العراق | السيستاني يرفض «الاستفتاء»: خطوات التقسيم عواقبها خطيرة
السبت 3/9/2017 م …
الأردن العربي –
دخلت المرجعية الدينية العليا في العراق أمس على خط أزمة «استفتاء كردستان»، داعية إلى الحفاظ «على وحدة العراق أرضاً وشعباً»
في اليوم الرابع بعد استفتاء انفصال إقليم كردستان، أعلن وكيل المرجعية الدينية في كربلاء، السيد أحمد الصافي، أنه «ما إن تجاوز الشعب العراقي الصابر المحتسب محنة الإرهاب الداعشي، أو كاد يتجاوزها بفضل تضحيات الرجال الأبطال في القوات المسلحة والقوى المساندة لهم، حتى أصبح للأسف الشديد في مواجهة محنة جديدة تتمثل بمحاولة تقسيم البلد واقتطاع شماله».
وأعلن أنّ «المرجعية التي طالما أكدت على ضرورة المحافظة على وحدة العراق أرضاً وشعباً، وعملت ما في وسعها في سبيل نبذ الطائفية والعنصرية وتحقيق التساوي بين جميع العراقيين من مختلف المكونات، تدعو جميع الأطراف الى الالتزام بالدستور العراقي نصاً وروحاً والاحتكام إليه بما يجري بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم والرجوع إلى المحكمة الاتحادية والالتزام بقراراتها وأحكامها».
ودعا الصافي المسؤولين في إقليم كردستان إلى «الرجوع إلى المسار الدستوري لحلّ القضايا الخلافية»، محذراً من أنّ «القيام بخطوات التقسيم والانفصال، ومحاولة جعل ذلك أمراً واقعاً، سيؤديان إلى عواقب غير محمودة تمس المواطنين الكرد، وربما يؤدي إلى ما هو أخطر من ذلك». ورأى أنّ «ذلك سيفسح المجال لتدخل العديد من الأطراف الإقليمية والدولية في الشأن العراقي لتنفيذ أجندتها ومصالحها على حساب وطننا»، مشدداً في الوقت نفسه «على أهمية محافظة الحكومة والقوى السياسية على الحقوق الدستورية للكرد وعدم المساس بشيء منها».
وتابع قائلاً إنّ «التطورات السياسية الأخيرة لا يجوز أن تؤثر سلباً على العلاقة المتينة بين أبناء الوطن من العرب والتركمان والكرد وغيرهم، ويجب تجنّب كل ما يمكن أن يسيء إلى اللحمة الوطنية».
أنقرة: الاستفتاء لم يحظَ بدعم أيّ دولة في العالم، سوى إسرائيل
من جهة أخرى، دخل أمس منع الرحلات الدولية الذي فرضته سلطات بغداد «من مطارَي إقليم كردستان وإليهما» في السادسة مساءً حيّز التنفيذ لأجل غير مسمى، وفق ما أكد مصدر رسمي لوكالة «فرانس برس». واتخذت حكومة بغداد هذا التدبير بهدف إرغام سلطات الإقليم على الانصياع لطلبها إلغاء الاستفتاء على الاستقلال الذي جرى يوم الاثنين الماضي.
وفي السياق، اكتظ مطارا أربيل والسليمانية بالمسافرين الأجانب أمس، قبل ساعات على سريان قرار تعليق الرحلات الدولية. وسعت وزارة النقل والمواصلات في حكومة الإقليم إلى «تفادي الحصار على الاقليم»، فطلبت من السلطة المركزية في بغداد، في رسالة، «عقد اجتماع طارئ بين ممثلي سلطات الطيران المدني الاتحادية وممثلي المطارين في الوقت والمكان الذي ترونه مناسباً لغرض إيجاد تفاهم مشترك». إلا أنّ مسؤولاً عراقياً كبيراً صرّح لـ«فرانس برس» بأنّه «لا مفاوضات، رسمية أو سرية، مع المسؤولين الأكراد. ولن تجري أي مفاوضات قبل أن يعلنوا إلغاء نتائج الاستفتاء ويسلموا السلطة في نقاطهم الحدودية ومطاراتهم والمناطق المتنازع عليها إلى سلطات بغداد».
على المستوى الإقليمي، أعلن نائب رئيس الوزراء التركي، بكر بوزداغ، إبلاغ أنقرة «ممثل إدارة إقليم شمال العراق لديها بعدم العودة إلى تركيا»، مضيفاً أنّ بلاده «ناقشت كافة الخيارات السياسية والاقتصادية والعسكرية ضد الإقليم، وقررت متى ستنفذها وفقاً للأولويات وعندما يحين وقتها». وكرر في الوقت نفسه أنّ «التطورات الأخيرة في شمال العراق تستهدف بشكل مباشر الأمن القومي التركي اليوم وفي المستقبل، إلى جانب استهدافه للأمن القومي العراقي والإيراني بنفس المستوى»، مشيراً إلى أنّ الاستفتاء «لم يحظَ بدعم أي دولة في العالم، سوى إسرائيل».
أما في طهران، فقد رأى «خطيب صلاة الجمعة» محمد إمامي كاشاني أنّ «الذين وضعوا هذا المخطط مرتبطون بأميركا والكيان الصهيوني»، مضيفاً أنّ «على إخوتنا الكرد أن يتحمّلوا مسؤولية جريمة تقسيم العراق أمام التاريخ وأمام أبنائهم، لأنهم سيقولون إن آباءنا وأمهاتنا ارتكبوا جريمة بحق العراق».
على صعيد آخر، بدأت القوات العراقية هجوماً واسعاً لخرق خطوط دفاع تنظيم «داعش» في قضاء الحويجة، وهو آخر معقل له في شمال العراق. وكان «داعش» قد استولى على الحويجة التي تقع على بعد 230 كلم عن بغداد، في حزيران 2014، تزامناً مع سيطرته على الموصل. وتقع الحويجة البالغ عدد سكانها 70 ألف نسمة في محافظة كركوك الغنية بالنفط والتي تتنازع السيطرة عليها منذ سنوات حكومتا بغداد وإقليم كردستان. وأعلن القائد العام للقوات المشتركة العراقية الفريق أمير يارالله، في بيان، أنّ «قوات الجيش وقوات الشرطة الاتحادية والرد السريع وقوات جهاز مكافحة الإرهاب وقوات الحشد الشعبي والحشد العشائري شرعت بعملية واسعة لتحرير مناطق مركز قضاء الحويجة وناحية الرشاد وناحية الرياض وناحية العباسي». وأضاف أنّ قوات التدخل السريع بدأت عملياتها «ليل الخميس الجمعة بعبور النهر الواقع شمال الحويجة، ثم بإقامة جسور لتأمين الوحدات المتوجهة الى العباسي» على بعد نحو عشرة كيلومترات غرب المدينة.
ووفق بيان لـ«الحشد الشعبي»، فإنّ «داعش» أضرم النيران في بئري نفط جنوب الحويجة لوقف تقدم القوات الحكومية.
التعليقات مغلقة.