الفرصة الأخيرة / التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة – هيئة التحرير

 

الأردن العربي ( الأربعاء ) 25/3/2015 م …

وأخيرا، بدأت تصدر في الولايات المتحدة، وكذلك في اوروبا، اصوات تتمتع بواقعية، او تقارب الواقع الموجود في بلادنا ولا سيما في سوريا، بعد اربع سنوات من العدوان العالمي على قلب العروبة لوقفه عن النبض، او على الاقل تسميم الجسم المقاوم لأي عدوان.

لقد ادركت سوريا منذ البداية ان من جرى تحريكه في الداخل لم يكن سوى ادوات لصدى الخارج، ولذلك تم في البداية تجميع شخوص من اصول سورية يعيشون في تركيا واوروبا والولايات المتحدة وهم مجموعة متنكرين لأصلهم، ومن بعض المرتزقة في اسطنبول حيث تم انشاء ما عرف انذاك، بمجلس اسطنبول، الذي اندثر بعد ان ادى وظيفته الخيانية.

لم تتمنع سوريا يوما عن رفض المحادثات في اي وقت من اجل عدم جر البلاد الى الاتون الرهيب الذي ارادوه لها، تحت عناوين مختلفة، ليصل المتآمرون، دولاعظمى، ودولا ملحقة الى استنتاج وحيد، وهو ان لابد من محاورة “النظام السوري”، بعد ان فشلوا في اخضاع سوريا شعبا وجيشا ودولة بقيادة بشار الاسد.

كانت الدولة السورية تردد دوما ان المشكلة من الدعم الخارجي للارهاب، تسليحا وتمويلا ورعاية، وتحريضا، وتزويرا للحقائق والوقائع، وعلى ما يبدو ان كثرا وصلوا الى الاستنتاج نفسه، وإن كابر البعض، او حاول المحافظة على كبريائه الكريه، مثلما تفعل فرنسا وبريطانيا، هاتان الدولتان المعجونتان بكل مكونات الكراهية للعرب عموما، ولسوريا خصوصا، جراء “تار” تاريخي عندما رفضتا الجلاء عن ارض العرب الا بالقوة في الاربعينات والخمسينات وحتى في الستينات.

ان فرنسا التي طردت من الجزائر التي كانت تعتبرها حتى لحظة طردها مطلع الستينات ارضا فرنسية، سقطت في شرورها ودفعت اثمانا غالية، تماما كما دفعت في سوريا عقب الاحتلال العثماني. ومن ثم حاولت لاحقا اعادة ترتيب علاقاتها مع “مستعمراتها” ففشلت اكثر مما نجحت، وضيعت فرصا عديدة.

اليوم ربما يعيد التاريخ أحداثه ولو بادوات مختلفة، ولن تتغير النتائج الجوهرية بان لا مكان للمستعمرين الجدد في المنطقة ما لم يأتوها اصدقاء، والا فإن ارواحا كثيرة سوف تزهق، ويتكرر التاريخ بجرجرة اذيال الهزائم لكل معتدٍ او معادٍ، اذا ضاعت الفرصة الاخيرة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.