خلال جولة لإعلاميين على محميّتي الشومري والازرق … السياحة في بلدي .. كيلومترات معدودة بين محميتين طبيعيتين تذهلك لإختلاف ظروف الحياة بينهما.

 الثلاثاء 17/10/2017 م …




الأردن العربي – كتب ايمن عبدالحفيظ …

  • الصورة أعلاه من محمية الشومري …

مفارقة تذهلك عندما تزور محميتين طبيعيتين إحداهما صحراوية بطبيعة مناخها وظروف الحياة فيها والاخرى مائية بظروف مناخية مختلفة بالرغم من ان كيلو مترات معدودة تفصل بينهما.

فالسياحة في بلدي من اروع الاشياء التي قد تتحصل عليها ومنها السياحة البيئية وهو ماعمدت إدارة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة عليه عندما نظمت مؤخرا  جولة إعلامية لعدد من  الاعلاميين وباحثين من الطلبة الاجانب  زيارة لمحميات الشومري الصحراوية والازرق المائية في منطقة الازرق بشرق المملكة، والتي رافقنا خلالها مشرف العلاقات العامة بالجمعية عدي عمايرة.

فالاولى محمية الشومري للاحياء البرية  والتي اسست العام 1975 لتكون باكورة المحميات في المملكة، بهدف توطين المها العربي والتي نجحت الجمعية بتحقيق هدفها وعمدت الى تأمين الاعداد التي سوف تعيش بأريحية فيها ووفق دراسة علمية مدروسة وبأعداد تتناسب ومساحة المحمية البالغة 22 كيلومترا مربعا لتكون ملاذا آمنا لها ثم تطلق لترعى وفق غريزتها التي خلقها الله عزوجل عليها.

وفي مطلع ثمانينيات القرن الماضي، حققت الجمعية أولى نجاحاتها  بعد إطلاق 31 مها عربيا من الأسر إلى موطنها الطبيعي داخل المحمية. ثم يصار الى نقلها  والتي تزيد عن حاجة المحمية الى مناطق اخرى في الوطن العربي من خلال اهدائها لدول اخرى تعمل على توطينها لديها كالمملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج العربي بالاضافة الى إدخال حيوانات مهددة بالانقراض كالحمار البري الاسيوي وغزال الريم، وبعض الحيوانات المفترسة كالذئاب والقط البري والثعالب الحمراء وإبن اوى والضبع المخطط الوشق وبعض الافاعي ذات السمية العالية لتشكل في ذلك محاولة ناجحة في إعادة توازن الطبيعة البرية المتوحشة لها لتشكل سيمفونية متناغمة للحياة البرية الطبيعية لتطرب ناظرها.

المحمية والتي تقع الى الشرق من عمان العاصمة وبمسافة تسعين كيلوا مترا تقريبا يقطعها اربعة اودية اهمها وادي الشومري والذي سميت باسمه ووادي  الضبي تضم تنوعا بيئيا رائعا في النباتات والحيوانات البرية وبعدد يربو عن 193 نوعا نباتيا اكثرها شيوعاً القيصوم، الشيح البابونج، الغضا، الشنان، الرتم و الحرمل.

اما بالنسبة للطيور التي تم رصدها ومشاهدتها  فتشمل العقاب، الباز و الرخمة المصرية حيث تقع المحمية على مسار هجرة رئيسية عالمية بين اوروبا واسيا وافريقيا لتكون بذلك نقطة هامة لنشاط الطيور والتي تتوقف فيها بهدف التزاوج والغذاء والراحة، وقاد الباحث البيئي مراد مالك والدليل السياحي جعفر حيمور التعريف عن كثب على المحمية بتفاصيلها الدقيقة.

  • الصورة من محمية الأزرق …

.والى مسافة ليست ببعيدة عن موقع المحمية الصحراوية اسست محمية جديدة على طرف نقيض من محمية  الشومري الصحراوية هي محمية الازرق المائية وبمساحة تقارب 75 كيلومترا بعد التوسعة، بهدف  حماية اسماك السرحان الفقارية والتي لاتعيش عالميا الا في بيئة الازرق المائية والمهددة بالانقراض نتيجة عمليات الصيد الجائرة بالاضافة الى انها غذاء للطيور المهاجرة والتي تعد بالملايين وتتنقل في رحلتها الخريفية والربيعية من كل عام شمالا وجنوبا بحثا عن الدفىء والغذاء في آن.

المحمية والتي  اسست اواخر سبعينيات القرن الماضي وقاد التعريف خلال الجولة مدير المحمية حازم الحريشة، رصد فيها نحو 350 طائرا مائيا مهاجرا قد جاءت فكرة إنشائها لمحاولة إعادة إحياء الحياة البرية الطبيعية لاسماك السرحان والطيور المهاجرة والعمل على توطين بعضها واهمها طائر الحبار وحاليا تم توقيع اتفاقية مع جمعيات في الامارات العربية المتحدة بهدف تنفيذ مشاريع تسعى الجمعية لتحقيقها بالمحافظة على نمط الحياة البرية ومنعها من الانقراض.

وبسبب الضخ الجائر لمياة الحوض تلاشت العديد من هذه الحيوانات الا ان الجمعية قادت العمل نحو إعادة احيائها مجددا من خلال الاتفاق مع جهات حكومية بالضخ عكسيا للمياه الى منطقة الازرق والعمل لا زال مستمرا لغاية تحقيق الهدف منها.

المحمية والتي تمتاز بجمالها اللامتناهي لعشاق اجواء الواحات المائية والطيور والاسماك قسمت وفق عمل هندسي غاية في الروعة الى واحات صغيرة تتصل للمارة بجسور خشبية كممر القصيب والذي يتيح فرصة المشي والتعرف على المحمية عبر مناطقها الجافة والرطبة ولتشاهد من اعلاها الاسماك والطيور وفرصة مشاهدة الجاموس المائي  وصولا الى مبنى خصص لمراقبة هجرة الطيور وبشكل لايخيفها فتبقى اطول مدة ممكنة وتراقب سلوكها.

الجمعية عمدت الى توفير مختلف وسائل الراحة للسائح والباحث والطالب الزائر وغيرهم لمحمياتها من خلال إعادة تأهيل مستشفى عسكري بريطاني قديم في اربعينيات القرن الماضي وتحويله لنزل لمبيت الزوار الراغبين بالمبيت والعمل على تأمين سبل ترفيهية لهم كالدبكة الشعبية  الدرزية  بالاضافة الى وجود العديد من المشاغل اليدوية كالرسم على بيض النعام والطباعة الحريرية ومشغل التغليف والالعاب التعليمية وإعادة التدوير والخياطة بالاضافة الى تأمين اطباق تقليدية تحضر بأيدي سيدات من المجتمع المحلي لتكون رافدا ماليا مناسبا للسكان المحليين والعمل ايضا على تطوير وتحسين المناطق المحيطة لتعود بالنفع للصالح العام.

هي إذا ساعات قضيناها في ربوع الطبيعة المتوحشة، إلا انها  تركت اثرا ايجابيا كبيرا في نفوس المشاركين لجمال وروعة الطبيعة التي حاكت الى قدر كبير الحياة البرية الطبيعية المتوحشة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.