بمناسبة مئوية وعد بلفور … وجوب مقاضاة بريطانيا على جريمتها العظمى / د. غازي حسين

د. غازي حسين ( فلسطين ) الأربعاء 18/10/2017 م …




جاء في الرسالة التي وجهها القائد العربي الخالد جمال عبد الناصر الي الرئيس الامريكي جون كنيدي حول وعد بلفور المشئوم مايلي:

لقد أعطى من لا يملك وعداً لمن لا يستحق واستطاع الاثنان من لا يملك ومن لا يستحق  بالقوة والخديعه ان يسلب صاحب الحق الشرعي حقه في ما يملكه وفي ما يستحق.

واكد الرئيس الخالد عبد الناصر ان حق عودة اللاجيئين الي ديارهم مرتبط بحقهم الطبيعي والقانوبي و الشرعي و الانساني في وطنهم فلسطين.

ورفض رفضاً قاطعاً شطب حق عودة اللاجيئين الي ديارهم والترحيل و التوطين والوطن البديل واعتبر ان الصراع مع العدو صراع وجود وان مااخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة ولان العدو الصهويني لايفهم إلا لغة القوة  وامن بوجوب تحرير فلسطين وزوال الكيان الصهويني

يعتبر الشعب الفلسطيني وبقية الشعوب العربية والإسلامية ان  وعد بلفور المشؤوم جريمة عظمى ارتكبتها الحكومة البريطانية بحق الشعب العربي الفلسطيني وجميع الشعوب في منطقة الشرق الأوسط، وذلك لحل المسألة اليهودية في أوروبا التي تسبب بها الأوربيون بحق مواطنيهم اليهود والتخلص منهم ومن دسائسهم، ولخدمة المصالح الاستعمارية لبريطانيا والمصالح الصهيونية بتنظيف أوروبا من اليهود وغرسهم في فلسطين العربية واقتلاع الشعب الفلسطيني من وطنه فلسطين وتهويدها من البحر حتى النهر.

تعاونت الصهيونية مع الدول الاستعمارية وألمانيا النازية والحركات اللا سامية لتحقيق هذا الهدف الصهيوني الشيطاني. واستغلت اليهودية العالمية معزوفتي اللا سامية والهولوكوست النازي والمبالغة فيهما لتحقيق وعد بلفور ونظام الانتداب البريطاني وقرار التقسيم غير الشرعي لإقامة إسرائيل في فلسطين العربية وقلب الوطن العربي والمنطقة الإسلامية.

وأصبح يوم صدور وعد بلفور في تشرين الثاني من كل عام قبل مئة سنة أهم كارثة أليمة حلت بالشعب العربي الفلسطيني والأمة العربية. فالوعد المشؤوم أدى إلى النكبة المستمرة وتأسيس إسرائيل وإشعالها لحرب عام 1948 وحرب عام 1967 العدوانيتين واحتلال كل فلسطين بما فيها مدينة القدس مدينة الإسراء والمعراج والمدينة التي أسسها العرب قبل ظهور اليهودية والمسيحية والإسلام. وحررها رجال الصحابة من الغزاة الرومان. وأصبحت مدينة عربية إسلامية وعاصمة فلسطين وعاصمة الخلافة الاموية والعباسيه أي عاصمة الفلسطينيين والعرب والمسلمين.

إن وعد بلفور غير قانوني وغير شرعي وباطل وما بني على باطل فهو باطل مهما طال الزمن، ويحمّل الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية الحكومة البريطانية مسؤولية الظلم الفادح والمآسي والويلات والعذابات والمجازر الجماعية والحروب العدوانية والاعتداءات المستمرة التي ارتكبتها إسرائيل بحق فلسطين وسورية ولبنان ومصر والأردن والعراق وليبيا.

أدى وعد بلفور المشؤوم ونظام الانتداب البريطاني وقرار التقسيم ودعم الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا إلى تشجيع إسرائيل على ارتكاب الحروب أي ارتكاب جرائم ضد السلام وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجريمة التطهير العرقي وإلى تحويل فلسطين العربية إلى أكبر غيتو يهودي استعماري وعنصري وإرهابي ودولة لجميع اليهود في العالم في قلب المنطقة العربية والإسلامية.

