تل أبيب: زيارة وزير الدفاع السوريّ للقنيطرة للمرّة الثالثة رسالة حادّة
الثلاثاء 10/10/2017 م …
الأردن العربي –
سلّطت صحيفة (معاريف) العبريّة الضوء على زيارة وزير الدفاع السوريّ، الجنرال فهد الفريج، يوم الجمعة الماضي، إلى محافظة القنيطرة، في الجزء المُحرر من هضبة الجولان العربيّة السوريّة.
واعتبرت الصحيفة، نقلاً عن مصادر أمنيّة في تل أبيب، وصفتها بأنّها رفيعة المُستوى، اعتبرت أنّ هذه الزيارة هي تلميح لإسرائيل، وأنّ القليلين انتبهوا للتهديدات التي أطلقها باتجاه إسرائيل، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ هذه هي الزيارة الثالثة التي يقوم بها الوزير فهد جاسم الفريج إلى محافظتي درعا والقنيطرة في جنوب سوريّة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وهي تأتي بأمرٍ مباشرٍ من الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد، الذي يعتبر القائد الأعلى للجيش العربيّ السوريّ.
وأضافت الصحيفة أنّ الفريج استمع خلال زيارته إلى تقارير من قادة الوحدات المنتشرة في المنطقة. وبحسب الصحيفة، فإنّ مصير السيطرة في جنوب سوريّة هو في صلب اهتمام نظام الأسد، وزيارة وزير الدفاع السوريّ إلى المحافظة، تحديدًا في الذكرى السنوية لتحرير القنيطرة، تدُلّ على أهمية المنطقة من ناحية الدولة السوريّة، كما أكّدت الصحيفة نقلاً عن المصادر الأمنيّة ذاتها.
وقال الفريج خلال الزيارة إنّ قواتنا المسلحة اليوم أكثر قدرةً وتصميمًا على محاربة الإرهابيين والقضاء عليهم مهما تنوعت وتعددت أشكال الدعم المقدمة لهم من أطراف العدوان وعلى رأسهم العدو الصهيونيّ. وشدّدّ الفريج على انتصار سوريّة على العدوان، مؤكّدًا في الوقت نفسه على أنّه سيكون بفضل تضحيات رجال القوات المسلحة وبطولاتهم والتفاف أبناء الوطن حولهم.
من ناحيته، تناول المُحلل أليكس فيشمان، من صحيفة (يديعوت أحرونوت)، والذي يُعتبر من الأبناء المُدللين للمنظومة الأمنيّة الإسرائيليّة، تناول التقرير العلنيّ والسريّ للجنة الخارجيّة والأمن وطرح العديد من التساؤلات حول جاهزية الجيش الإسرائيليّ للمعركة المفصليّة ضدّ حزب الله، والتي ستُرافقها، بحسب المصادر الأمنيّة في تل أبيب، معركةً ثانويّة في الجنوب ضدّ المُقاومة الفلسطينيّة، وفي مُقدّمتها حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس).
فيشمان رأى في سياق تحليله أنّه وبعد الاطلاع على التقرير العلنيّ لم يتمكّن من الفهم هل الجيش الإسرائيليّ بات قادرًا على حسم المعركة في فترةٍ زمنيّةٍ قصيرةٍ، وعدم العودة إلى ما أُجبر على فعله في حرب لبنان الثانية، صيف العام 2006، حيث استمرّت الحرب 34 يومًا، خلافًا لما كان مُقررًا.
وتابع المُحلل قائلاً إنّ نفس السيناريو حدث في العدوان الذي شنّته دولة الاحتلال على قطاع غزّة في العام 2014، حيث لم تتمكّن إسرائيل من حسم المعركة، التي استمرّت، خلافًا لكلّ التقديرات، 51 يومًا، وهي أطول حرب خاضتها إسرائيل منذ أنْ زرعها الاستعمار البريطانيّ في فلسطين عام 1948.
مُضافًا إلى ما ذُكر أعلاه، قال المُحلل إنّ خطّة استعداد الجيش الإسرائيليّ للمُواجهة القادمة، والتي أُطلق عليها اسم “غدعون” لم تأخذ بعين الاعتبار الجيش العربيّ-السوريّ، ذلك لأنّه عندما عكف الخبراء في الجيش ووزارة الأمن على إعدادها كانت الفرضيّة تؤكّد على أنّ سوريّة باتت خارج اللعبة، ولكن، تابع المُحلل، بعد تحقيق الجيش السوريّ الانتصارات، والتواجد الروسيّ في بلاد الشّام، والذي سيستمر طويلاً، وتعزيز الوجود الإيرانيّ في سوريّة، تغيّرت قواعد اللعبة والاستعدادات للاشتباك، وهذا الأمر لم يؤخذ بعين الاعتبار في التقرير، الذي تمّ نشر جزء منه، فيما حُظر الآخر، على حدّ قوله.
وشدّدّ المُحلل فيشمان على أنّه برغم امتياز الجيش الإسرائيليّ في خطّة “غدعون”، فإنّ أعضاء الكنيست من لجنة الخارجيّة والأمن ليسوا واثقين بالمرّة فيما إذا كان الجيش على استعدادٍ لخوض حربٍ شاملةٍ في المنطقة، أيْ على عدّة جبهات، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّه يُفهم من الجزء العلنيّ للتقرير المذكور بأنّ الجيش لم يُكمل استعداداته من ناحية التزوّد بالوسائل القتاليّة اللازمة لشنّ الحرب وحسمها، على حدّ قوله.
وخلُص فيشمان إلى القول إنّه مع كلّ الاحترام للمناورات، إلّا أنّ ميدان المُواجهة هو الذي سيُقرر من سينتصر ومن سيُهزم، وهذه المقولة بحدّ ذاتها، تُعتبر استخفافًا غيرُ مباشرٍ بتصريحات العربدة التي صدرت من تل أبيب في الفترة الأخيرة حول حسم المعركة مع حزب الله والانتصار عليه بالضربة القاضية.
التعليقات مغلقة.