العمق العربي ملاذ الاردن / ناجي الزعبي

ناجي الزعبي  ( الأردن ) الأربعاء 25/10/2017 م …
يجد الاردن الرسمي نفسه بهذه المرحلة في حالة انعدام الوزن السياسي الإقليمي والدولي



 ففي الوقت الذي نفض به جميع  – الاصدقاء – او الداعمين  كالسعودية وباقي دول الخليج ،  واميركا ،  والعدو الصهيوني يديهم من الاردن وتركوه يجابه مصيراً مجهولاً وفي الوقت الذي يغرق به  الاقتصاد الاردني بمديونية لم يكن للشعب الاردني اي دور في تراكمها ،  وبعد التفريط المتعمد بكل مصادر الدخل وبكل الموارد والثروات الاردنية ، وبعد تحميل جماهير الفقراء والكادحين ومتوسطي الدخل تبعات كل ما حاق بالاردن من أزمات ووضع الوطن كله امام حائط مسدود وامام فوهة  البركان والانفجار الذي ذهب الاردن اليه عن سابق عمد واصرار وتصور  برغم كل الاصوات المخلصة التي حذرت ورفعت عقيرتها دون ان يلتفت احد اليها او  يعيرها اي اهتمام .
 في هذا الوقت العصيب الذي يهدد وجود الاردن سواء مؤسسة الحكم التي نتمسك بها جميعاً في هذا التوقيت المفصلي الذي يعتبر العبث به  كمن يلقي بالوطن للمصير المحتوم   ، او الشعب فإن نصف الاستدارة باتجاه الاشقاء السوريين والعراقيين وايران وروسيا ستضيف عمقاً  استراتيجياً  اقتصادياً في المقام الاول وعسكرياً وسياسيا وعلى كل الاصعدة  ولن يخسر الاردن سوى  من تخلى  عنه وما خسره من دعم دول الخليج  الذي توقف لعدة عوامل ذاتية وموضوعية وفي مقدمتها أزمتها  الاقتصادية و إنجازات سورية ومحورها الميدانية  .
كما يستطيع الاردن اعادة الامساك بخيوط المسرح كله اذا احسن إدارة المرحلة  وأعاد الاعتبار لجماهير الشعب الاردني ورص صفوفها لمجابهة  مخاطر المستقبل وفي هذا مصلحة لكليهما الحكم والجماهير في سابقة يتلاحم بها الطرفين  ويصون الحكم بها مستقبله ومستقبل الوطن
كما ان الدعم الاميركي الذي يذهب معظمه للشركات الاميركية يمكن تعويضه بمختلف الأشكال ففي الوقت الذي يعرض به العراق نفطه وايران  مجاناً او شبه مجاني سيمكن ذلك من ردم الفجوة الاقتصادية والتنوع في مصادر التسلّح وسيردع  العدو الصهيوني عن ارتكاب حماقة من اي نوع ويعزز محور المجابهة له.
الاردن الرسمي مطالب اكثر من اي وقت مضى بإعادة حساباته  واللعب باوراقه السياسية بما يكفل مصالح الحكم ومصير الدولة والشعب الاردني
فالمعركة ومخاطر المستقبل تهدد مصير   الكيان والدولة  الاردنية والعدو الصهيوني يلعب بهذه الورقة بدهاء وخبث بالغين
هي لحظة تاريخية  يمكن للاردن الرسمي التقاطها وبناء  نموذج ينقلب على الماضي ويصنع نموذجا قوياً متلاحماً متفاعلاً مع محيطه العربي ومحمياً بدرع من الالتفاف الجماهيري لبناء أردن المستقبل .
ان العمق العربي وحده يصون الوطن العربي ويحفظه ويحميه فلا يصح الا الصحيح

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.