فيلم “على رصيف الميناء” (1954) / عرض ونقد م. مهند النابلسي
عرض ونقد م. مهند النابلسي( الأردن ) الثلاثاء 24/10/2017 م …
رئيس اتحاد نقابة عمال الميناء المتواطىء مع المافيا “جوني فرندلي” (الممثل لي جي.كوب) يمسك بقبضته الفولاذية على أنشطة الميناء…كما يعرف ضابط الشرطة المسؤول أن فرندلي وراء العديد من الجرائم، وأن معظم الشهود يلعبون دور “الصم البكم” خوفا من بطشه وللحفاظ على وسيلة رزقهم،وتفاديا للمجابهة والاتهام بالوشاية. ولاحقا يطلب فرندلي من تيري (مارلون براندو) التظاهر بخسرانه لاحدى بطولات الملاكمة بالرغم من قدرته على الفوز، حتى يتمكن فرندلي من كسب مال الرهان!
يقوم أزلام فرندلي بنصب كمين قاتل للفتى “جوي دويل” حتى يمنعونه من الاعتراف ضد فرندلي أمام لجنة الجريمة…يطلع تيري على تفاصيل الجريمة، لكنه يفضل الصمت، ويقابل شقيقة المتوفي “ايدي” (الممثلة ايفا ماري سانت) التي تلح على كاهن الميناء الأب باري (الممثل كارل مالدن) لاتخاذ اجراءآت ضد الاتحاد المتواطىء، يطلب كل من ايدي والأب باري من تيري التقدم باعترافاته الكاشفة، لكن مقتل عامل جديد يوافق على الشهادة بواسطة اسقاط “حمولة ويسكي” ضخمة منرافعة فوق رأسه، مما يستدعي خوف تيري وتردده للاعتراف، ويبقى “فرندلي” مصرا على التخلص من تيري، ولكنه يعطي شقيقه شارلي (الممثل رود ستايغر) الفرصة الأخيرة لاسكاته ورشوته، وبالفعل يحاول شارلي اغراء تيري بوظيفة جيدة جديدة، ثم يهدده مباشرةبتوجيهمسدس الى رأسه فيتحقق يائسا من فشل مساعيه، وبمشهد “أيقوني” خالد يذكر تيري شقيقه المتواطىء شارلي بأنه ضحى بمهنته كملاكم محترف لمصلحة فرندلي، موجها كلامه المؤثر داخل سيارة تاكسي، فيتأثر شارلي من الموقف الدرامي “العاطفي”ثم يعطي المسدس لتيري طالبا منه النجاة بنفسه والهروب…ولا يلبث المجرم الطاغية فرندلي أن ينتقم فيأمر رجاله بقتل شارلي وتعليق جثته لجذب تيري و”صيده”، حيث يثور هذا الأخير ويكاد يفقد أعصابه، متوعدا بقتل فرندلي، لكن الأب باري يسعى جاهدا لتهدئتهويحذره طالبا منه التقدم بشجاعة للاعتراف لهيئة الجريمة…بعد الشهادة يعلن فرندلي بأن تيري لن يحظى بأية فرصة للعمل في الميناء، وتسعى ايدي جاهدة لاقناع تيري للهرب معا، ولكنه يصر على البقاء والمواجهة والعمل كباقي زملاؤه، ثم تحدث مواجهة سافرة ويتحدى فرندلي للخروج ومواجهته، مفتخرا باقدامه للاعتراف ضده، ويستفز فرندلي أخيرا فيأمر “أزلامه” لضرب تيري لحد الموت، ويشاهد جميع عمال الميناء العراك “الغير متكافىء”، ثم يقدمون دعمهم الكامل لتيري، ورافضين العمل حتى يحظى بفرصة مثلهم.
في المشهد الأخير المعبر نرى “تيري” يقف على قدميه متحاملا بالرغم من اصابته البالغة، ثم يدخل رصيف الميناء وخلفه صف طويل من العمال المتعاطفين معه، وقد تجاهلوا جميعا تهديدات فرندلي وتقدموا لداخل مبنى الرصيف!
تم تصوير هذا الفيلم الدرامي المؤثر خلال 36 يوما في مواقعمختلفة بنيوجيرسي وداخل الميناء في منهاتن وبروكلين، علما بأن العديدمن الممثلين كانوا بالفعل ملاكمين محترفين، وقد استند الفيلم لقصص واقعية ظهرت في مقالات صحفية…أثار هذا الفيلم اعجاب النقاد عالميا، وتماعتباره كواحد من اعظم 45 فيلما (حسب لائحة الفاتيكان الصادرة بالعام 1995)، كما تم تصنيفه بالعام 1997 كواحد من أعظم الأفلام الأمريكية، وحاز على الترتيب الثامن، كما اعتبره الناقد الأمريكي الشهير الراحل “روجر ايبرت” كنقطة تحول بالأداء التمثيلي لمارلون براندو، كما أثنى على الاخراج المبهر المتمكن لآليا كازان…فاز هذا الفيلم على ثمان جوائز عالمية، منها جائزة أحسن فيلم، وأحسن ممثل لبراندو، وأحسن ممثلة مساعدة للممثلة “سانت”، وكذلك أحسن اخراج سينمائي لكازان.مهند النابلسي
*عرضه نادي شومان السينمائي بعمان
التعليقات مغلقة.