انفصال كردسان العراق .. ابحث عن الصهاينة والامريكان / فؤد دبور
فؤد دبور* ( الأردن ) الثلاثاء 3/10/2017 م …
* أمين عام حزب البعث العربي التقدمي …
يمر العراق بحالة معقدة واخطار عديدة تهدد وحدته ارضا وشعبا وذلك عبر مشروع تقسيمي قديم يتم تجديده في العديد من المراحل حتى وصل الان الى التنفيذ عبر استفتاء الخامس والعشرين من ايلول الماضي، وطبعا تقف وراء هذا المشروع الحركة الصهيونية وكذلك الولايات المتحدة الامريكية، وبالتأكيد فإن هذا المشروع يطال دول الجوار العراقي سورية، جمهورية ايران الاسلامية وكذلك تركيا، عضو حلف الناتو، والدولة التي طالما اقامت علاقات دبلوماسية وسياسية وعسكرية وتجارية مع العدو الصهيوني وبالطبع مع الولايات المتحدة الامريكية وكذلك الادوات الممثلة بالعصابات الارهابية التي استهدفت سورية بشكل رئيسي.
ونستطيع اثبات ما ذهبنا اليه حول المخطط التقسيمي بالحقائق والوثائق نعرض الى بعضها:
1- قام الرئيس الجزائري المرحوم هواري بومدين بزيارة الى الولايات المتحدة الامريكية بصفته رئيس القمة العربية في شهر تشرين الثاني عام 1974م وكشف للرئيس الامريكي في ذلك الوقت بأن الولايات المتحدة تعمل على تقسيم العراق وخلق كيان اخر هناك مثيل للكيان الصهيوني في فلسطين، وهذا يمثل عدوانا على العرب والعديد من الدول المجاورة كون المشكلة الكردية قائمة في ايران وتركيا، قبل العراق.
2- صدر عن الصهاينة وثيقة عام 1982 تتضمن مخططات لتقسيم اقطار الوطن العربي، مصر، سورية، العراق، لبنان، السودان، السعودية ودول الخليج العربي، المغرب العربي والاردن وفلسطين بطرد شعبها الى الخارج ولما كان الامر يتعلق بالعراق بعد فشل مخطط التقسيم الذي يستهدف سورية فقد كان النص “العراق لا يختلف عن سورية كثيرا لكن اغلب السكان من الشيعة نسبة 65% والسنة 20% وبقية السكان هم من الاكراد في الشمال، وان الحروب في هذا البلد تجعل الفرصة متاحة بتجزئته واضعافه وتقسيمه الى ثلاث دويلات، في الجنوب (البصرة) في الوسط (بغداد) وفي الشمال دولة كردستان (الموصل).
3- بعد احتلال العراق اثر العدوان الامريكي الاستعماري الغربي عام 2003م، طرح نائب الرئيس الامريكي جورج بوش الابن “جوبايدين” مخططا يقضي بتقسيم العراق الى ثلاث دول شمال، وسط، جنوب وفي هذه المرحلة، عمل السفير “برايمر” على وضع مخطط تنفيذي لهذا الطرح التقسيمي للعراق.
واثناء هذا الغزو، قدم “الموساد” الصهيوني لجيش الغزاة الدعم الاستخباري والمعلومات التي ساعدتهم في هذا الغزو من قاعدتهم الكبرى المتواجدة في مدينة “اربيل” الكردية في الشمال، وتوسع نشاط الموساد في ظل الاحتلال الامريكي في شمال العراق وقام الصهاينة بتدريب الاكراد وتقديم السلاح لهم طبعا بالتعاون مع مسعود البرزاني ومحمود عثمان والعديد من قيادات الاكراد الاخرين، مثلما قام الموساد الصهيوني باغتيال العديد من العلماء العراقيين والايرانيين باستخدام قاعدتهم الاستخبارية في شمال العراق مثلما قدمت هذه القاعدة المعلومات والدعم اللوجستي للعصابات الارهابية التي تعمل تحت امرتها والشركاء الامريكان في سورية والعراق ممثلة بشكل اساسي بعصابة داعش الارهابية، مثلما قدم الاكراد في شمال العراق المشروع الخطير جدا الذي اقدم عليه الصهاينة بالتعاون مع العملاء وعلى رأسهم البرزاني المتمثل بشراء مساحات واسعة من ارض الوطن العراقي في الشمال. وهذا يصب بتطبيق شعار الصهاينة من “الفرات الى النيل” على حد زعمهم.
