ما وراء التغيرات المتسارعة في المنطقة؟ / طالب زيفا

 




طالب زيفا* ( الأحد ) 22/10/2017 م …

تشهد المنطقة تطورات متسارعةوخطيرة على كافة الأصعدة وفوضى أراد أصحابها إعادة خلط الأوراق , ومحاولة اشعال بؤر توتر لتوسيع وتجديد دائرة النار،وكلما اقتربت نهاية داعش كتنظيم ارهابي وبدأت حلحلة بقية التنظيمات كتنظيم النصرة وغيره ؛تفتح مشاريع جبهات كانت تبدو بعيدة عن الاشتعال مثل استفتاء كردستان وتهديد ترامب بإلغاء أو تعديل اتفاق الملف النووي الإيراني ،وتجاوز تهديد ترامب لهذا الملف واتهام إيران بعدة اتهامات خطيرة تنذر باندلاع مواجهات في حال حدثت بحرب إقليمية وربما عالمية رغم استبعاد ذلك وكأن المنطقة تنتقل من خطة (ألف إلى باء وجيم….)

وتعمل أمريكا التي دخلت كأصيل في كثير من الملفات الساخنة ،وكلما بردت ملفات محاربة داعش وأنجز منها الكثير تجد المنطقة نفسها أمام بؤر جاهزة للإشتعال خدمة لمصالح أمريكية اسرائيلية وحتى الأدوات الممولةالتي تعمل كآمر صرف مالي إضافة لأدوارهم التحريضية والتي تعمل ليل نهار على التحريض والتشوية وأحيانا صناعة الحدث أو على الأقل تضخيمه كجزء من حرب نفسية اعلامية ،والإيهام كأن الحرب أهلية أو طائفية ،

ولم تدخر جهدا من أجل خدمة المصالح الأمريكية الإسرائيلية وكأن العدو الأساسي لبعض الدول الإقليمية هو محور المقاومة وبشكل أقل الحكومة العراقية وأحيانا تطال حربهم النفسية روسيا خاصة في خطب الجوامع التابعة للسلطات في بعض دول الخليج ،ومثال ذلك ماذا كان مضمون الخطب في تلك الجوامع عن كركوك وعن ما قيل عن تدخل إيراني في كركوك وما قالته معارضة الهيئة العليا للمفاوضات في الرياض التي عبرت عن انزعاجها من تحرير معظم دير الزور من داعش ومن موقفها المؤيد والمرحب بالدخول التركي المريب لإدلب وتعاونه مع فتح الشام النصرة الإرهابية ،والتأكيد الأمريكي بالبقاء في سورية حتى بعد القضاء على داعش.

والسؤال : ماذا تريد أمريكا من دعم فصائل ذات توجه انفصالي رغم قناعة أمريكا بفشل مشاريع كهذه في العراق أو سورية؟وهل لا تزال أمريكا التي باءت معظم مشاريعها بالفشل حيث انقلب السحر على الساحر في العديد من الملفات التي ساهمت بإشعالها في المنطقة ؟وماذا تحصد الإدارة الأمريكية في ظل وجود رئيس أمريكي زئبقي متقلب عنصري فاشي مهزوز وفي ظل تراجع ميداني للإرهاب المدعوم أمريكيا في المنطقة؟ إذا كانت أمريكا تهدف من ضمن ما تخطط له قطع طريق محور طهران بيروت فإن الواقع على الأرض يشي بعكس ما خططت له أمريكا ،وإذا أرادت إبعاد إيران عن العراق وسورية وإضعاف حزب الله وفصل سورية عن لبنان فإن المشروع الأمريكي أحبط في مكانه , فحزب الله الآن أكثر خبرة وقوة بفعل تراكم الخبرات من خلال حروبه ضد داعش والنصرة وبقية الجماعات المسلحة الإرهابية في سورية ولبنان. ولكن بعد أن قاربت هزيمة داعش في سورية والعراق ما الخطط البديلة التي ستطرح للتعويض من قبل الحلف الآخر المعادي والذي لن يقر بالهزيمة ولا يريد لسورية والحلفاء (بانتصار واضح)؟ يمكن القول بأن الإدارة الأمريكية قد تصعد في أمكنة أخرى , وقد تحاول فتح جبهات تحت عناوين متعددة , وما الدعم الأمريكي لجهات ذات نوايا انفصالية والسكوت الأمريكي عن توغل تركيا في الشمال السوري, رغم اتفاقه مع جبهة النصرة المصنفة ارهابية وفق القرارات الدولية واستمرار الدعم الخليجي للجماعات المسلحة ومن ضمنها النصرة باعتراف مشيخة قطر ,

إلا جزء من أوراق يمكن استخدامها كورقة ضغط على روسيا وسورية والحلفاء حتى تحصل على مكاسب من الحرب القذرة والتي شاركت فيها أمريكا عبر الوكلاء وبالأصالة في معظم الأحيان ،دون أن تحارب داعش وإنما تعمل بعد توظيفه إلى احتوائة وهذا ما تم في كل من العراق وسورية،وعلينا ألا ننسى ما ذكرته بعض الصحف الأمريكية مثل صحيفة واشنطن بوست ونيويورك تايمز بأن الأسلحة الأمريكية والمال الخليجي والتسهيل والبادية السورية 2014 في حزيران وأمريكا هي من أتاح لداعش من التنف محاولة السيطرة على مناطق محررة في البادية منذ ايلول الماضي. وأخيرا يبدو بأن ارتباكا في المحور المعادي بعد الانتصارات الميدانية في العراق وسورية يفضي إلى تحولات إيجابية لن تصب في مصلحة داعمي داعش والنصرة والجماعات المسلحة ولا المشروع الأمريكي وأدواته في المنطقة.

* باحث في الشأن السياسي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.