الثورة اليمنية / ناجي الزعبي

 

ناجي الزعبي ( الأردن ) الأربعاء 25/3/2015 م …

برغم كل الجهود لم تفلح السعودية في اثارة الاحقاد  والفتنة الطائفية في اليمن لاحباط ثورة المضطهدين والفقراء والكادحين اليمنية الطبقية ,  التي اطاحت بعلي عبدالله صالح , واتت بمنصور عبد ربه هادي الذي سلك نفس نهج التبعية والارتماء بالحضن السعودي الذي افضى لاحتلال اميركا لليمن لمدة تناهز العشر سنوات بحجة محاربة القاعدة التي اتت بها السعودية عميلة اميركا والذي ادخل اليمن في نفق مظلم من الفقر والجهل والتخلف والفساد وحجب الموارد والثروات .

 اليمن يخلو من  الطوائف التي  يمكن استثمارها وتفجيرها  كما  فعلت السعودية  في العراق , وسورية ، وقد اُسقط بيدها عندما جرى الاتفاق على الاعلان الدستوري بين الثورة الشعبية و مختلف القوى السياسية ومن ضمنها الرئيس هادي  منتهي الولاية  بعد التمديد لسنة  سنة  وقد اتى هادي بالبحاح رئيسا للوزراء ..

 تبين للسعودية  , وقطر الاعبين الرئيسيين في الساحة اليمنية ان الاوراق التي لعبوا بها خاسرة ، فاوعزت السعودية  لهادي والبحاح بأن يقدما استقالتيهما لخلق فراغ دستوري ولادخال اليمن في الفوضى  على غرار الفوضى الليبية , و كانت حماقة اخرى ، اذ ان انصار الله كانوا قوة منظمة تملك بصيرة , وافقاً سياسياً استراتيجياً , وبعد نظر ثوري ،  فاشغلت الفراغ الدستوري و  باشرت اللجنة الثورية العليا دورها في ادارة دفة القيادة الحياة السياسية  واوعزت للوزراء المستقيلين بمباشرة  اعمالهم ..

اكتشفت السعودية انها خسرت اكثر باستقالة هادي ، فأوعزت له بالغادرة للجنوب للعب على وتر الجهوية بعد افلاسها باستثمار الفتنة الطائفية ، واوعزت للاعلام باحداث فرقعات اعلامية ، وضجيجا  سياسيا” كالمعتاد في مثل هذه الحالات  واوعزت لسفارتها للانتقال الى عدن  اضافة لسفراء الدول الاخرى .  وادراكا منها بأن هذه السيناريوهات غير مجدية وبأن المغامرة والمؤامرة السعودية محكومة بالفشل كالمعتاد  فلم تنقل اميركا  سفارتها خارج صنعا، وتركت السعودية تخوض تجربتها في تكرار لاخفاقات سورية ، والعراق ..

من الجلي ان انصار الله واللجان الشعبية يتمتعون بحاضنة شعبية في شمال اليمن  وبانحياز قسم كبير من القوات المسلحة ، وفي اجزاء من جنوبه  ، وبأن الجنوب بلا قوى سياسية فاعلة حقيقية وبأن القوة الاكبر هي الحراك الذي يفتقر للقيادة السياسية , والقوة العسكرية ثم   القاعدة القوة الثانية  المسلحة التي نفخت بها السعودية   التي تفتقر للحاضنة الشعبية وتعيش حالة من الوهن وانكشاف دورها الارهابي الفاشي الذي يسير بعكس حركة التاريخ والحياة والتي تتمتع بالدعم والرهان السعودي .

 هذا الرهان الذي سيسقط الدور السعودي برغم محاولتها تأجيج الصراع , واشعال نيران الحرب الاهلية بواسطة العمليات الارهابية التي جرت وراح ضحيتها الاف  لابرياء كان اخرهم  المناضل اللامع الصحفي عبد الكريم  الخيواني ,  والمرجع الديني البارز مرتضى  المحطوري  وضحايا التفجيرات الارهابية بالمساجد الذين بلغوا 142 شهيدا”,  وعشرين جنديا”   ذبحوا من قبل القاعدة وانصار هادي , وعضوي اللجنة الثورية العليا طه المتوكل , وخالد المداني اللذين اصيبا اصابة بالغة  .

مما اقتضى من اللجنة الثورية العليا  ان  تعلن التعبئة العامة  وتتخذ قرارا” حاسما” باجتثاث الارهاب وعملاء السعودية وقطر محركي الفتنة  من اليمن , ومن جنوبه الذي بات يهدد الاستقرار والسلم الاهليين . وبمجرد اعلان التعبئة غادرت قوات المارينز قاعدة العند الجوية  بمدينة  لحج جنوب اليمن واتها قوات هادي لكن اللجان الشعبية استولت عليها ودخلت عدن الامرواعتقلت شقيق هادي وعدد من ضباطه واستولت على الطائرة الرئاسية كما اعتقلت وزير دفاعه الفار اللواء الصبيحي وقد غادر  هادي اليمن الى جهة لم تتضح بعد . 

 

 اقتربت ساعة الحسم وكل الحديث السعودي  , ومجلس التعاون الخليجي  هو مجرد جعجعة , ومظهر للارباك  والرعب  والتخبط وتكريس الفشل  السعودي, القطري  , والخليجي .

 اما اميركا فمشروعها مختلف وهي لا تأبه برعب مشيخات الخليج ومصير العائلات منتهية مدة الصلاحية وتتطلع لاقامة علاقات تعود عليها بالمنفعة مع ايران التي باتت على وشك توقيع الاتفاقية النووية وتؤسس  لنهج جديد في المنطقة يراعي مصالحها دون اي اعتبار للعملاء الحاليين ومصيرهم وهو الامر الذي درجت عليه اميركا في التخلي عن ادواتها نظير  مصالحها .

الثورة اليمنية ثورة طبقية بامتياز وان البسوها ثوباً طائفيا لا تعرفه اليمن وهي تجربة ملهمة ستنعكس على المنطقة والعالم ايجابا وتساهم في تحقيق الاستقلال اليمني الوطني وكنس الوجود والاحتلال  الاميركي والنفوذ السعودي والارهاب الدولي .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.