مقتطفات من خطاب السيد حسن نصر الله في ذكرى عاشوراء
الأحد 1/10/2017 م …
الأردن العربي –
أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن المنطقة في نهاية مرحلة تحتاج بعض الوقت، وأوضح أن داعش في نهايته العسكرية في سورية، وقال إن ما جرى في اليومين الماضيين أمر طبيعي، لان هذا التنظيم حوصر، ومن الطبيعي أن ما لدى داعش من انتحاريين وانغماسيين سيحاولون القيام بهجمات متفرقة عاجزة عن استعادة الأرض والميدان.
الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله خلال كلمة له في احياء ليلة العاشر من محرم في الضاحية الجنوبية لبيروت، شدد على أن محاولة داعش استنزاف الجيش السوري لتأخير حسم المعركة في سورية، لن يجدي نفعا لأن القرار اتخذ في ذلك والامر يحتاج الى بعض الوقت. وأوضح أن في هذه المعركة في هذه المساحة الشاسعة، يبقى تهديد داعش الأمني في العراق وسورية.
ولفت السيد نصر الله إلى انه يتم التخضير لشيء خطير في المنطقة، ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي قلق لأن داعش يهزم والجماعات التكفيرية تهزم، وإلى أن الفضل لكل من قاتلوا في العراق وسوريا ولبنان في مواجهة داعش من كل الجنسيات، لأنه لو انتصر داعش لكانت كل هذه الحكومات ومن طبخوا السم لأكلوه، وقال السيد نصر الله أنه يتم وضع المنطقة امام مرحلة خطيرة جدا وهي مرحلة تقسيم والعودة الى الشرق الأوسط الجديد الذي تم اسقاطة في حرب تموز 2006.
وأوضح السيد نصر الله أن مشروع الشرق الأوسط الجديد كان تقسيم المنطقة على أسس عرقية وطائفة ومذهبية وتدخل في صراعات فيما بينها وتكون “اسرائيل” هي الأقوى وتصبح ملاذا كل الطوائف. وأوضح السيد نصر الله أنه بعد فشل مرحلة داعش التي كانت مشروعا في خدمة أميركا واسرائيل اليوم يدخلون في مشروع جديد وهو اعادة تقسيم المنطقة والبداية من كردستان العراق.
ودعا السيد نصر الله الأكراد إلى عدم الانخداع بـ “حق تقرير المصير”، وأوضح أن وهذه المسألة هي في سياق مختلف هو تجزئة المنطقة على أسس عرقية ومذهبية. وشدد السيد نصر الله على وجوب وقوف كل الشعوب العربية تقسيم المنطقة لان التقسيم سيلحق الجميع وارضية التقسيم في كل المناطق.
ودعا السيد نصر الله الجميع إلى التعاطي بمسؤولة مع هذه المسألة، وأوضح أن المشكلة مع سياسيين أكراد وليس الكرد، وقال إن الأكراد “هم جزء من أمتنا وشعوبنا ولا يجب الوصول الى مسالة عداوة مع الأكراد”.
وأشار السيد نصر الله إلى مسألة مهمة وهي ان بعض الدول العربية تدفع لانجاز تسوية بين الفلسطينيين والحكومة الاسرائيلية، ويقال”انه اذا اردتم جمع الطاقات لمواجة ايران وان نصل الى نتائج يجب مساعدتنا لحل الموضوع الفلسطيني وهذا يأخذ الذريعة من ايران ومحور المقاومة”.
وفي الشأن اللبناني، شدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على أن لبنان من أكثر البلاد أمناً في العالم وحتى أكثر أمناً من الولايات المتحدة الأميركية، بعد انجاز تحرير الجرود، ونوه السيد نصر الله بإنجاز تحرير كامل السلسلة الشرقية، وثمن تضحيات الجيش والمقاومة، مؤكداً أن هذا الإنجاز انهى الوجود العسكري للإرهابيين في لبنان، مشيراً إلى أن التهديد الأمني قائماً، لكن ليس بمستوى ما كان في السابق. وأشار السيد نصر الله إلى أن الجرود مليئة بالألغام والمتفجرات وأحزمة في المغاور والوديان التي تركها الإرهابيون ورائهم.
ونفى السيد نصر الله تخفيف الإجراءات في محيط الضاحية الجنوبية، وأكد أن الإجراءات الأمنية يجب أن تستمر حتى اشعار آخر. وأشار السيد إلى وجود بعض الأشخاص في مخيم عين الحلوة ممن يشكلون خطراً أمنياً، ولفت إلى وجود تواصل مع القوى الفلسطينية، وقال إن الحزب “مع المقاربة الشاملة في كل المخيمات ليس على الصعيد الأمني فقط، ونطالب بإحياء وقة التعاون اللبناني الفلسطيني مع المخيمات وهذا يساعد الفلسطينيين في الموصوع الامني”.
