المقاومة في السينما العالمية: طاقات واعدة تصل إلى كاليفورنيا




 الأربعاء 11/10/2017 م …
الأردن العربي –

استطاعَ فيلم Estimating Position  “تقدير موقف” للمخرجين اللبنانيين الشابين كاظم فياض وعلي قميحة أن يشقَّ طريقه نحو العالمية، ويصل إلى مهرجان PTAFF (Pembroke Taparelli Arts and Film Festival) في لوس أنجلوس في كاليفورنيا، ليحجز لنفسه مكانًا في المنافسة على لقب “أفضل فيلم أجنبي”.

ويحكي الفيلم بحسب المخرج كاظم فياض، “قصة أربعة عسكريين أوكِلت إليهم مهمة قتل أبي بكر البغدادي؛ وخلال انتظارهم الوقت المناسب لتأدية المهمة، يصادفون مدنيَّين اثنين، فيبادرون لاحتجازهما خوفًا من التبليغ عنهم للمسلحين، أي “داعش”، ما يضطرهم لتوقيف المهمة. إلا أنّ جدلاً بين هؤلاء الشباب يظهر بشأن مصير هذين المحتجزين، فيقفون أمام خيارات ثلاثة: إمّا إطلاق سراحهما، أو قتلهما، أو تركهما مقيَّدين فيموتا من الجوع أو تلتهمهما الحيوانات المفترسة. احتدم النقاش، فحسم الموقف بترك المحتجَزَين. ما يُضفي واقعًا أخلاقيًا وانسانيًا على الفيلم مبينًا أهم القيم التي يتغنّى بها هؤلاء المقاومين. ولا بدّ من الاشارة إلى أنّ العمل لا يظهر أي انتماءات حزبية بشكل مباشر، بل يشدد على روح المقاومة الفعلية التي تنتهج خطا أخلاقيا قبل أن يكون عسكريا”.

ويبيّن المخرج كاظم فياض في حديث  لموقع “العهد الإخباري” أنّ” الشريط الذي لا يتجاوز الثماني دقائق، تمّ اقتباسه من مشاهد في فيلم  lone survivor للمخرج بيتر بيرغ، الذي يتمّ خلاله إظهار الجنود الأميركيين الذين يحتلون أفغانستان على أنّهم ذوو انسانية عالية، بعد ترك “الرعاة الأفغان” الذين أتوا إلى قاعدتهم العسكرية”.

رسائل مباشرة وغير مباشرة

ويشير فياض إلى أنّ” الرسائل المراد إيصالها من الفيلم القصير، “تعتمد في المرتبة الأولى على نمط المعالجة والإخراج، في إظهار البروباغندا المضادة التي كما استخدمت في Lone survivor عن الجنود الأميركيين، تم استخدامها في “تقدير موقف” عن المقاومين لتجسيد قيمهم الأخلاقية”.

كي لا تهمّش طاقات الشباب الواعدة

شكّل اختيار الفيلم ضمن فئة “أفضل فيلم أجنبي”، خطوة كبيرة للمخرجين الشابين. “مجرّد المشاركة في مهرجان PTAFF في كاليفورنيا، هو بالنسبة لنا نجاح” يقول فياض، الذي يشير إلى أنّ النتائج النهائية سيتم الإعلان عنها في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. ويتابع “يقال أنّ أفضل من النصر المحافظة عليه، وهذا ما علينا فعله، علينا الاستمرار بالعمل للوصول إلى الأفضل دائمًا”.

ويحكي فياض عن عمله الاخراجي مع علي قميحة، موضحًا “للعهد” “أهمية التنسيق المتبادل بين مخرجيّ العمل الواحد؛ فتقسيم الأدوار بشكل سليم بيننا أثناء العمل ساهم في تسهيل المهام لا تعقيده”. يشير فياض إلى أنّ الفيلم الذي بدأ إخراجه ضمن ورشة عمل سينمائية في طهران بإشراف المخرج الايراني نادر طالب زاده، “لم تتجاوز تكلفته 1600$، وهو من انتاج Drift التابعة لنا، والتي أمّنّا من خلالها المستلزمات التقنية للعمل، أمّا التمويل المادي الخاص بثياب الممثلين وغيرها فنحن من غطاه”.

ويعتبر فياض أنّ الدعم اللوجستي مهم جدًا للشباب الذين لديهم طاقات اخراجية، لتشجيعهم ولتطوير مواهبهم، ويضيف “نحن نفتقر للجهات الداعمة، ولم نتلقَّ بعد الدعم الحقيقي من أية جهة، ويسلّط فياض الضوء على “أهمية دور الأفلام في التوعية وفي تنمية الأفكار وطرح القضايا، وهذا ما أثبتته السينما التي أثرت بشكل قوي في فرض ايديولوجيات معينة على مدار العصور” يختم المتحدّث.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.