المستشار ! / د.محمود ذويب
د.محمود ذويب ( الأردن ) الأربعاء 25/3/2015 م …
في المرويات الفكاهيه … أن رجلا هصور كان في زياره لأدغال أفريقيا ، قادته قدماه وساقاه الى فسحه في الغابه يمارس فيها فريق من الأسود الشباب الرذيله ، و الحب عند العرب وخاصه المسلمين منهم يعتبر رذيله ، فهم مجتمع للحقد و الكراهيه ، شاهد الرجل أسداً تقدم به العمر ، يراقب مشهد ممارسه الحب عن بعد ، فسأله الرجل الهصور ، ماذا تفعل هنا منزوياً ، هل تنتظر دورك في ممارسه الحب، أجابه الاسد الهرم : لا فأنا هنا مستشار فقط!
في مرويه فكاهيه اخرى ، أن ذهب رجل لضيافة صديقه مع عائلته، فسأله :هل تتدخل في أمور العائله مثل كذا و كذا .. أجابه الصديق، لا فأنا لا اتدخل الا في الامور الكبرى ، فسأله الضيف : مثل ماذا ؟ اجاب الصديق : مثل حرب التاميل في سيريلانكا ، أو قضية أقليم كتالونيا ، أو قضايا ميكروسوفت … الخ
عندما تقف على أعتاب الستين ، أو تقبع ضمن عقد الستين ، تتآكل وظائفك البيولوجيه ، و تهاجمك الامراض من سكري و ضغط و نقرس ، و بروستاتا ، تتضائل متع الحياه لديك ، فعليك أن تمتنع عن المأكولات التي ترفع السكري و الضغط و النقرس، وبذلك تزول متعه الطعام الشهي ، أما متعه ممارسه الحب فتزول أو تكاد لأسباب عده ، ومنها ضعفك و ضعف الطرف الاخر أو أنعدامه على الاقل بيولوجياً و فسيولوجياً و مورفولوجياً ، وبذلك ما عليك الا أن تمارس دور المستشار، وتحاضر في الفضيله التي لم تمارس معها أي أحترام أيام الشباب.
هذا هو حال الحكام و خاصه رؤساء الوزراء في العالم العربي ، وهم غالباً تخطوا عقد الستين ،ومن سوء حظ الدول و الشعوب ، انهم كان يجب أن يكونوا مستشاريين يحاضرون في الفضيله فقط .
أما إذا اصبحوا رؤساء وزراء ، و تخلو عن دور المستشار فأنهم يمارسون الخطيئه بحق الشعوب و يحاضرون بالفضيله و حب الشعوب و الفقراء و مصلحه الوطن ، لأنهم غالباً يحكمون حكومات تقبع في ظل أجهزة أخرى ، لا سلطه لها الا على الفقراء.
هنالك دول عربيه تعتبر أمثله صارخه على ذلك ، بل قد تكون حالات دراسيه في هذا المجال ، فنحن لدينا رؤساء وزراء كان عليهم أن يمارسوا دور الاسد الهرم، وأن يكونوا فقط مستشاريين، و محاضريين في الفضيله ، مهتمين فقط بثوار التاميل أو يذهبوا الى شواطيء العراه ليمارسوا الفرجه فقط ، و فيما عدا ذلك فالحاله أعمى يقود أعمى ، فتقع الشعوب في الحفره .
د.محمود احمد ذويب
موبايل / 0795542730
التعليقات مغلقة.