ماذا لو أصبح احمد الطيبي رئيسا للحكومة الإسرائيلية ؟ / عبدالله عيسى
عبدالله عيسى ( فلسطين) الأحد 22/3/2015 م …
تسود حالة من التباكي في الإعلام العربي بعد فوز الليكود بزعامة نتنياهو ووصل الامر أشبه ما يكون ب” لطمية ” إعلامية عربية ولم يتبق على الإعلام الفلسطيني والعربي سوى تحويل هذه المناسبة إلى عاشوراء ليضرب الإعلاميون الفلسطينيون والعرب أنفسهم بالسكاكين والعصي حتى تسيل الدماء.
ما زلنا نراهن وننتظر بطلا أمريكيا وآخر إسرائيليا كي يقدم لنا حقوقنا على طبق من فضة وهذا البطل الأمريكي ينطبق على عمرو موسى والإسرائيلي ينطبق على احمد الطيبي وفق ما نحلم به .
رغم ان البطل الأمريكي والإسرائيلي موجود دائما وهو إرادة الأمة العربية ولانريد أن نراه لان البطل بالمواصفات والمقاييس التي نتخيلها يحتاج الى معجزة كي يظهر .. فقد صفق العرب كثيرا لفوز اوباما وكانت فرحتهم لا توصف لانه حسب تفكيرهم اول رئيس اسود امريكي واصوله مسلمة وبمعنى اخر إنها معجزة وبالتالي فان الرئيس الأمريكي سيقلب كل الموازين .. حتى أن القذافي شغل نفسه لفترة طويلة بتأليف قصص تتعلق باصول اوباما الإسلامية وان اسمه الحقيقي “ابو عمامة” وباصول مانديلا العربية وللأسف فان كل هذه القصص لم تنقذ القذافي من قرار اتخذه اوباما وانتهى به الأمر مقتولا شر قتلة .
قبل سنوات انتخب احمد الطيبي نائبا لرئيس الكنيست الإسرائيلي وماذا عساه أن يفعل لفلسطين والقضايا العربية سوى أن يرفع ضغط نتنياهو وليبرمان رغم كل الحس الوطني الفلسطيني والعربي للنائب احمد الطيبي ومواقفه المشرفة.
إننا ننتظر المعجزة التي لن تأت طبعا لأننا كفلسطينيين وعرب من يصنع المعجزة ومن يغير السياسة الأمريكية والإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية والقضايا العربية .
ووسائل إعلام دول الخليج تعيش حالة من الصدمة بسبب الموقف الأمريكي تجاه إيران والخطر الذي يمكن ان تتعرض له دول الخليج خلال المستقبل القريب اذا كشرت ايران عن أنيابها وسمع لها زئير في المنطقة ولم أقرا لكاتب خليجي واحد يقول مثلا :” نحن من يقرر ونحن من يتحكم بالمصالح الأمريكية في المنطقة وأننا نرى روح الملك الشهيد فيصل ترفرف وتحلق فلنسير على خطاه حتى يقرر العالم اتخاذ السياسات التي لا تتعارض مع المصلحة الخليجية والعربية العليا “.
في أي وقت يمكن أن تتغير السياسة الإسرائيلية تجاه السلطة الوطنية إذا انشغلنا بالأدوات والوسائل اللازمة التي تجبر أي رئيس حكومة إسرائيلية على الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة حتى لو كان رئيس الحكومة أكثر تطرفا من نتنياهو مثل ليبرمان .
والدليل أن شامير اجبر على التوجه الى مؤتمر مدريد للسلام في عام 1992 عندما توفر الضغط الدولي اللازم في عهد الرئيس بوش الأب بعد أن هدد إسرائيل بوقف ضمانات القروض إن لم تتوجه إسرائيل إلى مدريد .
وأظن ان شارون أكثر تشددا من نتنياهو ومع هذا انسحب من سيناء ودمر بنفسه بالبلدوزر مستوطنة ياميت في سيناء وانسحب من قطاع غزة تحت ضغط المقاومة وانسحب نتنياهو من الخليل عام 1996 بعد أحداث النفق .
فلسطينيا هنالك وسائل كثيرة للضغط على إسرائيل حتى بعيدا عن العمل المسلح أهمها توحيد الصف الفلسطيني وان نرى مساعدين للرئيس ابو مازن من القوى الوطنية والإسلامية والفصائل بحيث تنتفض السلطة الوطنية إعلاميا وسياسيا وان نخاطب العالم بلغة واحدة وان نشعل العالم العربي إعلاميا وسياسيا وان نشغل الرأي العام الأوروبي والأمريكي بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية .
إنها امرأة واحدة استطاعت أن تحرر جنوب إفريقيا من النظام العنصري فقد قضى الزعيم الافريقي مانديلا سنوات طويلة في المعتقل منسيا على مستوى العالم قبل أن تقرر زوجته التوجه الى أمريكا وهناك عرف الرأي العام الأمريكي بقضية مانديلا وبعد 25 عاما من السجن خرج ليقود شعبه نحو العدالة والسلام والمحبة .
ولو حصل وان أصبح احمد الطيبي رئيسا للحكومة الإسرائيلية فانه سيقف عاجزا عن فعل شيء إن لم نبادر بالفعل ليتحرر من ضغوط اليمين الإسرائيلي وإلا سنبقى ضحية المزايدات الانتخابية الإسرائيلية .. ولو حصل وأصبح عمرو موسى رئيسا لأمريكا لن يستطيع فعل شيء لأمة فاقدة للإرادة وتجربته كأمين عام للجامعة العربية ما زالت في الذاكرة فقد فعل المستحيل كي تتحرر الإرادة العربية وان تنهض امة العرب ولكن سلبية الدول العربية واتكاليتها جعلتها دائما تنتقل من حالة انهيار إلى أخرى .
والآن يمكن للقائمة العربية الموحدة وقد أصبحت القوة البرلمانية الثالثة أن تفعل الكثير بإطار خطة وطنية فلسطينية شاملة يقررها الرئيس أبو مازن بالتشاور مع كل القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في الضفة وغزة والشتات الفلسطيني لتعمل على الساحة الفلسطينية والإسرائيلية والدولية وبدون ذلك فان كل ثقل القائمة العربية الموحدة في الكنيست لن يتجاوز إدخال مساعدات غذائية وإنسانية لقطاع غزة من كرم أبو سالم .
التعليقات مغلقة.