تزويد المعلمين بأسلحة رشاشة لحمايتهم من الاعتداءات / المحامي محمد الصبيحي
.نحن لا نكاد نصدق ما يحدث !! كيف يجرؤ اولياء امور لهم عقول وقلوب أن يتعاضدوا مع ابنائهم ( الزعران ) ضد معلم المدرسة ؟؟ وقد كنا نظن أن التردي الاخلاقي طال فئة من الطلاب العصاة المستهترين فاذا بالداء والفيروس يعشش في البيت وينتقل الى الطالب بالوراثة .
ان معضلة الاعتداء على المعلمين والاسراع بالشكوى قبلهم آفة معيبة للبلد بين الشعوب المجاورة والمؤسسات الدولية , حتى ليعجب بعضهم كيف كانت المؤسسة التعليمية الاردنية تصدر المعلمين الى السعودية والامارات والكويت والجزائر والمغرب !! , نعم كان المعلم الاردني ينتشر على مساحة الوطن العربي واليوم بالكاد يستطيع الانتشار في ساحة مدرسته خوفا على نفسه من طلابه ومن اهاليهم .. بالله عليكم هل تقدم المجتمع أم تخلف ؟؟
.أين الجيل المتعلم مما يجري ؟؟ أين أصوات الاطباء والمحامين والمهندسين والصيادلة واساتذة الجامعات وموظفي الدولة حملة الدرجات الرفيعة الذين لولا المعلم الاردني لكانوا الان مجرد رعاة حفاة في الجبال ؟؟
.لقد استعصت المشكلة على الحل , ولن تستطيع الدولة فتح مركز شرطة في كل مدرسة ؟؟ وبعد أن استغاث معلمون بجلالة الملك هل نريد يعلن الملك حالة الاحكام العرفية في قطاع التعليم ؟؟ أو يكلف الجيش بحراسة المدارس ؟؟ .أي مجتمع هذا يتفرج على المعلم يضرب ويهان وتكتفي الشرطة باحالة الشكوى الى المحاكم حيث يقابل الطالب شكوى المعلم بشكوى متقابلة مفتعلة فيتوه القاضي وتغيب الحقيقة ويضيع الحق !! ,
ومع ذلك ما زلنا نسمع اباء واجدادا يتحدثون بقصص هيبة المعلم حين كان الشباب يختفون من الشوارع والازقة اذا رأوا المعلم مقبلا من بعيد .. انهم يكتفون الان بالكلام والروايات وفي الصباح يتفرجون ويقرأون اخبار الاعتداء على المعلمين ويكتفون بالتحسر على الزمن الجميل . من ينبغي أن يعاقب هو ولي الامر الذي اهمل تربية ابنه وولي الامر الذي يتضامن مع ابنه على الغي والضلال وسوء الخلق .في كل مرة يتكرر الامر نسمع الوعد والوعيد من الجهات الرسمية ولكن أي مبادرة على مستوى المملكة لم تشهد النور لا من الطلاب الانقياء المحترمين ولا من مؤسسات المجتمع المدني ..كنا نتوقع ان نشهد تحالفا طلابيا واسعا للتضامن مع المعلم في وجه فئة منحرفة من الطلبة ولكن يبدو أن مقاعد المتفرجين ممتلئة بالكامل .
التعليقات مغلقة.