ودعا السيد نصر الله القوى السياسية في لبنان إلى الوعي، خصوصاً وأن السعودية تدفع بلبنان نحو مواجهات داخلية، وشدد على أن حزب الله ليس في موقع ضعف ولا قلق ولا خوف، والجميع رعف أن حزب الله هو في أقوى وضع منذ تأسيسه. وشدد السيد نصر الله على أن مصلحة لبنان الحقيقية هي تجنب الدخول في أي مواجهة داخلية تحت اي عنوان من العناوين، خصوصاً وأن هناك انهيار محاور في المنطقة والاميركيين يبدو انهم يحضرون لعداوات جديدة وصراعات جديدة في المنطقة.
ودعا السيد نصر الله إلى الحفاظ على الإستقرار العام الموجود في البلد والحالة القائمة من الهدوء والتواصل والحوار والتلاقي بين مختلف القوى، ولفت إلى أن “ادارة شؤون البلد لا يمكن معالجتها بذهنية التحدي والمكاسرة بل بالحوار”.
سياسياً، شدد الامين العام لحزب الله على أن الحزب يرفض تأجيل الانتخابات النيابية في لبنان ولو تقنيا ولو ليوم واحد. وضم السيد نصر الله صوته إلى صوت الرئيس نبيه بري بالقول أنه قطعا لا يوجد تمديد ولا تأجيل للانتخابات وستجري. وأكد أن الانتخابات المقبلة يجب ان تجري على أساس القانون الذي اقر في مجلس النواب دون اي تعديل على القانون، وقال إن أي نقاش جديد سينسف القانون وسيعيدنا الى نقطة الصفر، وأضاف أن “الآليات الإجرائية فإن الأصل يجب ان يكون كيف نسهل اجراء الانتخابات بمواعيدها على أساس القانون الذي أقر”.
وفند السيد نصر الله ادعاءات البعض ان هذا القانون على قياس حزب الله، موضحاً أن الحزب كان يطالب بالنسبية على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة، وأعلن أن هناك الكثير من التفاصيل التي اقرت لا تتناسب معنا، مشيراً إلى أن “هذا قانون تسوية قام على اساس تسوية وطنية ممكنة وهذا ما يجب أن يراعى”.
وفي قضية مكافحة الفساد، قال السيد نصر الله إن “محاربة الفساد تبدأ من سد أبواب الفساد ومعالجة أسباب الفساد والمعالجة المالية الجادة والمواظبة الحكومية من خلال الجليات المتكررة هي عامل مبشر للبنانيين أن دولتهم حريصة على عدم الوصول الى انهار مالي واقتصادي ويجب ان يكون للناس مستوى معقول من الاطمئنان”. ولفت في موضوع السلسلة إلى أنه لا داعي للقلق، وإلى أن المعالجات التي اتفق عليها ضمن المتاح، يفسح المجال لمعالجة الموازنة وقطع الحساب. وجدد السيد نصر الله التأكيد على أن الحزب مع استمرار الحكومة في العمل الى آخر يوم من حقها الدستوري، وقال إن الحزب مع الاستمرار في هذه الحكومة والتعاون الإيجابي.
وفي ملف النازحين السوريين في لبنان، تحدث الأمين العام لحزب الله عن هذه المشكلة، وكشف عن وجود مسؤولين في لبنان لا يريدون عودة النازحين إلى بلادهم لأسباب تخصهم، وأعلن أن حزب الله مع العودة الطوعية للنازحين.
ووجه السيد نصر الله كلمة إلى النازحين، دعاهم فيها إلى العودة لبلادهم وممارسة حياتهم الطبعية هناك، وقال لهم “انظروا حولكم الفلسطينيون يتمسكون بحق العودة، ومصلحتكم ان تشاركوا في اعمار بلدكم”، وأكد على حق النازحين العودة الى بلدهم، وتقديم كل الضمانات المطلوبة على ضوء التجارب في سوريا، وأكد أنهذا الملف لا يجب ان يبقى ملفا للمزايدة الانتخابي، “لاننا اذهبون للانتخابات البعض يريد ان يخترع معارك لا افق ولا معنى لها على حساب معاناة النازحين واللبنانيين والسوريين في وقت واحد”.
وبشأن الخروقات الإسرائيلية المستمرة للبنان، دعا الأمين العام لحزب الله إلى التعاطي مع هذا الأمر بجدية، وإلى تفعيله، حتى لا تصبح الخروقات أمر طبيعي. وشدد السيد نصر الله على وجوب تسليط الضوء على الخروقات الاسرائيلية وما يتم كشفه من كاميرات مفخخة واجهزة تنصت التي يمكن ان تنفجر بأي مزارع، وقال إن الإسرائيليين “يزرعوا عبوات ناسفة تقتل داخل الأراضي اللبنانية وهذا لا يجوز التساهل فيه، تصوروا ان المقاومة تفعل ذلك داخل الأراضي الفلسطينية ويكتشف الجيش الاسرائيلي هذا الأمر ماذا سيكون الرد الدولي على ذلك، هذا الأمر لا يجوز السكوت عليه”، وأعلن أنه إن لم يتم معالجة الخروقات بالطرق السياسية، فإن حزب الله سيعالجة على طريقته، ولن يترك البلاد عرضة للعبوات الناسفة والأجهزة التي يمكن ان تقتل أهلنا.
التعليقات مغلقة.