مقال استراتيجي للنائب الأردني الدغمي ، وزير العدل ورئيس مجلس النواب الأسبق
الاردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الثلاثاء ) 17/3/2015 م …
** يتوجب إجراء تحالفات ولو مرحلية للخلاص من العصابات الظلامية والإرهابية التكفيرية،
** تمتين العلاقة بين الدول العربية الأردن – سورية – العراق – لبنان ، ولا مانع من التحالف مع إيران ..
** المشروع الصهيوني – الأمريكي المتناغم مع المشروع الأردوغاني التركي يواجه تراجعا، أمام الصمود السوري الأسطوري في وجه المؤامرات التي صنعت لها أمريكا وإسرائيل وبعض العربان الأغنياء دواعش ونصرة…
شدد النائب الأردني المحامي عبد الكريم الدغمي ، وزير العدل ورئيس مجلس النواب الأسبق على أن المشروع الصهيوني – الأمريكي المتناغم مع المشروع الأردوغاني التركي في سورية، وبالرغم من كل ما حصل من دمار وخراب وإنهاك للجيش السوري ، يواجه هذا المشروع تراجعا، أمام الصمود السوري الأسطوري في وجه هذه المؤامرات، وقد صنعت له أمريكا وإسرائيل وبعض العربان الأغنياء دواعش ونصرة… ليست لها حدود.
معتبراً ضرورة إجراء تحالفات ولو مرحلية للخلاص من العصابات الظلامية والإرهابية التكفيرية، وضرورة تمتين العلاقة بين الدول العربية الأردن – سورية – العراق – لبنان ، ولا مانع من التحالف مع إيران في هذه المرحلة لمصلحة هذه الدول ، ولتمكينها من سحق العصابات بسرعة، والقضاء على المشروع الصهيوني، والعودة الى الهُوية العربية الجامعة، ونبذ الهُويات الفرعية الجهوية منها والطائفية والاثنية.
وقال الدغمي ، بعد 4 سنوات من الحرب الكونية المفروضة على جارتنا الشقيقة، ( يقصد سورية ) التي دَمّر بنيتها التحتية وهَجّر شعبها ؛ العدوان المدروس المحبوك من الصهاينة والأمريكان، وأصدقائهم في المنطقة ، أردوغان، ولنتذكر بمناسبة أردوغان المثل العامي (عدو جدك ما بودك)، يضاف إليهم عربان، تدفع ثمن الأسلحة والذخائر والمتفجرات التي يضُرب بها الشعب العربي في سورية وغير سورية، للأسف، ومنه يتموّل الداعشيون والنصرويون ( نسبة إلى النصرة ) وغيرهم.!
مشدداً على ان الحرب على سورية جزء من مشروع الوطن البديل ومقدمة مهّمة لتحقيقه، مذكراً من أن تركيا حليف قوي لأمريكا، وهي جزء مهم من حلف الناتو، ولا تريد أن تسيطر (إسرائيل) على المنطقة لوحدها، بل تريد أن تكون شريكا أساسيا في المشروع ونتائجه الإقتصادية، ولها أيضا حسابات سياسية تتعلق بأمنها وحدودها مع العراق وسورية.. وهي (المايسترو ـ أي الراعي الرسمي للإرهاب، وتجميع الإرهابيين من مختلف دول العالم مقدمة لإدخالهم إلى سورية عبر الحدود غير الشرعية.
