تقرير إخباري … الغرب يستدير نحو سورية من بوابة التفاوض مع الأسد

 

نيبال هنيدي ( الأربعاء ) 25/3/2015 م …

بعد خمس سنوات من الحرب على سورية والتي لم تدخر خلالها أي من الدول العربية أو الإقليمية أو الغربية جهداً إلا ووضعته، لإسقاط الدولة السورية ومع دخول هذه الأزمة سنتها الخامسة، سلم المجتمع الدولي بأن السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو الحل السياسي، متمثلاً بالتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد.

والتصريحات الغربية والإقليمية عن ضرورة التفاوض مع الأسد تؤكد تغيّر الموقف الدولي تجاه الأزمة السورية، فبدءاً من تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مقابلته مع «سي بي إس نيوز» الأميركية عن التفاوض مع الرئيس الأسد، مروراً بتصريح ألمانيا على لسان وزير خارجيتها فرانك- فالتر شتاينماير والذي لم يستبعد التفاوض مع الرئيس الأسد من أجل حل سياسي فيما دعم مساعي المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، والذي قال إنه يسعى في محادثاته مع الحكومة السورية إلى إيجاد مخرج للأزمة السورية، لتتبعها دعوات برلمانية فرنسية للتواصل مع الرئيس الأسد ودعوة لإعادة فتح السفارة الفرنسية في دمشق.

وردّاً على تصريحات كيري قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو أنه لا يوجد ما نتفاوض مع الأسد لأجله، ولكن من باب التسليم بحتمية العكس، فإن الغرب سيتفاوض معه في النهاية، والدول الغربية تعمل على إعادة العملية الدبلوماسية إلى سورية.

فما معنى كل هذه التصريحات في هذا الوقت بالتحديد؟ وهل هي دلائل على بداية استدارة الغرب وإعادة العلاقات الدبلوماسيبة مع سورية؟ خصوصاً أن حوار موسكو 2، على أبواب عقد جولته الثانية بداية الشهر المقبل تحت رعاية أممية وروسية وموافقة أميركية، والأهم تأكيد الرئيس الأسد ضرورة تحديد جدول أعمال المؤتمر وتأكيده حرص سورية على إنجاح الجهود الروسية للحل وتحقيق أهداف الحوار وإيجاد مخرج للأزمة السورية.

مؤتمر موسكو 1 كان وبإجماع دولي وداخلي، نقطة تحول في مسار الأزمة السورية، وكان له الدور الأكبر والجوهري في التأسيس لمعارضة وطنية تقبل بالحوار مع الحكومة السورية من جهة، ووضع الخطوط العريضة للحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها ومواجهة الإرهاب، ورفض أي وجود عسكري أجنبي في أراضي سورية من جهة أخرى، ما يعدّ تحولاً في مواقف المعارضة، إن كان داخل هذه المعارضة أو لجهة مواقفها تجاه الحكومة السورية.

والتحول الآخر والجذري كان في مواقف الدول التي ساهمت في إشعال وإذكاء نار الأزمة فالوفد البرلماني الفرنسي والذي زار دمشق في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، والتصريحات التي صدرت عن لجان في هذا البرلمان منذ أيام، إضافة إلى الوفدين الأميركي والتركي اللذين زارا دمشق خلال الشهر نفسه، والتصريحات الألمانية والتركية على رغم اضطرابها – ما هي إلا دليل على المأزق الأوروبي في ما يخص الأزمة السورية وتغيير ملحوظ في مواقفها العدائية تجاه سورية، خوفاً من مصير بائس بعد مراهنتها على أحلام مستحيلة.

والمراقبون للمواقف الدولية تجاه سورية لا يستبعدون إقدام دول عربية وغربية أخرى على الخطوة نفسها، ولكن بهدوء ومن دون أي ضجة، كما أن تغير أولويات أميركا والغرب من إسقاط النظام إلى الحديث عن التفاوض مع الرئيس الأسد، يفرض على هذه الدول التراجع عن سياساتها.

وبعيداً من الحسابات السياسية الغربية تمضي سورية في خطين متوازيين الأول محاربة الإرهاب التكفيري العابر للحدود بكل حزم، والثاني إجراء المصالحة الوطنية وفتح قنوات الحوار مع المؤمنين به وسيلة لخروج سورية من الأزمة.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.