فورين أفيرز: صعود السلفيين يهدد غزة




 الثلاثاء 24/10/2017 م …
الأردن العربي –

أشارت مجلة فورين أفيرز الأميركية إلى الحوار الذي يجري بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) برعاية مصرية على طريق المصالحة الفلسطينية، وقالت إن صعود السلفيين في غزة يشكل تهديدا لها وللآخرين.
فقد نشرت المجلة مقالا للكاتب كولين كلارك قال فيه إن الجماعات السلفية الجهادية قد تشن هجمات جريئة على إسرائيل يكون من شأنها إفساد أي تقارب محتمل بين الفلسطينيين، بل جرهم في نهاية المطاف إلى حلبة الصراع من جديد.
وأشار الكاتب إلى أن انتحاريا فجر نفسه في أغسطس/آب الماضي عند نقطة أمنية قرب معبر رفح على الحدود المصرية، مما أسفر عن مقتل عنصر أمني من حماس وإصابة آخرين، وسط الخشية من ظهور شكل جديد مما سماه “العنف الإسلامي المتطرف”.
وقال إنه رغم أن هذا الحادث يعتبر حادثا فرديا منعزلا، فإن الهجوم يمثل ظهورا لفصيل مسلح آخر عنيف في قطاع غزة المكتظ بالسكان قرب شبه جزيرة سيناء في مصر، والذي يضم ما يزيد على 1.8 مليون نسمة في منطقة لا تزيد إلا قليلا عن ضعف مساحة العاصمة الأميركية واشنطن دي سي.
تطرف
وأضاف الكاتب أن هذا التحول الكبير نحو بيئة أكثر تطرفا وعنفا يعود في غالبيته إلى تنامي حركة سلفية جديدة في غزة، وهي ظاهرة جديدة تهدد التوازن المؤقت في هذه المنطقة المضطربة من الشرق الأوسط.
وقال إنه يُشتبه على نطاق واسع في أن الانتحاري هو عضو في جماعة سلفية فلسطينية لها صلات مع تنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف أن صعود السلفية المتشددة التي تسعى لاستعادة الخلافة يعتبر أمرا مثيرا للقلق في غزة.
وأضاف أن حماس تعتبر حركة معتدلة بالمقارنة مع الحركة السلفية التي تعود بجذورها في غزة إلى سبعينيات القرن الماضي، وأشار إلى أنها نشأت عندما عاد الطلبة الفلسطينيون الذين تلقوا العلوم الدينية في السعودية.
وقال إن الجماعات السلفية في غزة لا تزال تتلقى الدعم والتمويل من السعودية، بحسب ما يقول الصحافي جاريد ماسلين. وأضاف أن هذه الجماعات السلفية الجهادية في غزة تتألف من المجموعات الأربع الرئيسية وهي جند أنصار الله وجيش الإسلام وجيش الأمة وجماعة التوحيد والجهاد.
حماس
وأضاف الكاتب أن نجاح تنظيم داعش -الذي يعتبر جماعة سفلية متشددة بحد ذاته- زاد من تعزيز وجود السلفيين في غزة، وأن السلفيين في غزة اكتسبوا في البداية قوة من فراغ السلطة الذي نتج عن الصراع الداخلي بين حماس وفتح في 2007.
وأشار إلى أن هذه المجموعات تعتبر أعضاء حماس كفارا بسبب مشاركتهم في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006، وأن السلفيين انتقدوا حماس واعتبروها ملتوية في أكثر من مناسبة، وذلك بسبب موافقتها على وقف إطلاق النار مع إسرائيل، التي كان آخرها في 2015.
وأضاف أن السلفيين أطلقوا صواريخ على إسرائيل في محاولة من جانبهم لتخريب اتفاق وقف إطلاق النار الذي رضيت به حماس، وسط انتقادات من جانبهم للخطوات التي تقوم بها حماس، الأمر الذي أثار صراعا بينهم وبين حماس.
وأشار إلى أن بعض أعضاء حماس المتطرفين انشقوا عنها والتحقوا بالجماعات السلفية التي تدعو إلى مقاومة إسرائيل عسكريا.
واستدرك بأن إسرائيل قلقة بشكل أكبر من حماس بشأن صعود السلفيين الجهاديين في غزة، وأشار إلى تحد أمني آخر لإسرائيل تفرضه عليها الجماعات المنظمة المسلحة التابعة لتنظيم الدولة والتي تتخذ من شبه جزيرة سيناء منطلقا لها.
وقال إن الأدهى أن إسرائيل لا يمكنها التمييز بين الهجمات التي تشنها حماس أو هذه الجماعات السلفية الجهادية في غزة، الأمر الذي يجعل تل أبيب تقوم بأعمال انتقامية عبر استهدافها البنية التحتية والممتلكات التابعة لحماس.
وحذر الكاتب من تحول جيل الشباب الفلسطيني العاطل عن العمل في غزة وانضمامهم إلى صفوف السلفيين، الأمر الذي يجعل النتائج تكون كارثية، حسب تعبيره.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.