اعتبارات انسانية ولا قيمة لديه تعلو على قيمة المصلحة الفردية , وجني المكاسب , والارباح تحت اي عنوان , وباي اسلوب .
وقد شهدنا في الاونة الاخيرة اباحة للدعارة , والقتل , والتدمير للحضارة , والاعتداء على اصحاب الديانات , والمعتقدات , وعلى مقدساتهم , ودور عبادتهم وارثهم الحضاري التاريخي , باسم الدين ، ولاحضنا ان من يروج , ويحلل , ويحرض على هذا السلوك هي المراكز الدينية ، كالازهر ، ودور الافتاء , والاتحادات (الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ” ورئيسه القرضاوي الذي نذكر كيف حرض على قتل القذافي, وبشار الاسد , وتدمير بلده مصر) ,والمنظمات , والمنابر الاسلامية , بما فيها دور العبادة , والمساجد التي لم تنجو من استهدافهم , واستثمارها كمنابر تحرض على القتل , والتدمير, وارتكاب الموبقات المشينة .
كل هذه الجهات , الاشخاص , و الادوات , تدار من غرف المخابرات التابعة للادارة الاميركية والاطلسية , وتمول من دول , واثرياء الخليج باوامر اميركية .
هذه المؤسسات التي حللت , وحرضت على ما يطلق عليه جهاد النكاح , ومشتقاته ، كرضاعة الكبير , ومضاجعة الميتة , والميت , والرجال, والاطفال , ومضاجه , الاخت , والبنت والام , وتقديمهن للمجاهدين كادوات متعة , واكل الحي , و المرتد , والذمي دون طبخة في ردة اخلاقية , وخرق لكل القيم والاعراف ، وهو سلوك يندرج في سياق توظيف الراسمالية للدين في خدمة مشروعها الاستعماري , وتسليع كل الاشياء والقيم والمعتقدات بما فيها الانسان , فقد اعتبرت الراسمالية المراة سلعة ووظفت جسدها للترويج للبضائع والسلع واضطهدتها واستغلتها واضطرتها لبيع جسدها في درو الدعارة المرخصة في ظاهرة راسمالية تعتبر وصمة وعار في جبين الراسمالية , والانسانية , وهي الان توظف الدعارة في مشروعها بغطاء ديني مزيف .
تلك همجية , وظلال غير مسبوق الا في العصور الغابرة , المندثرة , البدائية حيث مارس مدعي الدين القتل ببشاعة تفوق كل بشاعات , وانتهاكات الهمجية على مدار العصور .
ان من يقف خلف هذه الممارسات هي الراسمالية الاطلسية الاميركية , معقل الامبريالية القبيحة التي توظف كل ما من شأنه خدمة مشروعها الاستعماري دون ضوابط من اي نوع , والمؤسسات التي رعتها وفرضت تمويلها , على مشيخات النفط ، واثريائها ..
لقد نأى الشيوعيون , واليساريون , والقوميون , والتقدميون وكل الملتزمين ايدولوجيا بانفسهم عما يخدش الحس , والحياء العام , واحترموا قيم مجتمعاتهم , وناضلوا , وضحوا من اجلها , ودفعوا اعمارهم على شكل اغتيالات , واعدامات , وسجون , ومنافي , ناضلوا بصمت انكروا ذواتهم , ونظموا العلاقات الانسانية على ارفع السويات الاخلاقية , و اعلوا من شأن المرأة وبوئوها مكانها اللائق , وضبطوا الحب المتبادل بين الجنسين بمنظومة رفيعة من الصلات بلا تشريك , ولا فجور , بل بوحدانية الحب الطوعي الخالي من الاغراض , والمصالح , والاستغلال الطبقي , المبني على صلات انسانية رفيعة خالصة . .
ان ما نشهده الان من ممارسات اخلاقية وانسانية منحدرة تضع شعوبنا العربية من وجهة نظر العالم المتحضر في ادنى درك السلم الانساني , والانحدار , والانحطاط , والتردي الذي يحسب على الاسلام على وجه الخصوص برأيهم , وحسب اعتقادهم .
وبذا تنفضح الجهات التي شوهت الشيوعيين ,واليساريين , والقوميين , والتقدميين ونضالاتهم الذين الصقت بهم زورا لانهم استهدفوا في المقام الاول الراسمالية كنظام يستبد بالفقراء ويسرق كدحهم وثرواتهم .
ولنضالهم ضد الاستعمار, والقهر , والاستغلال , والاستبداد , كان لابد من تلطيخ سمعتهم بوصمهم وتلطيخ سمعتهم زورا وكذبا وتظليلا بما يمس اعلى قيم يؤمن بها الانسان وهي : خرق التعاليم الدينية , والقيم الاحلاقية .
اي بالاباحية , والالحاد , وقمع المتدينين , والملتزمين فكريا, واستهداف دياناتهم ومعتقداتهم ، خلافا ً للواقع والحقيقة التي تؤكد عبر عقود نضالاتهم على احترامهم الكبير للمعتقدات وحرية الرأي والتزامهم المقدس باحترام الراي الاخر .
التعليقات مغلقة.