استيراد الموظفين … فساد أم تطوير اداء ؟! / م.هاشم نايل المجالي
م. هاشم نايل المجالي ( الأردن ) السبت 7/10/2017 م …
للفساد ابعاد كثيرة وهو يفتح كثيراً من ابواب الفساد الاخرى ان لم يتم تحجيمه والقضاء عليه فهو بوابة تخريب البلاد والعباد ففساد الطعام يعني عطبه واتلافه ولم يعد صالحاً للاكل وهذا ما نشاهده يومياً من حالات للتسمم تطال الكبير والصغير هنا وهناك كذلك فساد الاخلاق من انحلال وانحراف عن الدين والقيم والمباديء والاخلاق وهذا ما نشاهده من انحرافات اصبحت مسموحة بحكم القانون من شواذ يطالبون بنقابة وعبدة الشيطان يطالبون بتصريح لاحتفالاتهم ومن محلات يرتادها منحلون اخلاقياً شباباً يدمنون المخدرات ويتاجرون فيها ويمتهنون الطرقات سرقة وعبثاً وتحرشاً وهكذا كذلك فساد المسؤول الذي تجاوز الولاء والانتماء وتجاوز الصواب والحكمة دون خوف او ان يحسب حساب لاحد وكلمة فسد تكررت في القرآن الكريم مثل يفسد ، المفسدون ، يفسدون ، المفسد ، الفساد ، فمن سورة البقرة قال تعالى ” واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن المصلحون ” والفساد خروج عن طاعة الله واصبح الفساد يلوث غالبية الدول حتى بات ان يصبح شهيقاً وزفيراً .
فضيع كل قيم الجمال والكمال والجلال وتصارعت الانسانية حول حب المال وحب الذات وتصارعت المصالح بالحروب والدمار وهو يؤدي الى التخلف والدمار فاصبح الفساد صناعة عابر للقارات يحمل الحقد والغل والكراهية والفتنة وسفك الدماء وضرر مباشر ويعطل القانون حتى يعطل عدم تطبيق العقوبات او تضارب مواد القانون ويلغي العدالة في كل شيء بالتعيينات والتنفيعات والمشاريع من انهيار العمارات وخراب الطرقات ووسائل الاتصالات وفي المستشفيات والمؤسسات التعليمية وفساد وغش بالامتحانات وفي الطعام والشراب وغيره الكثير والفساد يلزمه قانون يطبق على الجميع الكبير والصغير العامل والوزير المقرب والبعيد فلا بد من اعادة صياغة العقل لكل من سرق آخراً ليدرك مصلحة الوطن ويدرك الحقوق والواجبات ولن يبني الوطن بالهتفات والشعارات والفاعليات والصور واللقاءات والعنتريات والتنظيرات بل علينا قراءة المعطيات وان يكون حلمنا للمستقبل مكتمل الاركان وقابل للتطبيق والتحقيق وبرؤية واضحة المعالم وواضحة الخطوط والابعاد بمقاييس عادلة وبالعمل والعطاء وبالفكر النير والحوار الهادف البناء واحترام الرأي والرأي الآخر وان نصغي بكل تأنٍ ونستمع للصغير والكبير ما لديه من معطيات فهناك من يتقن صناعة الفساد فكيف بوجوده نستطيع ان نصلح شأن البلاد والعباد ولقد اصبحوا مجموعات تحمي انفسها عند اصحاب القرار وتبرر ما تريد تبريره ولوقف استغلال المناصب فللفساد اكثر من صورة واحده ولا يجوز تهميش الشعب وافقاره فالفساد جرثومة اذا تفشت نالت من كل شيء حتى الفساد الاجتماعي وعلى الجميع ان يعمل بباعث حب الوطن للحفاظ على ممتلكاته ومقدراته واصبح التغاضي عن كبار المفسدين يصنع اليأس لدى الكثيرين ويسبب الاحباط والغضب الشعبي الذي يملأ صدور الكثيرين فهو معطل للنمو الاقتصادي ومفكك للعلاقات الاجتماعية وأخذ يدخل بمعيار المحاصصة في التعيينات وتشكيل الادارات التي لا تملك القدرات والكفاءات في العديد من المناصب والادارات الهامة حتى ان كثيراً من المناصب اصبح يشغلها اجانب وشخصيات من خارج الوطن رغم وجود كفاءات وطنية لتصبح الهوية الوطنية عائمة وتعمق الاختلالات الادارية وتكرس ظاهرة سلبية بل يجب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب واعادة تأهيله ان اقتضت الحاجة فهل وصلنا الى مرحلة او حالة اننا لم نعد نجد داخل الوطن من يشغل المنصب بكفاءة واقتدار وكلنا يعلم ان الوطن يزدحم بالخبرات والكفاءات ام اننا في زمن اجهاض مبدأ تكافؤ الفرص والمنافسه فالمنافسه تعطي حق الاختيار بين الاكثر جودة وعلينا ان لا نخلط بين المناصب والمصالح لانها بداية انهيار وتراجع بالقدرات وتجريف للكفاءات لا يقبلها العاملون ولا الاداريون ليصبح الترهل عنوان الادارة بل علينا اعادة بناء قواعد تكافؤ الفرص وتقديم الكفاءات وصناعة القيادات بعيداً عن الخلط والغلط لبناء الوطن وفق اسس يقبل بها الوطنيون والمنتمون وهم يقعون ضمن منظومة الاصلاح .
المهندس هاشم نايل المجالي
التعليقات مغلقة.