كردستان العراق: وداعاً أيها العرب / نصري الصايغ

نصري الصايغ ( لبنان ) الخميس 28/9/2017 م …




غداً تستولد كردستان، نقول للعراق وداعاً. لا تسأله. فقط تمضي كردستان إلى انفصالها. افراحها فائضة جداً. لقد وجدت الفرصة. اسرائيل معها. اميركا تؤيدها. الغرب يتفهمها. ستكون كردستان دولة فقيرة جداً لأصدقائها وحلفائها: نفط وفير، شوكة في ظهر العراق، فزاعة لتركيا، نموذج لأكراد سوريا…

العرب، شعوب غير مرغوب فيها. يحتفل العرب بجحيمها الخاص. حروب من اصناف شديدة العداء. حروب طوائف. حروب مذاهب. حروب احلاف. حروب ارهاب. وحروب من اجل الحروب. العداوة البينية العربية حالة لم يفطموا عنها بعد. حروب العراق، بين اشقاء اشقياء في الدين والدنيا. حروب سوريا من كل حدب وصوب. أبشع تاريخ تؤسس له الحروب في سوريا. حروب لا قيمة فيها للضحايا. الآلام مرت عليها ممحاة الايام. شعوب ضد نفسها. تعالج الفتنة بفتنة اشد.

العرب، شعوب غير مفيدة. ثرواتها مشتهاة. مدلوقة امام من يطلبها في الغرب، ممالك فضفاضة وامارات وثيرة، بلا شعوب مفيدة، بلا انسان جذاب، بلا ثقافة تحترف الابداع. السعودية هي آل سعود ومن معهم ومن ضدهم. لا يشذون عن قاعدة التهالك السني ـ الشيعي. ما تبقى من عرب نزحوا عن عروبتهم. فضلوا عليها خيام الطوائف والمذاهب والقبائل والعشائر. هذه الخيام هي دولنا الرابضة على التاريخ، الخائفة على انظمتها وعروشها، ومستعدة للتحالف مع الشيطان، أيا كان دينه ومذهبه ولون بشرته وحجم احتقاره لنا.

غدا تولد كردستان. من قبل ولدت اسرائيل. فلسطين لم تقل وداعاً. ما تزال في مكانها. لا تحتجب ابداَ، تتفنن في ابتداع اساليب المقاومة. لم تستسلم. تخلى عنها اشقاؤها مراراً وتكراراً أنكروها. قاتلوا مقاتليها. سجنوا مناضليها. عذبوا شعبها. اسروه في مخيمات… لكن الفلسطيني ظل فلسطينياً. يكفيه انه يقول لا.. وان في عينيه غضب وفي قبضته حجر او سكينأ أو … من قبل، ولدت اسرائيل. فان اصدقاؤها عالم من الكبار.

أميركا دعمت، السوفيات باركت، الغرب صفق بحماس… العرب ذهبوا إلى الحرب بلا سلاح. هزمتهم “عصابات اليهود”. تفرقوا. صاروا احلافاً مضادة. في ما بعد، اصطف معظم عرب الانظمة في صف من الناصح للفلسطيني. حاولوا اقناعه بقليل من فلسطين. اوسلو نموذج. لم يطبق. ينصحونه بالاستسلام. قدموا له النموذج. مصر تصالحت مع اسرائيل. الامور بينهما تسير من حسن إلى أنحس. حصار مشترك مصري ـ اسرائيلي على غزة. الاردن سلم في وادي عربة. اعراب الخليج فتحوا حدودهم لأبناء العم.

غداً تصير كردستان دولة مستقلة. من قبل صارت اسرائيل دولة محظية دولياً وعربياً. ليس من قبل ولا غداً، سيكون للشعب الفلسطيني دولة.

اياكم واتهام اميركا وفرنسا واسرائيل. التهمة موجهة إلى الاصيل، إلى هذه الشعوب الرملية المفتتة إلى هذه الانظمة المسعورة بأمنها، إلى هذه الثقافة العربية البائدة، إلى هذه الردة الاسلامية إلى “الفتنة الكبرى”، لتحضير زمن “الفتنة العظمى”. وها هي “العظمى” في سوريا وفي العراق وفي اليمن وفي ليبيا، وتستعد للانتقال إلى حيث تُستدعى.

لأميركا والغرب مسؤولية دنيا في اختراع اسرائيل. ماذا فعلت مئات الملايين العرب؟ رضخت لحكامها الجبناء. باست اليد التي لا تستطيع كسرها. تعاملت مع الهزيمة كقدر.

الآتي أعظم.

ليل العرب مرير.

ارض الاعراب واسعة وتصلح للانقسام. بلاد الشام غدا كيف تكون؟ ليبيا كيف يعاد لصقها. اليمن من يرد لها وحدتها؟ لبنان، من يقنع طوائفه بالتنازل للدولة.

لا أحد.

الاسوأ على الابواب. وداعاً أيها العرب.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.