الحلول “المختصرة” الفاعلة “للجودة الشاملة” / م.مهند النابلسي

 م.مهند النابلسي ( الأحد ) 8/10/2017 م …




كيف نرصد “العيوب والخصائص والممارسات والمبادىء والمنهجيات والأدوات” لتحقيق جوائز التميز؟

*يكمن جوهر الجودة الشاملة في قدرتها على احداث تغيير ثقافي ملموس من حيث قدرتها على استخدام معلومات الجودة بغرض التحسين وليس بغرض اللوم والعقاب، واعتبارها السلطة موازية للمسؤلية، وبناء لنظم الحوافز وتبنيها لمفهوم التعاون  بديلا للتنافس، ناهيك عن ضمانها للوظائف الآمنة للعاملين في اجواء من العدلوالانصاف والتعويضات، ومن ثم اصرارها على ملكية العاملين لجهودهم وانجازاتهم.

*ترتكب الشركات العربية خلال رحلتها لتحقيق الجودة جملة من الممارسات الخاطئة التي تعيق تقدمها وتقودها للتيه في محيط الجودة الواسع، ومنها: ضعف دعم الادارة، الالتزام قصير الأمد، ضعف مشاركة العاملين، قلة تخصيص الموارد، ضعف البرامج التدريبية الملائمة، عدم وجود بحوث “سوقية” كافية، توقع نتائج سريعة دون جهود موازية، ومن ثم الادارة “بالعقاب والخوف”!

*ان اي تطبيق اداري حديث يخلومن عناصر “ديمينغ” الأربعة عشر، ويفتقد لعناصر “ديمينغ” الخاصة بنظرية الادارة وهي: تقدير النظم، معرفة الاختلافات، ادارة المعرفة والعوامل النفسية…سيكون بالتأكيد قاصرا وضعيفا ومجوفا.

*كما يفضل التركيز على  العيوب الدارجة في معظم الممؤسسات وهي: غياب وحدة الهدف، التركيز على الأهداف القصيرة الأمد، اعتماد الادارة بالأهداف بدون منهجية سببية موازية، ضعف دافعية الانجاز، استخدام الأرقام المجردة بدون مضمون، التكاليف الطبية الكبيرة والمسؤولية القانونية.

*أما ملخص خصائص الشركات العالمية المطبقة للجودة الشاملة فهي: السعي لارضاء الزبائن، الحد الأدنى من الحوادث وضمان السلامة القصوى، العائد على الاستثمار مرتبط بالزبائن، والأرباح مرتبطة بالعاملين، تحسين الاتصالات، دعم برامج نقل المعرفة المتخصصة، التدريب المكثف في أنماط القيادة الفاعلة، اشراك الموردين والمقاولين في برامج تحقيق الجودة، والسعي الحثيث للتحسن المستمر الشامل.

*الفهم الحقيقي العملي لمبادىء الجودة الأساسية وهي: عناصر القيمة المضافة، التفتيش على العمليات كما التفتيش على المنتجات والخدمات، فهم الانحرافات والحيودات والتعامل معها احصائيا، مشاركة الجميع في تحسين النظم والعمليات، ثم العمل جوهريا على تحقيق رؤيا ورسالة المؤسسة وبشكل عملي مترابط وشامل وواقعي.

*لقد نجحت الجودة الشاملة في اليابان وحققت نجاحات كبيرة لأنها ارتبطت بعناصر: الوعي والحس والذوق السليم، لذا فقد حققت انجازات عظيمة  في الواقع الميداني!

*هكذا نجد شركات عالمية كبرى مثل “بكتل وفلوريدا باور وموتورولا وجنرال اليكتريك وتكساس انسترومنت وبوينغ” وغيرها قد استخدمت بفعالية معايير الجوائز العالمية لقياس التقدم الحقيقي في مختلف عملياتها الرئيسية، وعلى شركاتنا العربية ان تحذو حذوها وبجدية وليس كادعاء ورغبة بالحصول على الجوائز فقط!

*لقد قام باحثون أجانب بقياس المقاربة ما بين تحقيق جوائز التميز والانجازات الربحية للشركات ذات العلاقة، وتم بالفعل ايجاد علاقة رقمية ايجابية.

*يمكن ببساطة عرض مراحل تطبيق الجودةالشاملة على النحو التالي: وضع أهداف وغايات، الالتزام الكامل للادارة، التعرف على مراحل التطبيق، تحديد الأولويات والمسؤوليات، وضع جدول زمني للتنفيذ ضمن فرق عمل محددة، التخطيط المسبق، التفتيش الذاتي الدوري، المتابعة والمراقبة المستمرة.

*التركيز على جملة أدوات الجودة المختلفة وهي: مخططات الانسياب، السبب والتأثير، الرقابة، المدرجات التكرارية، مخططات التفتيش، باريتو، مخططات الانتشار والجريان، علما بأنه ثبت بأن استخدام هذه الدوات بشكل فاعل ملائم كفيل بحل معظم مشاكل الجودة بنسبة قد تصل لحدود 85—90%.

*كيف نحقق التميز باستخدام منهجيات “الجودة الشاملة”؟! استخدام عناصر ادارة التغيير والتمكين وادارة الوقت والقيادة الفعالة، التفاعل والابتعاد عن التلقبن، انجاز المهمات المطلوبة بجدية وحسب الجدول الزمني، ايجاد حالات عملية داعمة وأمثلة ومعززات ذات شمولية وتحسين مستمر، اظهار عناصر القوة والخبرات الخاصة والكم المعرفي،استخدام عملي موثق لأدوات الجودة بالتكامل مع انجازالمهمات، ادخال منهجيات عمل تجريبية والتأكد من نجاح تطبيقها، ثم التاكيد على عناصر التخطيط الاستراتيجي وربطها باحكام مع الجودة الشاملة ضمن اطار زمني متسلسل، ابتداء من عناصر الرؤيا والرسالة والقيم، مخطط “السوت” الاستراتيجي، ثم: خطط الانجاز العملية، تحقيق المراجعات الموثقة، اتخاذ الاجراءآت التصحيحية الملائمة، التغذية المرتدة، وأخيرا الاحتفال بالانجاز وتحفبز جميع المشاركين بلا استثناء.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.