الحاجة أم الإختراع … مسعفان من غزة يبتكران دراجة ثنائية بديلا عن المواصلات
الأردن العربي ( الجمعة ) 20/3/2015 م …
دفعت أزمة عدم صرف رواتب موظفي الحكومة السابقة في قطاع غزة بمسعفين إلى ابتكار وسيلة نقل غير مسبوقة إلى مكان عملها بدراجة هوائية ذات مقعدين كبديل عن تكاليف المواصلات العادية.
ويستغل المسعفان أمجد حمادة وزميله محمد مدوخ الدراجة في التنقل من منزليهما الكائنين في مدينة غزة إلى عملهما في مركز “إسعاف بيت المقدس” في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع ما أسهم في توفير ما يحتاجانه من تكاليف مالية للمواصلات.
وجاءت خطوة حمادة ومدوخ في ظل تفاقم أزمة عدم تلقيهما رواتب شهرية كحال 45 ألف موظف عينتهم الحكومة السابقة ولم يتقاضوا رواتب منتظمة منذ أكثر من عام.
ولادة الفكرة
ويقول حمادة (38 عاما)، إن تدبير تكاليف المواصلات من منزله إلى عمله كانت أخر همومه عندما كان يتقاضى راتبا شهريا بشكل منتظم إلا أن الحال اختلف كليا بعد أزمة توقف الرواتب.
ويشير زميله مدوخ (45 عاما) إلى أن فكرة توفير عبء تكاليف المواصلات تولدت لديهما بعد أن تصفحا مواقع الانترنت وشاهدا صوراً لدراجة هوائية ذات مقعدين وهو ما شجعهما لإنتاج واحدة مماثلة بحكم أنهما يعملان في نفس المكان.
ويضيف مدوخ: “أردنا من هذه الفكرة توصيل رسالة للمسؤولين في حكومة الوفاق الوطني بالأوضاع الصعبة التي وصل إليها الموظفون في ظل مماطلتها وعدم الاعتراف بنا أسوة بموظفي السلطة المستنكفين في القطاع”.
ولم يتلق نحو 45 ألف موظف يتبعون لحكومة غزة السابقة رواتبهم منذ أكثر من عام ونصف بشكل منتظم، ولم يتم حل قضيتهم رغم تشكيل حكومة الوفاق بموجب تفاهمات للمصالحة الوطنية مطلع يونيو الماضي.
بإمكانيات متواضعة
ويبين حمادة أنه قبل العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة صيف العام الماضي كان يملك دراجة هوائية مهترئة ووجد لدى جاره دراجة أخرى غير صالحة للاستعمال فطبق الفكرة وجمعهما في دراجة واحدة بعد أن ذهب إلى حداد في الحي الذي يسكنه.
ويشير إلى أنه تم إنتاج الدراجة بجهود متواضعة وأنهما يسعيان لتطويرها بما يسهل من تنقلهما يوميا عبرها خاصة أن الفكرة لاقت إعجابا لدى زملاء لهم إما للتنقل بها أو تكون ملاذا لهواة رياضة الدراجات.
إلى متى؟
ويظهر اللجوء إلى دراجة هوائية للتنقل إلى العمل حدة الأزمة التي وصل إليها موظفي الحكومة السابقة في غزة.
وبهذا الصدد يتساءل المسعف مدوخ الذي يعيل عائلة تتكون من خمسة أبناء إلى متى سيستمر هذا الحال “فنحن الموظفون أكثر من عام لم نتقاضى راتب كامل، وما يصرف لنا يشكل متقطع من دفع جزئية لا تكفي الحد الأدنى من احتياجاتنا”.
وما يزيد من حزن مدوخ أنه ملتزم بعمله منذ سبع سنوات خدم خلالها في ثلاث جولات من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وهو ما يشعره بالغضب من المكافأة التي لاقاها من حكومة الوفاق.
ويؤكد مدوخ أنه التحق في عمله بعد ان اجتاز اختبارين لدى نقابة الموظفين وضمن شروط معينة كأي مسعف آخر، مناشداً الرئيس محمود عباس وحكومة التوافق الوطني بأن يتم إنهاء أزمة موظفي غزة.
ويؤكد رئيس قسم الإسعاف في بلدة بيت لاهيا إسماعيل الكحلوت، أن فكرة المسعفان مدوخ وحمادة في ابتكار دراجة هوائية بمقعدين لاقت قبولاً لدى زملائهم، مقدراً جهدهما في الابداع وتضحيتهما في العمل اللذان يقومان به.
ويشكو الكحلوت من عجز في أعداد المسعفين في محافظة الشمال والكثير منهم يصلون إلى عملهم سيراً على الاقدام في ظل ظروفهم المالية الصعبة نتيجة عدم انتظام رواتبهم، آملاً أن تنتهي معاناة موظفي غزة وأن تتحسن أحوالهم إلى الأفضل.
وتواصل نقابة الموظفين العموميين في قطاع غزة خطواتها الاحتجاجية ضد مماطلة حكومة الوفاق في حل قضية دفع مستحقات الموظفين وإدراجهم على السلم الوظيفي بحسب ما نصت عليه اتفاقات المصالحة.
التعليقات مغلقة.