ويستمر العدوان التركي على سورية / فؤاد دبور

فؤاد دبور* ( الأردن ) الأربعاء 18/10/2017 م …




* أمين عام حزب البعث العربي التقدمي …

يدلل العدوان التركي ضد سورية ومنذ بداية الأزمة فيها والذي تمثل في تدريب وتسريب الإرهابيين والسلاح إلى الداخل السوري وظهر بوضوح فاضح في العدوان على الشمال السوري وبخاصة مدينة جرابلس وجوارها مع التحالف المعادي لسورية، الصهيوني- الاخواني- الأمريكي ومن مظاهر هذا العدوان أن سورية تتعرض ومنذ أكثر من ست سنوات ونصف لتهديدات تركية تمثلت أيضا بحشود عسكرية عدوانية وبإطلاق قادتها تصريحات ضدها والإقدام على أعمال وممارسات وسياسات تتنافى مع مبادئ حسن الجوار والعلاقات الدولية وتتنافى مع القيم الأخلاقية والإنسانية بين الشعبين المسلمين في تركيا وسورية ويستند هؤلاء القادة في هذه المواقف العدوانية على ذرائع وحجج ساقطة ولا أساس لها من الصحة بإدعاء الحرص على شعب سورية ووحدة سورية امام طرح الاكراد المزعوم للفدرالية وهي تصدر لهذا الشعب أدوات القتل والإرهاب والعدوان العسكري.

أن دوافع اردوغان واضحة للعيان ولكل من يتابع التطورات السياسية والعسكرية في سورية ولكل من يتابع أيضا ابعاد وأهداف العدوان على سورية ومكونات هذا العدوان الأمريكان والصهاينة والأدوات من أنظمة ومنظمات تدعي انها عربية وإسلامية.

ولا يخفى على احد أن الوضع الداخلي في تركيا غير مستقر خاصة بعد الانقلاب الفاشل مؤخرا، وان رجب طيب اردوغان يواجه العديد من المشاكل والإشكالات وفي المقدمة منها الفساد المالي والتخبط السياسي في علاقاته مع الادارة الامريكية والدول الاوروبية وقضية الاكراد وبخاصة كردستان العراق. وقد فشل اردوغان في حل المشاكل وحاول تغطية هذا الفشل بتصدير أزمته نحو سورية بعدوان سافر حيث دفع بالإرهابيين إلى الداخل السوري في الشمال وبدعم وإسناد وقوة نارية من دباباته مستخدما سلاح الجو التركي والامريكي داخل الأراضي السورية وبذريعة حربهم لداعش والاكراد السوريين ويتصاعد العدوان الاردوغاني على سورية. في مرحلة سابقة وها هو الان يحاول الارتكاز على مقررات “استانا” حيث يتجاوز هذه المقررات ويدفع بقواته بعيدا الى اطراف محافظة حلب الغربية في عدوان سافر وبالمشاركة مع عصابات النصرة الارهابية. في الوقت الذي يعززون علاقاتهم، التي لم تنقطع، رغم المعارضة الشديدة من أغلبية الشعب التركي الذي يرى أن لا مصلحة له في معاداة سورية ولسنا بحاجة إلى التأكيد على الموقف وجماعة الإخوان المسلمين الداعم لحزب اردوغان واعوانه رغم تحالفهم مع الكيان الصهيوني وانتهاج سياسات لا تهدد سورية وشعبها فحسب بل تهدد الأمن القومي العربي مثلما تهدد مصالح الشعب التركي نفسه.

لقد أوقعت الطبقة الحاكمة في تركيا شعبها في شباك النزعة العدوانية الصهيونية الامبريالية الاستعمارية المعادية للأمة العربية والإسلامية حيث انها عندما تهدد سورية وتقوم بالعدوان والضغط عليها سياسيا وامنيا واقتصاديا وعسكريا فهي تدعم بالتأكيد سياسة حكومة نتنياهو العدوانية التي أخذت من جانبها تصعد العداء ضد سورية وتتدخل بشكل مباشر في مجريات الأحداث في سورية عبر دعم الإرهابيين بكل الوسائل ومنها قيامها بالعدوان على مواقع عسكرية سورية ومدنية في داخل الأراضي السورية متجاهلة ومتجاوزة القوانين الدولية.

ومن الطبيعي أن تقوم حكومة نتنياهو بالعدوان على سورية التي تمثل رمز النضال والمقاومة ضد الكيان الصهيوني مثلما تمثل القلعة الصامدة التي تتحطم عليها المشاريع الأمريكية- الصهيونية التي تستهدف الأمة العربية مثلما تستهدف بالتحديد التيار المقاوم في الأمة والمنطقة لكن نتوقف مليا امام سياسات الطغمة الاردوغانية الحاكمة في تركيا التي تدعي الإسلام وانها تقود حزبا إسلاميا اخوانيا ما يجعلها لو كانت فعلا تؤمن بالإسلام والأمة الإسلامية وتؤمن بحق الجوار وتتحلى بأخلاق الإسلام لما أقدمت على العدوان ودعمت الإرهاب الذي يرتكب المجازر الدموية الوحشية البشعة ضد الشعب العربي المسلم في سورية مثلما تقوم هذه المجموعات الإرهابية بتدمير المدن والقرى والمؤسسات في سورية.

ونؤكد بأن تركيا حزب العدالة والتنمية تقتل في سورية وتدمر وان اردوغان سيبقى غير موثوق به ولا يؤتمن جانبه سواء ذهب الى موسكو ام طهران.

سورية وشعبها وجيشها وقيادتها التي تتحلى بالشجاعة أولا وبالقدرة على التعامل مع العدوان التركي تتحلى بالوعي ثانيا وبما يجنب الشعب في سورية والشعب في تركيا كارثة كبرى تعمل قيادة اردوغان- على خلقها دون التوقف عند نتائجها المدمرة على البلدين من اجل تحقيق مصالح “سلطان” يعمل من اجل الاستمرار في الحكم لقد فشل “هذا السلطان” في تحقيق اهدافه وسوف يخرج مهزوما وسوف يفشل امام ارادة صمود سورية شعبا وجيشا وقيادة وها هي الانتصارات لسورية تتصاعد ايضا حيث يتم تحرير مدن طالما راهن الارهابيون على احتلالهم لها وقد مهدت هذه الانتصارات ارضية صلبة لتحقيق النصر الكبير الناجز والمتمثل بتحرير كل الارض السورية من العصابات الارهابية ومن قوات اردوغان وكذلك قوات الغزاة الامريكيين، رغم التنسيق وتوفير الحماية لهذه العصابات امريكيا وتركيا.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.