انتبهوا … واشنطن تواصل التامر حتى بعد هزيمة الارهاب بالمنطقة / كاظم نوري الربيعي

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) السبت 21/10/2017 م …




من يعتقد ان الامور  ستتسم  بالهدوء وان الاوضاع سوف تستقر  او العلاقات ستتحسن بين الكرد  وبغداد فهو واهم لان فرض القانون في كركوك والمناطق الاخرى مؤخرا  وفق ما جرى سوف لن يضع حدا لمؤامرة تقسيمية   رسمت خطوطها الولايات  المتحدة في كل من  العراق  وسورية  وهاهي التسريبات الامريكية التي اوردتها مجلة  فورن  بولسي التي نقلت عن مسؤولين  امريكيين في البنتاغون تشير  الى ان القوات الامريكية لن تنسحب من المناطق التي تتواجد فيها بسورية حتى بعد هزيمة ” داعش”  والحجة هي   تقديم المساعدات الى المناطق التي تقع تحت سيطرة ” الكرد” والكذبة هي ” من اجل ان لاتقع تلك المساعدات  بيد الدولة السورية.

ماذا تبيت واشنطن لسورية وماذا بشان العراق الموجودة فيه اصلا ولها قواعد عسكرية منها معلنة ومنها لايعرف بها المسؤولون في بغداد  ولا يعرفون تعداد العسكريين المرابطين حتى في مناطق قريبة من كركوك طالما ان الشمال العراقي وهو ما اكده ” استفتاء بارزاني المقبور” يغرق بنشاطات استخبارات الدول المعادية  للعراق وسورية وفي المقدمة ” الموساد”.

صحيح ان هزيمة الكرد في مناطق كركوك وسهل  نينوى وغيرها من المناطق التي استغلت البيشمركة الاوضاع الكارثية التي اعقبت زحف داعش عام 2014 هي هزيمة للمشروع الامريكي التقسيمي لاننا نعرف جيدا موقف واشنطن المنافق.

فمن جهة تدعي الحياد وفي السر تحث ” بارزاني ” على مواصلة الاستفتاء والا بماذا نفسر اصراره على” الاستفتاء” رغم الاعتراضات من دول مثل تركية وايران التي ترفض وبقوة اي تحرك من هذا  النمط الذي تمتد مخاطره الى اراضيهما.

وحتى في الامم  المتحدة التي تحولت الى اداة امريكية قبل التصدي الروسي  الدبلوماسي لها باستخدام ” الفيتو”  ولمرات عديدة في سابقة هي الاولى من نوعها بعد ان تمادت واشنطن  مستغلة اروقة مجلس الامن لخدمة  مخططاتها في  العالم محاولة فرض قطب احادي الجانب .

ويلاحظ ان اكثر ما اثار الولايات الموقف الروسي من الازمة السورية التي تفجرت جراء ارسال جيوش من الارهابيين اليها واشعال فتيل حرب على اراضيها بتنسيق مع تركية وانظمة خليجية معروفة بتامرها على الامتين العربية والاسلامية  وصرفها المليارات من الدولارات خدمة للمشروع الامريكي الصهيوني الذي تم التصدي له في كل من العراق وسورية وبقوة وقد اصبح على طريق الهزيمة المنكرة الوشيكة .

ان اكثر ما ازعج واشنطن وتل  ابيب افشال المراحل الاولى والاساسية  من المؤامرة في المنطقة لكن الولايات المتحدة تحاول ايجاد المبررات وتورد الاكاذيب من اجل ان تسوغ وجودها شبه الدائم على الارض  السورية خاصة في المناطق الحدودية بين سورية  والعراق وسورية والاردن لانها لاتحتاج الى مبررات   لمواصلة وجودها العسكري في  العراق والحجة ” جاهزة” مستشارين ” و” ومدربين” وهم بالالاف  الى اخر هذا الاكاذيب التي لم تعد  تخفى على احد.

فالولايات المتحدة التي فشلت فشلاذريعا في انجاز  مشروعا التخريبي في المنطقة والذي  فضح التنسيق بين الارهابيين والقوات الامريكية خاصة في سورية حيث تم نقل الالاف من الارهابيين من مناطق  تقع تحت سيطرة القوات الامريكية في سورية الى مناطق اخرى لمقاتلة القوات السورية والقوات الرديفة  فضلا عن انقاذها العديد من قادة الارهابيين ولاندري ماذا حل ” ب”  ابو بكر البغدادي” هل هو في الحفظ والصون الان  وبين اسياده  ؟؟

كما قدمت واشنطن معلومات استخبارية  للارهابيين عبر الاقمار الاصطناعية تسببت في قتل العديد من الجنرالات الروس بعد تحديد اماكن وجودهم ولانستبعد ان استشهاد القائد السوري زهران الذي يقود العمليات في دير الزور كان بمساعدة القوات الامريكية.

لم يعد بيد واشنطن سوى ورقة الكرد تحاول ان تلعبها رغم خطورة ذلك خاصة وان  بغداد تمكنت من حرق جزء من هذه الورقة بفرض  سيادتها على المناطق التي يسمونها ” متنازع عليها” في فقرة ”  جرى تثبيتها في ” الدستور” الذي سلقوه سلقا وحولوه الى ” لغم” يمكن تفجيره في اية لحظة لان ايادي اجنبية ساهمت بوضعه.

حري بحكومة بغداد ان تلتفت قبل كل شيئ  اذا كانت جادة الى ” الدستور” لانه سبب كل مصائب العراق والا سوف تستمر ” المؤامرات ” والتفسيرات” التي لااول لها ولا اخر مما سيجلب المزيد من الكوارث والويلات للعراقيين.

مثلما على حكومة بغداد ان تدرك جيدا ان ماحصل في شمال العراق باصرار ” بارزاني” على الاستفتاء هو مؤامرة متشعبة  الجوانب وسوف تتواصل مالم يتم التصدي بحزم لمن يقف من قادة الكرد خلف  هذه المؤامرة ومحاكمتهم على كل قطرة دم تسيل جراء ذلك .

كما يجب محاكمة اولئك الذين خذلوا العراق وسلموا المحافظات للارهاب عام 2014  سواء كانوا عسكريين او مدنيين وان لاتتم مجاملتهم في اطار سياسة ” هجينة غريبة ” متبعة في  العراق  ويتفرد بها في العالم  تتمثل ” تكريم المهزوم والسارق واللص وناهب ثروات الوطن  وترقيته الى موقع اعلى مما يجعله يتمادى في  سياسته التخريبية سواء كان ذلك في بغداد او اربيل او اي محافظة عراقية .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.