وتأتي خطوة الاستفتاء وانفصال كردستان بدولة مستقلة للكرد بدعم امريكي – صهيوني وفي هذا الوقت بالذات بعد فشل ادواتهم العصابات الارهابية من تحقيق مخططات تقسيم سورية حيث احبط جيش سورية العربية وقيادتها ومعهم الحلفاء والاصدقاء هذه المخططات من اجل تحقيق مخططهم القائم على ايجاد مشكلات وصراعات جديدة للعرب من شأنها ان تلحق المزيد من الاستنزاف بقدراتهم العسكرية والاقتصادية وتصرف انظارهم عن اصل الصراع القائم مع الحركة الصهيونية الغاصبة لأرض فلسطين العربية واراض عربية اخرى في سورية ولبنان، وما يجري في شمال العراق في هذا الوقت انما يأتي في خدمة لهذا الهدف خاصة وان هناك تخرصات بتصفية القضية الفلسطينية لصالح الغاصبين الصهاينة، كما تأتي هذه الخطوة ايضا في اطار الصراع بين المشروعين، مشروع المقاومة ممثلة في سورية وايران والعراق ولبنان وبدعم روسيا الاتحادية والمشروع الصهيوني الامريكي الاستعماري الارهابي وادواتهم الذي يستهدف اقطار الامة في وحدتها ارضا وشعبا وجعلها ضعيفة غير قادرة على مواجهة المشاريع والمخططات الهادفة الى السيطرة على ثرواتها وسيادتها وقرارها المستقل.
بمعنى ان تقسيم العراق وخلق كيان كردي مستقل بدعم صهيوني امريكي انما يأتي ضمن استراتيجية اساسها اعادة تشكيل المنطقة بما يضمن امن الكيان الصهيوني من جهة ، والتحكم بالثروات النفطية والغازية من جهة اخرى.
وعلينا جميعا ادراك ان ما يجري في العديد من اقطار الوطن العربي من عدوان يستهدفها في مقدراتها العسكرية والاقتصادية والمالية والاجتماعية يحتم على العرب الشرفاء المخلصين لوطنهم وامتهم السعي الجاد لمواجهة هذا العدوان عبر تضافر جهودهم ورفع مستوى نضالهم وحشد طاقاتهم والتمسك بوحدة الارض والشعب في كل قطر من اقطارهم، والتصدي بحزم لمحاولات الاعداء خلق النزاعات المذهبية والطائفية والعرقية في اقطار الوطن العربي. وهذا ما يحقق الانتصار والنصر ولن تقوم لـ “دولة الاكراد قائمة في حال المواجهة الحقيقية لابعاد خلق هذا الكيان صهيونيا وامريكيا، الاكراد” مثلهم مثل جميع المواطنين في العراق في سورية، فهم في رئاسة الجمهورية في العراق وفي الوزارة والبرلمان، ولهم حكمهم الذاتي الخاص، وكذلك هم في سورية مواطنين سوريين لهم حقوقهم كمواطنين ووصلوا الى مراتب عليا في الدولة السورية في كل مراحل التاريخ وبخاصة في العقود الماضية والايام الحالية، ومسألة الشمال السوري المدعومة من الولايات المتحدة الامريكية نهايتها عودة الاكراد الى حضن الوطن.
التعليقات مغلقة.