الى اين وجهة الارهاب بعد هزيمته الوشيكة في سورية والعراق؟ / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الجمعة 6/10/2017 م …
مما لاشك فيه ان روسيا التي دخلت بقوة لمحاربة الارهاب في المنطقة العربية ادركت جيدا ان هذا الكم الهائل من الجماعات الارهابية الذين تدفقوا على المنطقة العربية بتسهيلات تركية ودعم امريكي وخليجي ان اراضيها ستكون مرشحة لحرب تدميرية شبيهة بالحرب التي واجهتها سورية والعراق واستمرت لسنوات انطلاقا من افغانستان او من الجمهوريات الاسلامية المحاذية لها لاسيما تلك التي انسلخت عن الاتحاد السوفيتي بعد انهياره عام 1991 لان الولايات المتحدة الامريكية التي يحاول البعض ان يمنحها حسن السلوك معتمدا على ما يسمى” تحالف دولي ” الذي شكلته ضد الارهاب وجدت في هذه الجماعات الارهابية خير وسيلة لتدمير روسيا لاسيما وان لدى الادارات الامريكية المتعاقبة تجارب سابقة في افغانستان بدعم من ذات الانظمة الخليجية الفاسدة التي اوصلت المنطقة الى ماهي عليه الان من دمار وموت وتخريب تحت ” مسمى الاسلام” حيث تم طرد السوفيت منها على ايدي الذين كان يطلق عليهم مسمى” المجاهدون” وفي المقدمة تنظيم القاعدة الارهابي والنصرة حاليا الى جانب جماعات ارهابية تقدمت صفوف القتلة مثل ” داعش” وهي صنيعة امريكية بامتياز.
هناك من يصر على ان ” ما يسمى ب ” التحالف الدولي ” ضد الارهاب لعب دورا في هزيمة الارهاب وفي المقدمة ” داعش” في حين ان هذا ” التنحالف الذي ضم اكثر من ” ثلاثين دولة” ماهو الا تحالف اعلامي كارتوني ” زائف وقد اثبتت الاحداث وبالارقام انه لن يقدم شيئا يذكر في اطار محاربة الارهاب بل ان معظم نشاطاته انصبت على قصف المدن وقتل الابرياء وتدمير البنى التحتية في سورية والعراق حيث قتل المئات من الابرياء .
ووصل الحال ان يعمد طيران هذا التحالف الى ” استفزاز القوات الروسية الموجدوة في سورية التي تدصدرت المشهد لهزيمة الارهاب بالتعاون مع الجيش السوري والقوات الرديفة.
لقد عرضت موسو على واشنطن اكثر من مرة التعاون في مجال مكافحة الارهاب لكن الاخيرة لم ترد وتلزم الصمت في اكثر الاحيان لذلك فضحت روسيا اكثر من مرة الاعيب الولايات المتحدة وعززت بالصور تعاون القوات الامريكية مع ” داعش” والنصرة ووثقت حتى العمليات التي نفذها الارهابيون والتي افضت الى قتل ضباط كبار في الجيش الروسي من العاملين في سورية مما جعل موسكو ترد بتوجيه ضربات مدمرة في ادلب ودير الزور وحذرت واشنطن من ان التصرف الامريكي سوف لن يلقى سوى الرد المناسب مما يوحي ان ” الاحداثيات” التي لدى الارهابيين والتي من خلالها تمكنوا من قتل جنرالات روس كبار هي من الولايات المتحدة والقوات الامريكية الموجودة في المنطقة لاسيما منطقة التنف وغيرها من المناطق التي تتواجد فيها القوات الامريكية بحجة” مستشارين” او مدربين ” للكرد” وغيرها من المسميات الكاذبة هي من يقدم المعلومات عن المناطق التي يوجد فيها عسكريون روس .
ان اخر وثيقة تدين التامر الامريكي في المنطقة تتمثل في ما اوردته اجهزة روسية مختصة اكدت فيها ان الكثير من الارهابيين سواء من ” داعش” او النصرة” تمكنوا من مغادرة المنطقة الى ” باكستان وربما افغانستان .
كيف حصل ذلك وان المنطقة ملتهبة في حرب مدمرة لم تنته بعد؟؟
كيف يتمكن الالاف من اجتياز حدود الدول للوصول الى باكستان وباي جوازات سفر في حين لم يستطع المواطن السوري العادي او العراقي ان يزور او يمر من اية دولة سواء مجاورة او غير مجاورة دون الحصول على تاشيرة دخول الى ذلك البلد مابالك اذا كان الشخص ارهابيا ؟؟
هل باتت حدود دول الجوار مشرعة لسفر هؤلاء الارهابيين وعودتهم وهم بالالاف الان بعد هزيمتهم الوشيكة والمؤكدة في الساحتين السورية والعراقية لتجد لهم واشنطن وحلفاؤها ارضا جديدة ينطلقون منها لاثارة المتاعب في روسيا او ايران ومعاقبتهما على دورهما في هزيمة الارها ب في المنطقة العربية وان المخطط الجديد سيكون انطلاقا من افغانستان التي يتواجد على اراضيها جنود امريكيون ومن دول حلف شمال الاطلسي العدواني ” ناتو” او في دول اخرى لاتروق سياستها للغرب ؟؟
هذا ما ستكشف عنه الاسابيع او الاشهر القادمة بعد هزيمة الارهاب بشكل كامل في سورية والعراق والا بماذا نفسر السماح بمغادرة او ” هروب” هؤلاء الارهابيين وتقديم التسهيلات لهم للوصول الى افغانستان او باكستان القريبة من روسيا وايران كما ورد في التقرير الذي اوردته مصادر روسية مخنصة؟؟
التعليقات مغلقة.