مذكراً بأن إيران،أنزلت في اليوم الأول لأنتصار ثورتها ، العلم الصهيوني عن سفارة (إسرائيل) ورفعت بدلا عنه العلم الفلسطيني، وهي لأسباب أيديولوجية وسياسية وإقتصادية تهدف إلى بناء علاقات طيبة مع دول الجوار العربية، بإعتبار هذه البلدان دولا إسلامية ترتبط بها بعلاقات تاريخية، ولا تريد لإسرائيل أن تتمدد لتصل إلى حدودها سواء بالبعد الجغرافي أو البعد السياسي، وأعني بالبعد السياسي أن لا تكون هناك دويلة أو دويلات عميلة لإسرائيل على حدودها، لتناقض الأيديولوجيا والمصالح أيضا، ولكن ما يعوق المشروع الإيراني، هو الوجود الأمريكي الضخم في الخليج العربي ووجود قواعد عسكرية أمريكية ربما تكون من أكبر قواعد أمريكا في العالم، الذي يمنع هذه الدول من تمتين علاقاتها بإيران، وربما يكون لإيران أطماع في وجود نفوذ لها في المنطقة كما يدعي منظرو المشروع الصهيو- أمريكي ولكن بحث ذلك الآن هو من قبيل الغباء السياسي، فبدل أن نعظّم العلاقة مع دولة جارة وصديقة يسعى هؤلاء المنظرون إلى مهاجمة إيران، للتغطية على المشروع الصهيوني، الذي يهدف ومن دون شك إلى ابتلاع الأرض وتهجير وتشريد سكانها والاستيلاء على المنطقة، فعدو عدوي هو صديقي وحليفي أيضا.
وأشار الدغمي في موقفه المعلن القوي هذا إلى 3 مشروعات في المنطقة أولها المشروع الصهيوني، وهو المشروع المدعوم من أمريكا وحلفائها، الذي يهدف إلى تقسيم الدول المحيطة بفلسطين (إسرائيل) إلى دويلات طائفية ومذهبية وأثنية متناحرة وضعيفة.
والمشروع الثاني المشروع التركي – الأردوغاني، وهو مشروع لم يكن موجودا قبل مجيء (حزب العدالة والتنمية) إلى الحكم في تركيا، ويهدف هذا المشروع الذي يتناغم إلى حد كبير مع المشروع الصهيوني – الأمريكي، إلى أخذ حصة، أو أن يكون شريكا في مشروع الصهاينة،
والمشروع الثالث ، هو مشروع إيران المناقض للمشروعين السابقين، لأسباب كثيرة ، اولها أيديولوجي ( ورد ذكرها آنفاً ) .
وعن الأسباب ، قال أنها السيطرة على نفط العراق لأعوام طوال مقبلة، وثانيها تدمير جيش سورية القوي وإنهاكه بحرب داخلية طويلة الأمد كما رأينا، وتدمير البنية التحتية لسورية والإقتصاد السوري، الذي كان يعتمد كليا على الإنتاج الذاتي، ولم يكن على سورية أي ديون خارجية للبنك الدولي أو غيره، والأهم أيضا هو تقسيم سورية إلى ولايات أو دويلات أو كانتونات طائفية واثنية متناحرة ومتقاتلة وذات اقتصاد ضعيف تابع، وتعتمد على مساعدات الدول الكبرى، الأمر الذي من شأنه تقوية المشروع الأمريكي – الصهيوني ، والذي في حال تحققه سيقطع الإمدادات عن حزب الله اللبناني، الذي ربما يكون الشوكة الكبيرة بل والأكبر في حلق (إسرائيل)، الذي إضطرها بعملياته البطولية والاستشهادية إلى الانسحاب من الجنوب اللبناني المحتل عام 2000 ، بعد أن أذاق الصهاينة الأمرّين من خلال تلك العمليات.
مشيراً إلى أنه في النظام القومي في سورية، وتقسيمها، أو ترك سورية على الأقل للفوضى لا سمح الله كما يحصل في ليبيا وغيرها، يعطي للصهاينة وحلفائهم في لبنان قوة أكبر في محاولة حصار حزب الله ومقاومتة وإضعافه، نتيجة وقف الدعم السوري – الإيراني له من خلال سورية وحدودها مع لبنان.!
https://www.arabjo.net/index.php/2014-12-21-16-19-16/2014-12-21-16-23-03/item/1869-2015-03-17-10-17-07
التعليقات مغلقة.