تقرير … القدس في أسبوع

الجمعة 29/9/2017 م …




الأردن العربي –

لا تتوقف اعتداءات الاحتلال على المقدسات الإسلامية في القدس، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، ويعمل الاحتلال على توظيف هذه الاعتداءات في إطار مشاريع التهويد التي يقوم بها ويشرف عليها في المدينة المحتلة، ومع إعلان “منظمات المعبد” عن تصاعد اقتحام الأقصى خلال “العام اليهودي” الذي انتهى منذ أيام، تعمل أذرعه الأخرى على هدم وتشريد منازل عشرات الأسر الفلسطينيّة، وبناء المشاريع الاستيطانية الضخمة. وأمام هذا المشهد القاتم تأتي عمليات الانتفاضة النوعية، كردٍ مباشر على الاحتلال وما يقوم به من استهداف للقدس والمقدسيين، حيث استطاع نمر الجمل قتل 3 من جنود الاحتلال، ليؤكد أن فعل الشهادة هو الأشد وقعًا والأمضى أثرًا.

التهويد الديني والثقافي والعمراني:

تتابع أذرع الاحتلال استهداف المدينة المحتلة عامة والمسجد الأقصى بشكل خاص بمشاريع التهويد، ففي 20/9 اقتحم 131 مستوطنًا الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلال، وفي 24/9 قامت مجموعة من غلاة المستوطنين بأداء طقوس تلمودية في ساحة الغزالي، أمام المسجد الأقصى من جهة باب الأسباط، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، وفي 26/9 اقتحم 153 مستوطنًا باحات الأقصى، وأدخلت شرطة الاحتلال مركبة شرطية صغيرة حملت معدّات لمخفر الشرطة المقام على صحن قبة الصخرة. وفي إطار ترويج “منظمات المعبد” لاقتحامات الأقصى، نشرت هذه المنظمات إحصائية عن أعداد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد خلال “العام اليهودي” المنصرم، حيث وصل تعدادهم إلى 22,552 مستوطنًا، بزيادة تقدر بـ 60% مقارنة بالعام اليهودي السابق، الذي سجل 14,094 مقتحمًا.

وفي سياق عودة الاقتحامات السياسيّة، ذكرت القناة العبرية الثانية أنّ حكومة الاحتلال قررت تحديد مواعيد ثابتة لاقتحامات أعضاء “الكنيست”، وبحسب القناة فإن قرار الحكومة جاء ردًا على التماس قُدّم للمحكمة “العليا” يطالب بالسماح لأعضاء “الكنيست” ووزراء حكومة الاحتلال باقتحام الأقصى.

التهويد الديمغرافي:

تستمر أذرع الاحتلال التهويدية في هدم واستهداف منازل الفلسطينيين، ففي 25/9 اقتحمت قواتٌ تابعة لجيش الاحتلال بلدة كفر عقب، وقامت بأخذ قياسات 4 أبنية تمهيدًا لهدمها، بهدف توسعة شارع رئيس في المنطقة. وفي اليوم ذاته، سلّمت طواقم بلدية الاحتلال 10 إخطارات هدم لمواطنين في بلدة العيسوية في القدس المحتلة. وفي 26/9 قامت حرافات الاحتلال بتجريف قطعة أرضٍ في العيسوية.

وفي سياق البناء الاستيطاني، ذكرت أسبوعية “يروشاليم” العبرية أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قال في حديث خاص مع رئيس فرع “الليكود” في القدس المحتلة المقاول إيلان غوردو، إنه يجب البناء بأقصى سرعة ممكنة في مستوطنة “جبعات هماتوس” المقاومة على أراضي “بيت صفافا”، وتعزيز البناء الاستيطاني في كل مكان بالقدس، وأكد نتنياهو بأنه يتدخل شخصيًا في هذا الموضوع ويبذل مجهودات مكثّفة من أجل البناء في جميع أرجاء المدينة، بما في ذلك في المنطقة التابعة لبلدية الاحتلال خلف “الخط الأخضر”.

تشجيع الاحتلال على البناء يأتي في سياق تنفيذه لعددٍ من مشاريع البنية التحتية في المناطق الاستيطانية، ففي 21/9 صادقت سلطات الاحتلال على مخطط لإقامة شبكة من الأنفاق حول مدينة القدس المحتلة، يتضمن “تسهيلات لبنية تحتية حيويّة ترتبط بمشاريع استيطانية مستقبلية”، وتسهل حركة انتقال المستوطنين من مستوطنات شرق القدس وشمالها في معاليه أدوميم، والنبي يعقوب وبسغات زئيف إلى مركز المدينة”. وستنعكس هذه الأنفاق في تطوير البناء الاستيطاني في المنطقة، بالإضافة إلى ربطها عددًا من المشاريع الاقتصادية.

انتفاضة القدس: لا تزال انتفاضة القدس عصيّة على جميع إجراءات الاحتلال القمعية والانتقامية، وفي عملية نوعية في 26/9 على مدخل مستوطنة “هار أدار” قرب بلدة “قطنة” شمال غرب مدينة القدس المحتلة، استطاع الشهيد نمر محمود أحمد جمل قتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة رابع بجراح خطرة، واستطاع الشهيد نمر استهداف جنود الاحتلال قبل تفتيشه من قبلهم، من مسافة قريبة وبدقة عالية.

وتأتي هذه العملية في سياق محاولة الاحتلال الالتفاف على النصر الذي حققه المقدسيون بعد هبة باب الأسباط، ومحاولته إعادة الاقتحامات السياسية للمسجد الأقصى، لتذكّر بأن الاعتداء على المقدسات في القدس المحتلة سيدفع الاحتلال ثمنًا باهظًا في مقابله.

التفاعل مع القدس:

عُقد في مدينة اسطنبول التركية مؤتمر “القدس الدولي”، تحت شعار “القدس.. الماضي، والحاضر، والمستقبل”، وانطلقت فعالياته في 23/9، بحضور رسمي وأكاديمي من عددٍ من البلاد العربية والإسلامية شملت كلًا من الـسعـودية ومصر والأردن والجزائر والمغرب ولبنان. ويهدف المؤتمر إلى التعريف بالقدس وترسيخ محبتها، وذلك عبر سرد التاريخ المقدسي والتعريف الثقافي والحضاري بها من قبل الباحثين المتخصصين. وقال الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى في كلمته بأن “القدس، والمسجد الأقصى المبارك لفظان متلازمان والتلازم بينهما عقيدة، وإيمان، وحضارة”، أما مساعد رئيس الشؤون الدينية التركية يغوث أنال، فأكّد في كلمته أن “هوية المدينة المقدسة مرسومة من خلال دور العبادة فيها، وهي في قلب الأمة، وشرف المسلمين، وتعدّ القلب النابض للمسلمين”.

* صدر عن مؤسسة القدس الدولية

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.