الانتخابات الاسرائيلية.. متطرفة بامتياز / عبد المجيد ابو خالد

 

عبد المجيد ابو خالد ( الخميس ) 19/3/2015 م …

الانتخابات الاسرائيلية التي جرت مؤخرا لم تكن مفاجئة لا للمحللين السياسيين ولا للمواطن الفلسطيني او العربي على الاطلاق لانه من المعروف ان المجتمع الاسرائيلي يتجه الى التطرف والعداء يوماً بعد يوم, بعد ان فشلت الادارة الامريكية برئاسة باراك اوباما في العمل على اذعان اسرائيل لاستحقاقات السلام كما تعهدت الولايات المتحدة الامريكية من قبل..

لكن الجديد في الانتخابات الاسرائيلية التي فاز فيها حزب الليكود المتطرف بزعامة بنيامين نتنياهو هي قدرة الفلسطينيين في داخل فلسطين المحتلة عام 1948 على توحيد صفوفهم وكلمتهم على الرغم من اختلاف التيارات الفكرية بينهم ليستطيعوا ان يكونوا الكتله الثالثة في الكنيست الاسرائيلي ليواجهوا بكل ما يستطيعون القوانين العنصرية اليمينية في الكيان الصهيوني.

حكومة نتنياهو الفاشية اليمينية الجديدة ستكون مما لا شك فيه هشة امام طلبات الاحزاب اليمينية المتحالفة معها خاصة اذا ما هددت هذه الاحزاب وحدة الحكومة ان لم تلبِ طلباتها الدينية واليمينية الاخرى, وحكومة نتنياهو الذي حصل فيه حزب الليكود على 30 مقعدا في الانتخابات ستظل متعنتة كما كانت حكومته السابقة اتجاه الفلسطينيين والعرب والسلام في المنطقة والبرنامج النووي الايراني لان عربدة نتنياهو ستزداد في ظل ظروف عربية سيئة جدا حيث يشهد العالم العربي صراعات طائفية تقودها جماعات تكفيرية ذات صناعة استخبارية امريكية اسرائيلية ولكن على السلطة الوطنية الفلسطينية ان تتصدى بكل قواها السياسية للاطماع الاسرائيلية في القدس وفي الضفة الغربية وقطاع غزة وان تلجأ الى المنظمات الدولية خاصة محكمة الجنايات لجلب العديد من القادة الاسرائيليين للمثول امام المحاكم الدولية بصفتهم مجرمي حرب وقاموا باعمال اجرامية ضد الشعب الفلسطيني..

وعلى الفلسطينيين كذلك ان يكونوا واضحين تماما واقوياء في توجههم هذا, لانه لا يوجد ما يخسرونه اكثر مما خسروه في الماضي بسبب التعنت الاسرائيلي وحالة الركود والضعف العربي والانحياز الامريكي والغربي الكامل تجاه اسرائيل.

هناك من يراهن من المحللين السياسيين على ان حكومة اسرائيل اليمينية الجديدة ستتفكك بعد اشهر من تكوينها.. قد يكون ذلك صحيحا اذا ما كانت هناك مواقف عربية صلبة تقف في وجه اسرائيل واذا ما كانت ايضاً نية صادقة لدى الادارة الامريكية في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس, واذا ما كان الموقف الفلسطيني موحدا في مواجهة المخططات الصهيونيه على ارض فلسطين، لذلك على الفلسطينيين خاصة الفصائل المتعددة ومنها حركتا فتح وحماس ان توحد المواقف وتنحي الخلافات جانبا وان تشرع في العمل للنضال بجميع الوسائل المتاحة والممكنة والمشروعة وفي جميع المجالات لاستعادة الارض والحقوق المسلوبة والدفاع عن النفس امام التغول الاسرائيلي الشرس المتمثل باقامة المستوطنات اليهودية وابتلاع الارض والاعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية بالاضافة الى اعمال القتل والاعتقال التي تقوم بها اسرائيل التي تعمل جاهدة من اجل فرض عقليتها التوراتية على ارض فلسطين.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.