فرج مجاهد عبد الوهاب ورواية “أَعْشَقُني” في مؤتمر القاهرة الدّولي السّادس للرّواية العربيّة
الأردن العربي ( الثلاثاء ) 24/3/2015 م …
قدّم النّاقد والأديب المصري فرج مجاهد عبد الوهاب في مؤتمر القاهرة الدّولي السّادس للرّواية العربيّة دراسة عن رواية أَعْشَقُني للأديبة الأردنية د.سناء الشّعلان،وهي بدراسة بعنوان” أعشـــقنـي:وتواترات أطراف المعادلة بين الفنتازيا ورسائل الحب والجنس“،وقد قدّمها في فعاليّات المائدة المستديرة في اليوم الأوّل من المؤتمر حيث ُعقدت هذه المائدة تحت عنوان” الرّواية والفانتازيا”،وقد أدارتْ فعاليّات النّدوة شيرين أبو النّجا،في حين شارك فيها كلّ من: أحمد حسن،وأحمد عبد اللطيف،و حسن عبد الموجود،وخيري دومة،و طارق إمام،و طارق النعمان،وعبد الوهاب عبد الرحمن،و ممدوح رزق،و منتصر القفاش،و منصورة عز الدين،و نائل الطوخي,تحدّثوا جميعاً عن الغرائبيّة والفانتازيا في الرّواية من حيث المصطلح ومن حيث رؤية النّاقد والمبدع.
وقد قال فرج مجاهد عبد الوهاب في معرض دراسته عن “أَعْشَقُني” التي نالت أكثر من جائزة في الرّواية وكانت هدفاً لأطروحات الماجستير والدّكتوراه،وخرجت في طبعتين،الأولى كانت في عام 2012،والثّانية في عام 2014:”مما لا شك فيه، أن الرّوائية المبدعة (سناء شعلان) في ( أَعْشَقُني) قدمت أكثر من إشكالية فنية وتناولية، سردية ولغوية، تماهي فيها الفنتازي مع الغرائبي مع الحب ورسالة المشتعلة بالشبق الجنس والعاطفة الفياضة والجياشة التي تستبيح الجسد كقوة، والحب كأداة والجنس كوسيلة من أجل التأكد على بلاغة وأهمية البعد الخامس: احب القادر على خلق عالم جديد يعرف نبض القلب . فهل استطاعت المبدعة أن تقدم ذلك كله، وتحل اشكالياتها وتفك ارتباط أبعادها، وعل كانت وفية لنظرياتها وابعادها التي امتدت على مساحة ثمانية فصول ؟ “.
لقد حرصت المبدعة على تحقيق ذلك، وإن تجاوز الوجداني، العاطفي، الجنس الفانتازي والغرائبي، مقدمة بذلك تجربة روائية ماتعة ومن نوع خاص جداً، ولكن لا يمكن استيعابها من القراءة الأولى، حيث لابد أن يعمل القارئ فكره، ويغوص في تفاصيل الأبعاد والنظريات، ويفك اشتباك عوالمها وتفكيك أبعادها ومعرفة ما تخفي السطور من أسرار، عندها يدرك قيمة الرّواية الحديثة التي أضافت شيئاً كثيراً لفضاء الرّواية العربية المعاصرة .
وقال في معرض وقوفه عند فانتازيّة الرّواية:”من الواضح أن الشغل على الفانتازيا لم يأخذ سوى مساحة محددة تلخصت بالمكان الذي كون مفاعلات الأحداث وهذه المجرة في درب التبان، إضافة إلى الزمان الذي يعود تاريخه إلى عالم 3010م أما الحدث فيتلخص بإجراء عملية نوعية نقل الأطباء الكونيون عقل باسل المهري المصاب بحادث إرهابي مات فيه جسده وبقى عقله حياً إلى جسد المناضلة المقتولة في المعتقل وقد مات عقلها وبقى جسدها فتتم العملية بنجاح مخلفة جنيناً في جسده ولذلك فإن الشغل على الفانتازيا من خلال إجراء العملية لم يكن البنية الأساسية للفعل الكتابي الرّوائي في هذا القسم بالذات، وبقيت العملية الجراحية مجرد فعل غرائبي ، لأن الهدف منصب على وحدة الأبعاد الخمسة، التي قدمت إبداعات رمزية كان من أهمها التركيز على دلالات كل بعد من هذه الأبعاد التي بقيت مشدودة إلى مركز دائرتها وهو الجسد ولذلك اختلفت دلالات الأبعاد… ويبقى الفضاء اللغوي الذي استطاع أن يلم أجزاء دلالات الأبعاد ولذلك حملت مستويين من الدلالة : دلالة رمزية كاشفة ودلالة علمية تبدت من خلال جملة من المصطلحات الطبية والكونية . (الصفحات الضوئية، النابض اليدوي، النابض النووي، الفراغ الكوني، الرجال الآليون، المجلي القضائي الكوني، الطبيب الآلي، التواصل الفضائي، الكيمياء الكونية، الانفجار الكوني، الولادة النجمية، الغلاف البلوري الصناعي، الحمل الكوني، شبكة التواصل الزمنية ) إلى آخر المصطلحات التي رافقت مجريات الأحداث التي عبرت عنها اللغة المعبرة والكاشفة عن دلالات الأبعاد الخمسة التي حملت بنية القسم الأول في الرّواية “.
ويُذكر أنّ ملتقى القاهرة الدّولي السّادس للرّواية العربيّة قد حمل عنوان”دورة فتحي غانم”،وقد ناقش تحوّلات وجماليّات الشّكل الرّوائي”،وقد امتدّت الفعاليّات على امتداد أربعة أيّام،وشارك فيها 123 باحثاً وباحثة من مختلف دول العالم.وقد نظّم المجلس الأعلى للثّقافة الملتقى بأمانة الدّكتور محمد عفيقي،وتضمّن المؤتمر عشرة محاور،وهي: الرّواية وحدود النوع، اللغة فى الرّواية،و تطور التقنيات الرّوائية،والفانتازيا والغرائبية،والرّواية والتّراث،والرّواية والفنون شعرية السرد،والقمع والحرية،وتقنيات الشكل الروائى،والرّواية ووسائط التواصل الحديثة. أما الموائد المستديرة فقد ناقشت:الرّواية والخصوصية الثقافية،والرّواية الرائجة، والظواهر الجديدة في الرّواية العربية،والرّواية والدراما،إضافة إلى العديد من الشّهادات حول التجارب الرّوائية لعدد من الكتاب المصريين والعرب المشاركين في هذه الدّورة.
التعليقات مغلقة.