وتعمل إسرائيل بالتعاون مع آل سعود وثاني ونهيان على إشعال الفتن والنعرات الطائفية والمذهبية والعرقية لتفتيت البلدان العربية وإعادة تركيبها من خلال مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير وتوزيع جديد لمناطق النفوذ وترسيم جديد للحدود وتوقيع اتفاقية سايكس ـــ بيكو 2 لإقامة إسرائيل العظمى الاقتصادية وجعلها القائد والحكم والمركز في المنطقة. وبالتالي تطبيق الحل الصهيوني لقضية فلسطين بتصفيتها وإقامة الوطن البديل في الأردن وإنهاء الصراع العربي ــ الصهيوني وإقامة الشراكة الأمنية والاقتصادية مع مملكة آل سعود ومع بقية الممالك والإمارات التي أقامتها بريطانيا وتحميها الولايات المتحدة ومع بعض الرؤساء العرب كالطاغية المخلوع حسني مبارك، الذي كان كنزاً استراتيجياً كما وصفه الفاشي نتنياهو والحاخام العنصري عوفيديايوسيف.

ويستذكر الشعب والأمة في هذه الذكرى الأليمة ذكرى مرور قرن على وعد بلفور المشؤوم تقرير كامبل الاستعماري الذي نص على تأسيس إسرائيل في فلسطين لعرقلة تحقيق الوحدة العربية وتفتيت البلدان العربية ومنع التنمية والتطور فيها والمحافظة على تخلفها. كما نستذكر اتفاقية سايكس ـــ بيكو عام 1916 وقرار مؤتمر فرساي عام 1919 الذي قرر فصل سورية الجنوبية أي فلسطين عن سورية الأم وقرار الحلفاء في مؤتمر سان ريمو بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني وتضمين صك الانتداب البريطاني التزام بريطانيا بتحقيق وعد بلفور. وعينت بريطانيا اليهودي المتطرف هربرت صموئيل أول مندوب سامي لها على فلسطين. وفتح أبواب فلسطين على مصراعيها للهجرة اليهودي. ومنح مئات الآلاف من الدونمات للمستعمرين اليهود. واصبحت الوكالة اليهودية في فلسطين حكومة داخل حكومة الانتداب البريطاني. وقامت الوكالة اليهودية بالتعاون مع ألمانيا النازية بتهجير يهود ألمانيا إلى فلسطين. ودعم هتلر هجرة يهود ألمانيا إلى فلسطين فقط.

وأعطاهم تعويضات عن أملاكهم وأموالهم في ألمانيا بضائع ألمانية بموجب اتفاقية هافارا  عام 1934 بين وزارة الاقتصاد الألمانية والوكالة اليهودية بفلسطين.

ويستذكر الشعب والأمة أيضاً مجزرة دير ياسين و74 مجزرة أخرى ارتكبتها العصابات اليهودية الإرهابية المسلحة لترحيل الشعب الفلسطيني ومصادرة الأراضي والممتلكات الفلسطينية وتدمير القرى والبلدات والمدن الفلسطينية وإقامة المستعمرات اليهودية على أنقاضها.

ويؤكد شعبنا العربي الفلسطيني بمناسبة مرور مئوية وعد بلفور الاستعماري إن قرار التقسيم كان أكبر جريمة ارتكبتها الأمم المتحدة والدول الغربية بحق الشعب والأمة وبحق الأمن والاستقرار والتنمية والتطور والسلام في البلدان العربية وبقية بلدان الشرق الأوسط وإن حق عودة اللاجئين إلى ديارهم واستعادة أرضهم وممتلكاتهم هو جوهر قضية فلسطين.

ويتمسك شعبنا بمناسبة مرور هذه المئوية الأليمة بخيار المقاومة المسلحة والعمل على تسليح الضفة الغربية واستحالة التعايش مع الكيان الصهيوني.

ويصر الشعب العربي الفلسطيني على وجوب ملاحقة الحكومة البريطانية قانونياً وسياسياً وأخلاقياً وحث جميع المؤسسات القانونية في البلدان العربية والإسلامية وعلى رأسها نقابات المحامين واتحاد المحامين العرب ومنظمات المجتمع المدني على رفع دعاوى أمام المحاكم الوطنية وأمام المحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة بريطانيا على إصدار وعد بلفور المشؤوم وتأسيس إسرائيل كغدة سرطانية خبيثة في جسد الأمة العربية والإسلامية. فمأساة شعبنا الفلسطيني بدأت على يد بريطانيا صاحبة الوعد غير القانوني وغير الشرعي والباطل. وتعمقت باستمرار النكبة والهولوكوست الإسرائيلي والاستعمار الاستيطاني اليهودي العنصري والإرهابي المخالف للمبادئ الأساسية اللزمة في القانون الدولي وعلى رأسها حق الشعوب والأمم في تقرير المصير والسيادة والاستقلال الوطني.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.