لماذا تستغربون وانتم لا تتخذون موقفا وطنيا صادقا من تصرفات ” واشنطن “؟ / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الثلاثاء 24/10/2017 م …
عندما يدلي مسؤول امريكي بتصريح عن العراق تستغرب السلطات الحاكمة وكان اخر تلك التصريحات ولن تكون الاخيرة ماورد على لسان وزير الخارجية الامريكي تيلرسون حول الحشد الشعبي وسبق ان صرح مسؤول امريكي متصهين ” انه جو بايدن ” الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس الامريكي ومسؤول ملف العراق بان على بغداد ان لاتستخدم الاسلحة الامريكية ضد ” البيشمركة” لكنه اي هذا المسؤول الامريكي المتصهين نفسه لم يطلب من البيشمركة عدم استخدام الصواريخ الالمانية التي حصلت عليها لمواجهة” داعش” ضد القوات الامنية العراقية التي تعرضت للقصف بتلك الصواريخ مما الحق ضررا بشريا وماديا في صفوف تلك القوات..
وفي كل مرة لم يستغربوا فقط بل يصروا على ان هناك اعدادا محدودة من قوات تابعة لما يطلقون عليه ” التحالف الدولي” في العراق وهو في حقيقته تحالف امريكي الغرض من وجوده هو التجسس وبهذه الاعداد الكبيرة التي تقدر بالالاف في حين يطلقون عليها في بغداد مسمى ” مستشارين ” او مدربين”.
لاندري لماذا تكرار الاصرار على مسمى” مستشارين” او مدربين من المانيا وفرنسا وبريطانيا اما الولايات المتحدة فلها حصة ” الاسد في عدد هؤلاء الجواسيس الهائل الذين يمتلكون اسلحة و معدات تجهل سلطات بغداد اية معلومات عنها على الاطلاق ويحلوا لها ان تتحدث عن ان لايحق لاحد ان يتدخل في الشان العراقي.
من يستمع الى تلك التصريحات يعتقد ان العراق اصبح خال من اية قوة اجنبية وخاصة الامريكية التي يبلغ تعدادها وفق مصدر امريكي نحو” 3 الاف وهو رقم مشكوك في مصداقيته فالعدد يتجاوز ذلك لان الامريكيين يكذبون ولن يتحدثون عن الحقيقة.
لادفاعا عن ابو ناجي” الانكليز” فانهم احيانا يوردون ارقاما صحيحة عن عدد جنودهم في العراق واكرر كلمة احيانا بعكس الامريكيين لان بريطانيا تعتمد على التجنيد التطوعي ” وليس الالزامي لذا فان اعداد جنودها الذين ترسلهم الى الخارج يصبح معروفا اما الولايات المتحدة فتعتمد على” المرتزقة الى جانب الجنود فضلا عن الاغراءات التي تقدمها للذين يرغبون ان يتطوعوا ويشاركوا في حروبها بالعالم ومنها حصولهم على الجنسية ” غرين كارد” الى جانب الامتيازات المالية الاخرى .
نعيد ونكرر للمرة الالف ان معظم العاملين في السفارة الامريكية وعسكرييها المتواجدين على ارض العراق هم جواسيس ومتغلغلون في كل صغيرة وكبيرة بالعراق من خلال عملاء لهم قدموا مع قوات الاحتلال عام 2003 وهم من جنسيات عراقية واكراد ومن جنسيات اخرى كانوا ولازالوا في العراق ولن يغادروه كما غادرت القوات الامريكية بحجة الانسحاب الشكلي لتخرج من الباب وتدخل من ” شباك داعش” وتصر على البقاء سواء في سورية اوالعراق في اطار مخططها التدميري ممثلا بوجود هذا الكم الهائل من الجماعات الارهابية التي تربت في احضان ” سي اي ايه” منذ الحرب ضد القوات السوفيتية وطردها من افغانستان” من قبل ” مجاهدي الاستخبارات الامريكية حملة شعار ” الاسلاموفيا التخريبي ” .
ان جواسيس اجهزة ومخابرات الدول المجاورة وغير المجاورة متغلغلة في العراق الذي تحول الى ساحة لاجهزة استخباراتية عدبدة ايرانية وتركية وسعودية فضلا عن الاجهزة الاستخباراتية الام للدول الغربية وفي المقدمة الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات .
والا بماذا تفسرون هذه الحادثة التي وقعت قبل ايام فقط عندما تعرض وفد عسكري عراقي يحمل اعضاؤه رتبا عالية يتجاوز عددهم 18 عسكريا بين عميد وعقيد ولواء تعرض الوفد الى عملية سلب في دولة افريقية توجه اليها بهدف ابرام عقد للحصول على طائرات لدعم الشرطة العراقية وكان ينتظره السراق والمافيات في المطار حيث تم اقتياد الوفد الى جهة بعيدة بعد وصوله وقامت العصابة بسلب مالدى الوفد من اموال فضلا عن اجهزة هواتفهم النقالة وتعرض بعضهم من افراد الوفد الى الضرب على راسه باعقاب المسدسات كونه اخذ يعترض ويقاوم العصابة؟؟.
اين الدولة المضيفة التي وصلها الوفد لابرام اتفاق معها واين السفارة العراقية” العتيدة” من الحادث وهو الاول من نوعه و الذي لم نسمع على شاكلته الا في ظل السلطة الحالية؟؟
كيف عرفت العصابة ان وفدا عراقيا عسكريا قادما وكيف استطاعت ان تميز الوفد لولا وجود عناصر مخابراتية تعمل في بغداد امدتها بالمعلومات الكثيرة والكافية عن الوفد وطبيعته وما يمتلك والهدف من زيارته ؟؟ .
كل هذا يحصل وبطريقة ” دراماتيكية” لم يشهد لها العالم مثيلا ويطلع علينا اولئك الذين يتحدثون عن ان لايحق لاي جهة التدخل في الشان العراقي؟؟
انها مسخرة ما بعدها مسخرة حقا؟؟
التعليقات مغلقة.