داعش .. حصان طروادة الأمريكي / اسعد العزوني
اسعد العزوني ( الأردن ) الثلاثاء 24/3/2015 م …
سابقا كنا نقول أن تنظيم القاعدة أمريكي النشأة والمنشأ، هو حصان طروادة الأمريكي، ولم يأت هذا القول من فراغ، بل جاء عن مراقبة دقيقة للأحداث، إذ كنا نرى أمريكا تقفز كالغضنفر في المنطقة التي تظهر فيها القاعدة، لأن هذه القاعدة كانت تفتح أبواب الضرورة لأمريكا، وبطبيعة الحال لم نجد من يقول لا لأمريكا لأنها تكون قد دقت أوتادها في حيث تريد، وكانت القاعدة المبرر الفاقع والفاضح للعسكرة الأمريكية .
اليوم وبعد تغيرات شهدتها المنطقة، وتحديدا نظرة “مستعمرة “إسرائيل إلى نفسها،على أنها دولة قوية غنية تعد نفسها لإستقبال “المسيخ ” المنتظر، الذي سيشن حربا على كل الأغيار غير اليهود، ولذلك وجدنا أن الرساميل الأمريكية – اليهودية منذ العام 2008 بدأت تتسرب إلى إسرائيل لتقويتها، ما تسبب في إنهيار بنك الأخوة في أمريكا، ونشوء أزمة مالية هزت أمريكا، ولم تتعدل لأمور فيها إلا بعد إشعال الحرائق في الوطن العربي، وقيام بعض العرب من “التبرع ” بكل ما لديهم من أرصدة قيل أنها للأجيال القادمة لإنعاش الوضع في أمريكا، وهو عبارة عن رشوة لمنع النيران من وصول بيادرهم الجاهزة أصلا، دون علم منهم أن التغيير سيعم المنطقة التي تنتهي حدودها ببحر قزوين.
وبناء على ذلك فإن إسرائيل تعمل على الإنفصال عن أمريكا ماليا وسياسيا، لأنه لا يجوز لدولة تستعد لإستقبال “المسيخ “المنتظر، ولحرب عالمية شاملة أن تكون مدينة أو تحت الحماية الأمريكية، وبذلك فإن هناك إتفاقا لم يعلن عنه رسميا، بين تل أبيب وواشنطن على إعادة تقسيم المنطقة، بتسليم الشرق الأوسط الوسيع أو الجديد أو الكبير لا فرق وتطويبه لإسرائيل بعد تحويله إلى ركام يستحيل نهوضه مجددا، حيث سيتم تقسيم ركامه إلى كانتونات إثنية وعرقية ويشمل ذلك كافة الدول العربية والإسلامية في حين أن الهند لا مساس لأنها ليست عربية أو إسلامية وها هي تنسج علاقات إستراتيجية مع إسرائيل، علما أن مصالحها الكبرى مع العرب،ومعروف أن العمالة الهندية تحتل الخليج.
ما أريد قوله هو ان داعش صنيعة المخابرات الأمريكية والبريطانية والموساد الإسرائيلي، تسلم هذه المهمة القذرة من أمه القاعدة بعد أن شاخت القاعدة ويبدو أن أمريكا أرادت تغيير اللعبة، وها هي تؤكد مجددا أن العراق أولا وسوريا ثانيا وتتبعهما ليبيا ومصر واليمن، والحديث الذي يتناقله المراقبون أن داعش سيضرب وفق مهمته في بلاد الحجاز قريبا لزوم تنفيذ المخطط.
آخر الأخبار هي أن داعش بدأ يتحرك في إقليم القفقاز، وتحديدا في أوزبكستان وداغستان، وسنسمع المزيد من الأخبار لا حقا عن إنتشار داشع في كاة انحاء الإقليم، لتجهيز المنطقة للدخول الأميركي.
كما قلت فإن أمريكا تجهز نفسها للإنسحاب من منطقة الشرق لتسليمها لإسرائيل بعد تسوية بعض الأمور مع إيران التي إنتهجت سياسة وطنية بإمتياز وكرست إمكانياتها لتحقيق أهدافها و الحفاظ على مصالحها، رغم التهديات الإسرائيلية والعقوبات الغربية، لكننا كنا نرى المفاوض الإيراني في لوزان، يبدو بحجم قوة قرار بلده السياسي، وها هي أمريكا تعترف بأن الخليج فارسي، وهذه لها مغزى.
التوجه الأمريكي لمنطقة جنوب شرق آسيا يهدف أيضا إلى التفرغ لتعطيل تطور كل من الصين ولتخويف اليابان وكوريا الجنوبية والحد من حركة “الغول ” الماليزي، ولذلك لا غرابة إن رأينا تسويق لخلاف صيني ياباني كوري جنوبي، والتركيز عليه وتهويله، وربما نشهد مستقبلا تحريكا للخلاف بين الكوريتين حتى تبقى كوريا الجنوبية قابلة بالهيمنة الأمريكية.
هذا هو داعش الذي جيء به لتشويه صورة الإسلام وتهميش المسلمين وقد قال أحد المسؤولين الأمريكيين قبل نحو عشر سنوات انهم سيخلقون لنا إسلاما جديدا، وها هم يصدقون القول ويخرجون لنا إسلامهم الجديد الإرهابي الذي مثل دور حصان طروادة بالنسبة لهم.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو أن هذا الداعش الداشع في انحاء الدنيا، لم يقترب من فلسطين التي تحتلها إسرائيل منذ 67 عاما وشردت أهلها، ولا أدري إن كان في هذا التنظيم مختصون بالتاريخ والجغرافيا ليفتحوا ملف فلسطين القريبة من تحركات داعش.
التعليقات مغلقة.