البحث عن وطن!! / احمد الشاوش

 




 أحمد عبدالله الشاوش ( اليمن ) الأربعاء 1/11/2017 م …
مازلنا وسنظل نحن اليمانيون نبحث عن وطن يأوينا ودولة تحمينا وقدوة يقود السفينة بعد العواصف السياسية العاتية ، والصراعات المحلية والاطماع الإقليمية والدولية التي صنعت المأساة وقسمت العباد والبلاد وحولت الوطن الى أطلال والناس الى أشباح والورود الى أشواك والجمال الى قبح والامل الى سراب والوفاء الى سلعة بعد ان تمرد الكثير منا على منظومة القيم الإنسانية والنصوص السماوية والقوانين المثالية والعادات والتقاليد والأعراف النبيلة التي نُقشت في قلوب وأدمغة وجوارح الإباء والاجداد ومكنتهم من بنا الحضارة اليمنية وصناعة مجد يشهد له تاريخ الإنسانية.

سنظل نبحث عن وطن يلم شملنا ويوحد صفوفنا ويجمع كلمتنا ويصون هويتنا ويُحدد مصيرنا ويُعيد أصالتنا وحضارتنا وانسانيتنا وتاريخنا واعتبارنا بعد أن تفرق أبناء ” معين وسبأ وحمير ” ، وتمكن الأعداء والغزاة المحتلين بدءاً بالأحباش ومروراً بفارس والبريطانيين والأتراك والامريكيين وأدواتهم من اعراب السعودية والامارات والسودان وبعض أبنا جلدتنا الغارقين في العمالة حتى النخاع من عبدة الدولار والدرهم الذي قال فيهم شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني مسؤولون في صنعاء وخدامون في بابك ، في إشارة الى العملاء ، بعد ان فرقتنا ” الاهواء” والمصالح الشخصية والامراض القروية والمناطقية والمذهبية والسلالية والفجور ، نتيجة لسياسة التجهيل المبرمجة والمناهج التربوية الفاشلة والعلمية العتيقة والثقافة الهزيلة والمعرفة البسيطة والكلمة الركيكة والدعوة المشبوهة والمطامع والاحلام الغير مشروعة والفتن الكبيرة والمؤامرات الدنيئة التي هزت الاسرة وعصفت بالمجتمع وزلزلت الدولة وهدمت المعبد ، بعد ان كان البيت اليمني يستظل تحت سمائه جميع أبنائه ويتحلى بقيمه ويأكل من خيراته وينهل من روافده ويسير على جباله وسهوله ويتمتع بشواطئه وبساتينه وقراه ومدنه ويتنفس عبيق هوائه،، حتى صار محل تقدير واعجاب العالم.

مازلنا نفتقد الى العقل والحكمة والمعرفة التي تمثل القوة الحقيقية والطاقة الجبارة وعربة التحرر من الاستبداد ونرجسية الاناء للولوج الى عالم الغد المشرق الذي تقوم أركانه على خلع عباءة الجهل ونبذ التشدد ومحاربة التطرف والعادات المشينة والفقر والمرض والتبعية التي وضعت الغشاوة على العقول والعيون والقلوب بعد ان تمردنا على الواقع والمنطق وتجاوزنا السمو فكان المصير السقوط في مستنقعات التخلف والانحطاط .

وفي خضم هذه الاحداث المؤلمة والواقع المرير والقارعة الكبرى يتساءل السواد الأعظم من اليمانيين لماذا تهاوى البيت اليمني وكيف ومتى سقط وماهي معاول الهدم ، حتى غدا حالنا لايسر عدو ولاصديق ، ليأتي الخبر اليقين انه بعد أن افتقدنا الى” المربي الفاضل والمعلم النبيل ” تصدع المعبد الطاهر وجاء الحاكم الجائر والرئيس الماكر والبطانة الفاسدة والشعب الجاهل فجمدت العقول وغلظت القلوب وعميت الابصار وغاب القدوة وتم تغييب الحكمة وفقدنا المسؤول الشريف والمثقف الرصين والعالم الجليل والجندي الملتزم والمخبر الأمين والقاضي العادل والشيخ الجليل والطبيب الماهر والمهندس الجدير والسياسي الصادق والدبلوماسي المحنك والإعلامي المهني والنيابي المتزن بعد ان غاب الضمير وتجرد الكثير عن مكارم الاخلاق والعادات الاصيلة التي غُرست في قلوب السواد الأعظم فكانت مشروع حياة.

وفي ظل هذا العبث والرعب والفوضى والهوان ما أحوجنا اليوم الى القائد الحكيم من أبناء معين وسبأ وحمير وأحفاد سيف بن ذي يزن وبلقيس واروى يقود ” السفينة” الى شاطئ الأمان

وبعد كل هذه السمعة الطيبة والتاريخ المشرق والازدهار الحضاري الذي ابهر العالم والتراث العظيم نحتاج الى دولة مؤسسات ليس فيها فتاوى الإصلاح المضروبة ولاعناوين الحزب الاشتراكي أو كهنوت الحزب الناصري او مراوغة المؤتمر أو هزالة البعث أو الاحلام السلالية للحوثيين ، ولا متفجرات القاعدة وسكاكين داعش ومجازر بوكو حرام ، ورعب النصرة وقوارح بيت المقدس ،،، ..نريد دولة مؤسسات تنصهر فيها كل الاتجاهات والمشارب السياسية وتذوب فيها كل الامراض والاعراق والألوان وتسود فيها العدالة بعد ان سفكت دماء أبنائنا ودُمرت منجزاتنا وتم تجويع الشعب تحت ايقاعات وسياسة جوع كلبك يتبعك.

وبعد كل هذه السمعة الطيبة وذلك المجد سقطت القيم وسقطت الدولة وتناثرت السلطات وتشرد حكماء الامة بعد ان سيطر طغاة الجهل وتحولوا الى أبواق للأحزاب وحراس للجماعات والمشايخ وتجار الحروب ، وخدم للغازي والمحتل للتحكم بثرواتها وتقسيم أراضيها والسيطرة على قرارها السياسي والسيادي تحت قناع شرعية الرياض وأبوظبي وواشنطن وطهران ولندن وموسكو وباريس وطهران .

والسؤول الذي يطرح نفسه بعد ان سقطت الدولة وتم تغييب الدستور والقانون وتهاوت النُخب السياسية والأحزاب والقيادات والنياشين واعشار المثقفين واشباه العلماء وصار أكثر من عشرين مليون تحت خط الفقر والمرض من شظف العيش والعطش وقطع المرتبات وغرقنا في النفق المظلم للعدوان المتوحش والشرعية المنتهية وحكام الامر الواقع في صنعاء ، نتساءل أين ماتبقى من عقلاء وحكما وقادة واحرار ومتنوري وشباب اليمن من كل هذا الهوان المرعب والطغيان البشع ، للضغط على جميع الأطراف وطرح البندقية جانباً وتغليب قيم التسامح والتصالح والتعايش والانتصار للدولة المدنية والوصول الى رؤية مشتركة واستعادة هيبت الدولة وتفعيل دستورها ومؤسساتها وأجهزتها واستعادة ” ثقة الشعب والسمعة الطيبة والمكانة التاريخية . .. فهل من مجيب ..أملنا كبير.

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.