ما بعد فوز روحاني بمنصب الرئاسة الإيرانية

اعلن وزير الداخلية الإيراني فوز المرشح الإصلاحي لمنصب الرئاسة حسن روحاني بمنصالرئاسة للدورة ألـ 11 بأغلبية بسيطة 50,68 % بنسبة مشاركة كبيرة بلغت

72,7 % حيث حصل على 18,6 مليون صوت . وحصل المرشح المحافظ الأول محمد باقر قاليباف بين المرشحين المحافظين ألـ 5 على 6,70 مليون صوت .

وبحسب التقارير الواردة فقد كان المرشح الإصلاحي رجل الدين الوحيد المرشح لهذا المنصب، وتوفر على إجماع التيار الإصلاحي وعلى دعم الرئيسين الإيرانيين الإصلاحيين الأسبقين رفسنجاني وخاتمي،وفي آن لم يكن روحاني بعيداً عن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية ( الأقرب إلى التيار المحافظ ) حيث يمثل المرشد في المجلس الأعلى للأمن القومي .

وقد شغل روحاني منصب نائب رئيس البرلمان الإيراني ، ويرأس حالياً مركز الأبحاث الاستراتيجية في مجلس تشخيص مصلحة النظام .. وهو أحد الاجهزة الاستشارية العليا للمرشد الأعلى .

وكان روحاني قد أدار الحوار مع الغرب في عهد الرئيس خاتمي في الفترة بين 2003 و2005 , وتحدث في مناظرة مع المرشحين الآخرين عشية الانتخابات عن عزلة إيران عن (المجتمع الدولي) داعيا إلى ممارسة مرونة في التعامل مع الغرب، وثمة ترويجات بإدارة مباحثات مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية .

وعلى صعيد القدرات يحمل فرحاني شهادة الدكتوراة في القانون من جامعة باسكتلندا وهو يجيد 5 لغات عدا الفارسية وهي العربية والروسية والإنجليزية والفرنسية والألمانية .

وتدل نتائج الانتخابات على وجود انقسام شاقولي كبير داخل المجتمع الإيراني بين إصلاحيين ومحافظين ، ذلك ان فوز الإصلاحيين كان بنسبة تقل 1% زيادة عن النصف.

كما تدل الانتخابات ونتائجها على عدم وحدة المحافظين حيث ترشح 5 منهم .. وحصلوا (مجتمعين منفردين) أقل من 50% من أصوات الناخبين وإن يكن بنسبة بسيطة.. لكن هذه النتائج تشير إيضاً إلى احتمال حصولهم على نسبة اكبر لو اجمعوا على مرشح واحد ..

وما يثير القلق رغم تأكيدات السفير الإيراني في عمان،باجماع مرشحي الرئاسة الإيرانية على دعم محور المقاومة كالقضية الفلسطينية وسورية ، ترويجات يعمل الغرب على جعلها حقائق عبر وسائل إعلامه، من أن تغيراً معيناً سيطرأ في السياسات العامة لإيران ، وهو الأمر الذي عبرت عنه بشكلٍ غير مباشر تهنئة الجيهة الشعبية ـ القيادة العامة للرئيس الإيراني الجديد روحاني ، بشكل غير مباشر، داعيه إياه بالاستمرار في السياسة الثورية الايرانية فيما يخص الازمة السورية والملف الايراني وعدم الخضوع الي الابتزاز الغربي والخليجي الذي يعمل علي اخراج ايران من محور المقاومة والممانعة للمشاريع الامريكية والاسرائيلية والغربية لمنطقتنا.

لقد حازت إيران على مكانتها الراهنة في الإقليم والعالم بفضل سياساتها المناهضة للإمبريالية والغرب والكيان الصهيوني ودعمها للمقاومة وتحالفاتها مع عالم الجنوب ومجموعة دول البريكس وامريكا اللاتينية البوليفارية .. الأمر الذي رسم مصالحها الاقتصادية في ضوء هذه السياسات . . ما يجعل العودة عنها ، بعد أن بدأت تؤتي أكلها مغامرة مكلفة على صعيد مكانتها الإقليمية والدولية سياسيا وعلى صعيد مصالحها الاقتصادية ، ويجعل مصداقيتها في مهب الريح ، ويخلع عنها أسباب حيرة وفشل الغرب في إخضاعها .

لقد أثبتت التجارب على مدى عقود ان مهادنة الغرب ومحاورته بغرض الوصول إلى تفاهمات

متوازنة لم تحل دون ان يمارس الغرب خداعه ومؤامراته ومطامعه.. ولم تحم الحلفاء والتابعين والمريدين والعملاء اية اتفاقيات أو وعود ، بل على العكس من ذلك كانوا أول من يُطعن في الظهر ، ويتم التآمر عليه وإسقاطه .

أن انجازات السنوات الـ 8 الأخيرة ، رغم معانياتها جعلت من إيران دولة اكثر من مهمة استعصى على الغرب اخضاعها، ما مكنها من اجتياز كل المخاطر بكثير من الحنكة والتمسك بثوابتها .. ما يستدعي الحفاظ عليها بأكثر من الحرص ، والأخذ بعين الاعتبار أن نصف الشعب الإيراني تقريباً ، يتمسك بهذه السياسات .

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.