التنسيق الروسي الصيني كفيل بوضع حد للغطرسة الامريكية / كاظم نوري الربيعي

كاظم  نوري الربيعي ( العراق ) الثلاثاء 3/10/2017 م …




بالرغم من مواقف روسيا والصين في مجلس الامن ضد كورية الديمقراطية  والتي تتماشى مع النهج الامريكي لكن الولايات  المتحدة تسعى للمزيد وتحاول بين الفينة   والاخرى تحميل الصين مسؤولية العناد الكوري  وكان كوريا الديمقراطية ” مولودا” صغيرا ” تربى في احضان   امه الصين وليس دولة  عضو في الامم المتحدة  تمكنت رغم الحصار والحظر الامريكي والغربي ان  تحقق نجاحات عسكرية  بما في ذلك الحصول على التقنية النووية .

ان قرار الامن الدولي الاخير  و بدعم روسي وصيني  شدد على العقوبات ضد كورية الديمقراطية جراء تجاربها النووية والهيدروجينية  اشتمل هذه المرة على حظر توريد او تقنين حتى النفط الخام المصدر الى بيونغ يانغ علما ان  كميات من هذا النفط  وفق  بعض  المصادر تستوردها كورية الديمقراطية من روسيا وايران.

كان من  المفروض ان لاتتحمس موسكو وبكين لهذا القرار المرقم 2375  الصادر عن مجلس الامن الدولي   او ان  تجامل واشنطن  في اروقة الامم المتحدة التي تستغلها واشنطن استغلالا بشعا ضد الدول والشعوب الاخرى  بالرغم من التعديلات التي اجريت  على القرار كما  قيل  خاصة وان مشروع القرار قدمته الولايات  المتحدة التي تتوعد كورية الديمقراطية حتى بضربة نووية  وازالتها من خارطة العالم وتواصل استفزازاتها العسكرية ضد بيونغ يانغ محاولة ان  تجرها الى مواجهة عسكرية لتحقق هدفها العدواني في شبه القارة الكورية  بتنسيق مع جارتها كورية الجنوبية  وحتى  اليابان  حيث اضحت شبه القارة الكورية ترسانة من الاسلحة قد تتفجر فيها حرب  مدمرة  في اية لحظة جراء الاستفزازات الامريكية .

ورغم اقرار ” الكرملن” على لسان  ديمتري بيسكوف  الناطق الصحفي باسم الرئيس بوتين بان الموقف الروسي اخذ بنظر الاعتبار مصالح روسيا القومية  لكن هذا الموقف لن يغير من نهج واشنطن العدواني الذي يستهدف فرض الحصار ليس على كورية الديمقراطية بل ايضا محاصرة الصين وروسيا عسكريا .

وعلى موسكو  كما بكين  ان تلتفت الى مخاطر التهديدات  الامريكية الجدية التي تضر بروسيا والصين في حال تعرضت كورية الديمقراطية للعدوان حيث تتواصل اعمال التجسس على روسيا والصين سواء من قبل طائرات تجسس امريكية  او  تابعة لدول حلف شمال الاطلسي العدواني ” ناتو” .

و بدلا   من ذلك تحاول موسكو ان  نؤكد   للعالم مرة اخرى من ان مثل هذه الخطوة في مجلس الامن  ربما قد تجعل الولايات المتحدة تعيد النظر في  علاقاتها الدولية التي تردت اخيرا  خاصة مع روسيا  وستعمل على  تحسن العلاقة مع الولايات المتحدة  الامريكية التي تسلك نهجا لايخدم العلاقات. مع موسكو لكن واشنطن  اخذت تتمادى ولن تاخذ بعين الاعتبار المواقف الروسية في اروقة الامم المتحدة.

لا نعتقد ان واشنطن سوف تغير  نهجها الحالي  الذي درجت  عليه منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 محاولة الاستئثار بالقرار الدولي وتحويل العالم الى قطب  احادي الجانب مهما حاولت موسكو   اظهار حسن نواياها وهناك تجارب عديدة على ذلك خاصة في مجال مكافحة الارهاب .

القيادة الروسية ليست  ساذجة وتعلم علم اليقين ان ” واشنطن ” لن تغير من سياستها  العدوانية في العالم وان العلاقات الامريكية الروسية مرشحة الى مزيد من التدهور جراء  النهج  الامريكي والغطرسة السياسية والعسكرية ووصل الحال الى هيمنة واشنطن على مقار عدد من البعثات الروسية الدبلوماسية في سابقة خطيرة تعيدنا بالذاكرة الى سياسة النازية .

لذا بادر  بيسكوف ، بعد يوم من صدور قرار دولي جديد لتشديد العقوبات الدولية على بيونغ يانغ، قائلا : أن الموقف الذي اتخذه الجانب الروسي في مجلس الامن كان مبنيا على مصلحة الاتحاد الروسي، بصفتها دولة من دول المنطقة، التي تشهد الأحداث المرتبطة بأزمة كوريا  الديمقراطية .

لقد عودتنا  الولايات المتحدة على هذا النهج العدواني  مهما قدمت  كورية الديمقراطية من تنازلات  فان واشنطن تصر على تنفيذ ما يدور في مخيلة سادة البيت الابيض وهو ما تدركه بيونغ يانغ من خلال تجارب تاريخية كثيرة.

صحيح ان قدرات كورية الديمقراطية العسكرية  لاتقارن بقدرات الادارة الامريكية  لكن الاخيرة تشعر جيدا ان ضررا فادحا سيلحق بها وبحلفائها ان هي اقدمت على ” مغامرة نووية” في شبه القارة الكورية وان اضرار  ا ستلحق بروسيا والصين المجاورتين لكن واشنطن تعتقد انها قد تضع موسكو وبكين امام الامر الواقع غير مكترثة بنتائج مغامراتها لاسيما وان هناك تجربة يشهد عليها العالم عندما استخدمت واشنطن  السلاح النووي ضد اليابان حليفتها اليوم وعدوة الامس ابان الحرب العالمية الثانية..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.