العقل المستيقظ … والعقل النائم ! / م. هاشم نايل المجالي
م. هاشم نايل المجالي ( الأردن ) الثلاثاء 24/10/2017 م …
يعاني الكثيرون من المواطنين في بعض فترات حياتهم من صراع نفسي وهو عبارة عن تضارب في العواطف يشعر معه الشخص بان هناك عدة قوى تتجاذبه في وقت واحد خاصة في ظل وجود التطور التكنولوجي وكثرة المعلومات وتضاربها مما يجعل الانسان عرضة للاصابة بالضغوط النفسية والصراعات الداخلية الى ما ستؤول اليه الامور وقد يفشل بعض الناس في التعامل مع تلك الصراعات بل احياناً يعجز عن الوصول الى الخيار الامثل من بين الخيارات المتاحة امامه فتجده يعمل جاهداً على ايجاد اي وسيلة تساعدة على الاستقرار والهدوء النفسي والتخلص من تلك الضغوط النفسية بسبب هذه التناقضات بالمعلومات والدوافع المتضاربة ليصاب الشخص بالتوتر والقلق الانفعالي وكثير من الاحيان يجد انه اذا اختار احد الخيارات فانه سيفقد الخيار الثاني بين السلبية والايجابية وهذا يعتبر ضريبة يدفعها الانسان نتيجة التطور التكنولوجي وسهولة توفير المعلومات والاراء للقوى المتصارعة والمتضاربة وغيرها فهذه الرفاهية اهتمت بالجانب الجسدي بينما اغفلت جوانب كثيرة اهمها النفسي والروحي التي كان من اهم نتائجها الخوف بسبب الصراع النفسي وذلك من مخاطر المستقبل وازماته والخوف من الفقر مما يعرضه الى صدمة نفسية كذلك ما يتعرض له من ضغوطات خارجية لاتخاذ موقف معين مع جهة معينة وتصيبه الحيره الشديدة والعجز في كثير من الاحيان من اتخاذ قرار محدد ويصيبه الاكتئاب النفسي وهذه المشاكل لا يمكن في وقتنا هذا اغفالها خاصة في ظل وجود واستمرارية مسبباتها وعدم قدرته على التخلص من هذه المشاعر والافكار السلبية والتناقضات في ظل ضعف القدرات والامكانيات المتاحة له سواء مادية او معنوية خاصة اذا ما اندمج مع اخرين يعانون من نفس معاناته وهو يثق فيهم سواء كانوا اصدقاء او اقرباء ويأخذ بمشورتهم ونصائحهم وحتى لا ينطوي على نفسه او يشعر بالوحدة والتردد الشديد او الاكتئاب الشديد متناسين ان هناك كنز لا محدود كامن في داخلنا في الباطن تستطيع من خلاله استخلاص الاشياء التي نرغب بها وتنسجم مع قدراتنا وامكانياتنا وطاقاتنا كي نحيا حياة كريمة فقطعة الصلب الممغنطه يمكن ان ترفع حوالي عشر مرات من وزنها اما اذا نزعت منها قوة المغناطيس فانها لا تستطيع ان ترفع ريشة وهذا يشبه كثير من الرجال احدهما يتمتع بقوة المغناطيس حيث انه يتمتع بالايمان والثقة الكاملة في نفسه كي يحقق النجاح اما النوع الآخر من الرجال فقوة المغناطيس منزوعة من داخله نجد ان الخوف يملأه والشك يحاصره ولا يحاول ان يستغل الفرص ليحقق النجاح لان صورة الفشل تهيمن عليه لذلك فان هذا الشخص لن يحقق اي انجاز على الصعيد الشخصي او العملي والكثير منا لا يعلم ان هناك قوة العقل الباطن التي نمتلكها في داخلنا ولا يعرف الكثيرون كيف يستخدمونها او يستغلونها ليتم تطبيقها في كثير من جوانب الحياة فالذكاء قادر ان يكشف لك كل شيء تحتاج الى معرفته ويمنحك عقل متفتح تستطيع من خلاله ان تستوعب افكاراً جديدة وحلولاً كثيرة لازماتك لتملك زمام الامور بالقوة والحكمة فهذه القوة الباطنية بالارادة والعزم والتصميم لديها القدرة على فتح باب سجن العقل وتحركه وتحرره من عبودية الاحباط واليأس والقنوط والكف عن التفكير بالمعتقدات السلبية التي يطرحها الكثيرون بقصد او بغير قصد فهناك من هم مغرضين محبطين فهناك عقل مستيقظ واعي مدرك لكل ما يحاك وكيف يستخدمه بحنكة وفطنه ليتكيف مع واقعه ويطور وضعه واعماله ليصلح حاله وهناك العقل النائم وهو عقل لا ارادي وهو عقل كامن الذي يتابع الاحباطات فيصل الى مرحلة اليأس والتململ بذوره فاسدة ولن يحصد الا ثمراً مراً وفاسداً فالافكار تحتاج الى رعاية واهتمام وازالة الشوائب بتفكير صحيح وبفهم صحيح افكار بناءه فيجب ان يكون هناك تفاعل ايجابي بين عقلك الواعي وعقلك الباطن لتحول حياتك من تعاسة الى سعادة والتأقلم مع الظروف الخارجة عن ارادتنا وازالة الاضطراب والقصور وتقلب الحزن الى فرح وتستخدم الضوء من اجل الظلام والانسجام من اجل ازالة الاختلاف والثقة والايمان من اجل ازالة الخوف والنجاح لتجاوز الفشل ولا تنسى ان اغلب العلماء والشعراء والفنانين والمخترعين العظماء يتمتعون بفهم عميق للمهام والاعمال التي يقوم بها العقل الباطن الواعي كذلك الامر عند السياسيين الناجحين حيث لديهم القدرة على ادارة الامور بكل حكمة ودراية ومعرفة مقدرين ظروف المواطنين حيث ان العقل يشبه الملاح وقائد السفينة الواقف في مقدمتها فهو يوجهها ويصدر الاوامر الى طاقمها فهو ربانها ليسيرها بالاتجاه السليم كذلك فان عقلك الواعي هو الربان والقائد لسفينتك في هذه الحياة لادارة شؤونك فالكنز في داخلنا وللنبحث في باطننا عن استجابة لاطلاق العنان لحل كافة المشاكل فكل فكر هو في ذاته سبب وكل ظرف هو اثر او نتيجة فعلينا ان لا نفكر في الاشياء التي تسبب الضرر او الاذى فعلينا ان نغير افكارنا السلبية المحبطة لافكار اكثر ايجابية بتفكير منطقي دون اذعان للغير السلبيين الجدليين اصحاب الفكر الهدام فعقلك الواعي هو حارس البوابة والحامي من الطرح الخادع المضلل فلا تكن سهل الانقياد حيث نشاهد عبر الفضائيات ونشاهد الكثير عبر الاذاعات من يكتبون عبر صفحات التواصل الاجتماعي الكثير من الشخصيات الذين يحللون بطرق سلبية لاثارة الوضع سلبياً وليس ايجابياً بفكر محبط سلبي وليس بفكر ايجابي لذلك لا بد من ان يستخدم الانسان عقله المستيقظ لادارة كفة سفينته ليبحر بأمن وسلام .
المهندس هاشم نايل المجالي
التعليقات مغلقة.