تفاهمات معبر نصيب… هل يقدر المايسترو الأردني على ضبط ايقاعها !؟ / هشام الهبيشان
هشام الهبيشان ( الأردن ) الجمعة 6/10/2017 م …
على الرغم من بعض المؤشرات الايجابية التي افرزتها اجتماعات ‘بعض ‘المجاميع المسلحة في بلدة (بصرى الشام – ريف درعا) والخاصة بموضوع فتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن وتسليمه للدولة السورية ، الا انه مازالت دوائر صنع القرار الأردني قلقة من تطورات ملف فتح المعبر ،فالايام الاخيرة شهدت مجموعة تطورات متلاحقة وصلت لحد رفض المجاميع المسلحة تسليم المعبر للدولة السورية رغم محاولة الجانب الأردني الضغط على هذه المجاميع المسلحة لفتح المعبر وتسليمه للدولة السورية ،وهذا بدوره دفع الدولة السورية للحشد عسكرياً سعياً لاسترداد المعبر ، وهذا الحدث بحد ذاته دفع دوائر صنع القرار الأردنية للانشغال بهذه الاخبار التي تتحدث عن معارك وشيكة بـ درعا المدينة وريفها ، هذه المعارك التي كانت متوقعة بقوة ومازالت تعتبرُ اليوم علامة فارقة بمسار تطورات تفاهمات الجنوب السوري، فدوائر صنع القرار الأردني، وكما تتحدث الكثير من التقارير والتحليلات، تقرأ بعناية تفاصيل وتداعيات ونتائج أي معركة في درعا ، وهذه التطورات بمجموعها بدأت تأخذُ المساحة الكبرى من المناقشات والتحليلات لنتائجها .. على الصعيدين السياسي والعسكري الداخلي في الأردن .
الواضح أكثر بهذه المرحلة ، إنّ دوائر صنع القرار الأردني، كانت تسعى لانجاز تفاهمات مستدامة مع السوري قبل الروسي والأمريكي ،لوضع أطر عامة لمسار شامل من التفاهمات تتم بين السوري والأردني ،تضمن على الاقل بناء خطوط عامة لتفاهمات مستدامة وحتى وان كانت هذه التفاهمات ستبدأ مع السوري عبر خطوط اتصالات ضيّقة، فالأهم للأردني هو العمل على انجاز تسويةٍ ما بملف الجنوب السوري’ تخدم مصالح الأردني قبل السوري ‘، ولكن يبدو إنّ هذه التسوية، لم تتم حسبما كان يُخططُ لها الأردنيون.. على الأقل لتجنيبهم آثار أي معركة على حدودهم الشمالية، فاليوم يُعتبرُ مسار أي معركة في “ درعا “خصوصاً في توقيته ونتائجه المستقبلية، عنوانٌ لمرحلةٍ جديدة قد يكون اكبر المتأثرين منها هو الجانب الأردني .
اليوم ومع عودة الحديث عن العمليات العسكرية في درعا وليس بعيداً عن الموقف الأردني، والمتوقع أن تكون على مراحل، ولن تتوقف عند حدود معبر نصيب بل ستمتد بمراحل لاحقة لعمق مدينة درعا ومتوقع ان يتزامن معها معارك بـ ريف درعا الغربي و الشمالي و الشرقي، فاليوم بدأت تأثيرات هذه المعركة المتوقعة ، تظهرُ على أرض الواقع قبل بدايتها خارج حدود سورية ، وفي تصريحات وتحليلات واهتمامات الأطراف الدولية المنخرطة بمسار تفاهمات الجنوب السوري ، وبدا ذلك واضحاً في تصريحات وتحليلات الروس والأمريكان لها ،وذلك باهتمامٍ ملحوظ منهم.. بمجريات معركة درعا “المرتقبة “، فالروسي كما الأمريكي لكل منهما حساباته الخاصة بمسار معارك الجنوب السوري وبمسار التفاهمات الاخيرة التي تمت حول تهدئة ملف الجنوب السوري وتأثيرات كل ذلك على الأردن.
والسؤال هنا : بحال اشتعال فتيل معارك الجنوب السوري من جديد ،ماذا سيكون موقف الأردن الرسمي منها ، فالمعركة ستكون معركة صراع قوى عالمية بامتياز وستتحول ساحة الجنوب السوري إلى ساحة صراع عالمي وان كانت ستتم عبر قوى محلية ،ولا أستبعد هنا أن تتدخل “إسرائيل” بشكلٍ مباشر بمعركة “درعا “ في حال أقتراب الجيش العربي السوري وحلفائه من تحرير تلال استراتيجية كتلال “المال والحارة وغيرها “، وبغطاءٍ أميركي، ومن بعض قوى الإقليم المنغمسة بالحرب على الدولة السورية، والتي لا تريد أن تتلقى هزيمة جديدة، وقد تكررت هزائمها في الآونة الأخيرة بسورية، فسقوط درعا يعني لبعض القوى الإقليمية المنخرطة بالحرب على سورية، سقوط كل ما يليها كأحجار الدومينو، وبالتالي خسارة جديدة وكبيرة لهذه القوى، وهذا ما لا تريدهُ هذه القوى اليوم.
ختاماً.. من المؤكد أن مسار أي معركة بالجنوب السوري ستكون لها نتائجها والتي سترتد بشكل أو باخر على الأردن ، واجزم هنا ان دوائر صنع القرار الأردني متيقنة من هذه الحقيقة ، والسؤال الأهم هنا وفي ظل كل هذه الاحداث والتطورات المستجدة والمتوقعة ، هل يستطيع الأردن الرسمي ضبط ايقاع والتأثير بمسار تطورات ومستجدات ملف الجنوب السوري ؟!…هذا السؤال بالـتأكيد ستجيبنا عنه الأيام والساعات القليلة المقبلة .
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.
التعليقات مغلقة.