الولايات المتحدة الأمريكية وسياساتها العدوانية / فؤاد دبور
فؤاد دبور* ( الأردن ) الربعاء 11/10/2017 م …
*أمين عام حزب البعث العربي التقدمي
جعلت اوهام القوة الولايات المتحدة الامريكية ترسم خططا ومشاريع للسيطرة على العالم اجمع وتوجه سياسات الدول وفقا لمصالحها ورغباتها هي حتى ولو كان ذلك على حساب هذه الدول ومصالحها، ويتم ذلك وفقا لتصوراتها عبر سياسة قائمة على القوة والرأسمالية المتوحشة خاصة وانها تعتبر ان المجتمع الامريكي هو السيد على المجتمعات الاخرى التي عليها الاقرار بالتبعية وعليها ايضا تنفيذ المشاريع الامريكية على حساب حقوقها وان على هذه المجتمعات والدول والشعوب ان تصبح مجرد ادوات تابعة، وقد جعلت هذه السياسات العدوانية العديد من شعوب العالم تشعر بالظلم وبالتأكيد فإن الشعور بالظلم يولد الاحقاد والكراهية ويقود حتما الى التمرد على الظالم ومقاومته وهذا ما جرى فعلا عند شعوب ودول انتهجت سياسة رفض الاستسلام والرضوخ لسياسات الادارات الامريكية المتعاقبة، وشعوب اخرى انتهجت طريق مقاومة هذه السياسات وبشكل خاص الشعب العربي في عدد من اقطار الوطن العربي وعلى رأسها سورية العربية والمقاومة في العراق ولبنان وفلسطين ودول اسلامية على رأسها جمهورية ايران الاسلامية، طبعا وجاءت روسيا الاتحادية اثر العدوان الامريكي – الصهيوني عبر العصابات الارهابية التي استهدفت الدولة السورية بعدوان دولي، حيث واجهت هذه الجهات المشاريع والمخططات والعدوان الصهيوني – الامريكي وعصاباتهم الارهابية والحقت خسائر ان لم نقل هزائم بالمشاريع والعصابات الارهابية والقوى الداعمة لها دولية استعمارية امريكية صهيونية كانت ام انظمة في الاقليم ومعها انظمة عربية قامت بالتمويل والتدريب والتسليح والمشاركة ايضا في عمليات استخبارية وعسكرية.
ولا يفوتنا ان نؤكد على الدوام على اهداف الولايات المتحدة الامريكية من وراء هذه المشاريع والمخططات المتمثلة اساسا في توفير الحماية والامن واستمرارية الوجود للكيان العدو الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين العربية واراض عربية في سورية ولبنان. وكذلك السيطرة على ثروات الوطن العربي النفطية والغازية والمالية لصالح مصانع انتاج الاسلحة فيها واللوبي الصهيوني وكيانه المصنوع بريطانيا والمدعوم امريكيا واستعماريا في فلسطين العربية.
وبالتأكيد فإن الولايات المتحدة الامريكية تعتبر ان البحر الابيض المتوسط وكذلك البحر الاحمر ومياه الخليج العربي منطقة حيوية لمصالحها ونفوذها وقد استخدمت الادارات الامريكية ووظفت كل الوسائل من اجل تحقيق هذه الاهداف سواء اكان ذلك بالعدوان العسكري المباشر ام بإيجاد قواعد عسكرية لها في العديد من الدول في المنطقة ام بخلق نزاعات وصراعات داخلية في عدد من اقطار الوطن العربي بعامة واقطار منطقة ما يسمى بالشرق الاوسط بخاصة على اسس طائفية ومذهبية وعرقية، وعندما تفشل في هذه الاساليب تذهب الى الابعد المتمثل في استخدام العصابات الارهابية كما هو الحال في القطر العربي السوري الذي يواجه عدوانا امريكيا – صهيونيا دوليا منذ اكثر من ستة سنوات ونصف ولكن نتائج هذا العدوان قد باءت بالفشل امام صمود وتضحيات الشعب العربي السوري وجيشه وقيادته ومساندة قوات حليفة وصديقة من روسيا الاتحادية الى جمهورية ايران الاسلامية الى المقاومة الشجاعة ممثلة اساسا في حزب الله، وعندما نقول بالفشل الذي تتبعه الهزيمة نعني به تحرير الارض العربية السورية من هذه العصابات والقضاء على معظم الارهابيين الذين ادخلوا الى سورية من المنافذ البرية والنصر على هذه العصابات والمشاريع الامريكية قادم في المدى المنظور رغم محاولات ادارة الرئيس ترامب الهادفة الى اعاقة النصر مستخدمة قواعدها في الشمال والقاعدة الاساسية في منطقة “التنف” على الحدود العراقية السورية الاردنية، ورغم حماية عصابة “داعش” في اجراء من البادية الشرقية وبخاصة القريبة من الحدود مع العراق، ورغم دعم هذه العصابة الارهابية المتواصل في محافظة دير الزور وداخل المدينة وكذلك محاولات اعاقة وصول الجيش العربي السوري والقوى الحليفة الى مدينة “البوكمال” على الحدود السورية مع العراق امام الفشل الامريكي والهزائم المتلاحقة لأدواتها الارهابية تحاول الادارة الامريكية خلق بديل يستنزف المزيد من القدرات والطاقات العربية في سورية والعراق فكان الرصيد الاحتياطي موجودا في مسعود البرزاني واعوانه بتنفيذ مشروع الاستفتاء وصولا الى تقسيم العراق بهدف التعويض عن الفشل وخلق بؤرة توتر جديدة في المنطقة تطال العراق وسورية وايران وحتى تركيا عضو حلف الناتو، التي طالما اسهمت في المشاريع والمخططات الامريكية الصهيونية واتباعهما في العدوان على سورية عبر ادخالها عشرات الاف الارهابيين الى الاراضي السورية وتقديم كل انواع الدعم لهم الذي مكنهم في مرحلة من المراحل من احتلال العديد من المدن والقرى في المحافظات السورية الشمالية، وكذلك اسهمت الحكومة التركية في ادخال الارهابيين الى العراق.
ويمكن للإدارة الامريكية ومعها الشريك الصهيوني وادواتها في المنطقة ان تعمل على الدوام على خلق بؤر توتر اخرى تهدف الى اضعاف الاقطار العربية وبخاصة المواجهة للعدو الصهيوني والمقاومة لهذا العدو حيث تتجه نحو لبنان لجعله ساحة صراع، وتضع مشاريع ومخططات تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني وهذا ما اعلنه الرئيس الامريكي ترامب بكل وضوح ووقاحة عندما قال “سأنقل السفارة الامريكية الى القدس بعد ان اجد حلا بين اسرائيل والفلسطينيين”.
نؤكد لترامب والصهاينة والاتباع وادواتهم في المنطقة وبخاصة انظمة عربية تتجه نحو العدو الصهيوني بأن ارادة الشعب العربي في اقطاره وارادة الاقطار العربية المقاومة وارادة المقاومة التي تواجه وتقدم التضحيات. نؤكد لهم بأن الهزائم ستلحق بهم مرات ومرات كلما وضعوا خططا ومشاريع تستهدف الامة سيجدون من يقاوم بكل قوة واقتدار لتحقيق الانتصار وهذا ليس مجرد حلم بل حقيقة واقعة.
التعليقات مغلقة.