عاصمة جديدة لمن لا يجدون ثمن رغيف الخبز / العميد ناجي الزعبي

العميد ناجي الزعبي ( الأردن ) الخميس 2/10/2017 م …




بداية وعلى قاعدة انعدام الثقة المعتاد  بين المواطن ونهج الحكم يصعب تصديق اي رواية او تبرير لاي موقف او تصريح تتخذه الحكومات المتعاقبة والذي  يأتي عادة في سياق نهج التبعية  والرضوخ لإملاءات صندوق النقد والادارات الاميركية .

ويصعب فرز المواقف هل هي بغرض صرف الانظار عن ادوار ووظائف تناط بالاردن او انها في سياق اخضاع وتركيع الاردن وتوريطه بالمزيد من القروض او السياسات التي تصب في صالح مشروع الهيمنة الاميركية او الامن والمستقبل الصهيوني .

فهل يعقل ان هناك عاصمة جديدة تبلغ كلفتها المليارات ، والحكومات تسطو على رغيف خبز الفقراء !!

فقط لنفهم ويفهم المواطن الذي ستكون العاصمة الجديدة عاصمته  كيف يجري الحديث والتخطيط لترف  ومشاريع تستهلك ولا تنتج وتثقل كواهل الفقراء والغالبية الاردنية تحت خط الفقر والاردن يرزح تحت مديونية مرعبة  ، لماذا لا يجري التخطيط لمشاريع  تنموية تدر الدخل وتساهم في التقليل من الأزمات الاقتصادية التي تطحن الوطن والمواطن .

هذا المشروع ليس خيارا اردنياً بل املاءوشرط من شروط صندوق النقد لهدر المليارات على المشاريع الاستهلاكية غير المنتجة كسياسة ثابت للصندوق  في مؤشر يزداد خطورة على توجيه الاقتصاد الاردني ليتخلى عن اي مشاريع إنتاجية من اي نوع والارقام الإحصائية تتكلم .

ثم تحميل  الطبقات الفقيرة والمتوسطة اعباءً الحماقات المفروضة على الحكومات

ننفرد بالاردن باتخاذ القرارات الحاسمة والمصيرية والسيادية بالسر وبمكتومية عالية وبما اصطلح على تسميته بالخلوات لتشكيل الحكومات في الوقت الذي ينبغي ان تتشكل الحكومات به في فضاء من الحريات الديمقراطية وفي العلن بعد مشاورات للقوى والتيارات  للمستقلين والأحزاب السياسية المعبرة عن اطياف الجماهير وطبقاتها وبنيتها وليس بخلوات وداخل غرف مغلقة  .

كما ينفرد الحكم  باتخاذ القرارات السيادية والمصيرية والتي يتحمل تبعاتها ومخاطرها الشعب والفقراء وليس من اتخذ القرارات ولا من أملاها على مُتَّخِذ القرار  كبناء عاصمة جديدة لا يعرف تفاصيل مشروعها سوى خمسة اشخاص بسرية مريبة ، وهو امر مثير للسخط والمرارة.

عاصمة للجياع الاردنيين لا يعلمون عنها شيئا وسيتحملون كل ما يترتب عليها من اعباءً مالية وكوارث سياسية واقتصادية  !!

اليس هذا امر مضحك  مبكي ؟

هذا من حيث الشكل اما من حيث المضمون فالسؤال الكبير الذي يطرح نفسه لماذا العاصمة الجديدة وما حاجتنا لها ؟

ونحن في أزمة اقتصادية خانقة صنعتها دوائر الحكم بمنهجية واصرار وتجاهل لكل الاصوات والصرخات المخلصة وفي الوقت الذي تخلى به الجميع عن الدعم بعد ان تم التفريط بكل مقدرات الوطن  ، قد يقول قائل نحن بحاجة لعاصمة حديثة على أسس عصرية .

والاجابة حاضرة بدون شك:

اولا … المديونية المرعبة والعجز المالي وتخلي الخليج واميركا عن الدعم الاقتصادي.

ثانياً …  نحن نتذكر مآلات مشروع عمان الكبرى ومخططاتها الشمولية ونتذكر مشروع الباص السريع وو كل هذه الخزعبلات .

ثالثاً  …  هل استفتي الشعب او على الاقل ما يسمى بممثليه وهل أخذ رأيهم ؟

رابعاً …  ما علاقة هذا المشروع بالكونفدرالية ومشروع نيوم وسكة حديد بيسان الشيخ حسين عمان ،  واتفاقية الغاز مع العدو الصهيوني ،  وتسويق العدو كقوة اقتصادية تبتلع وتخضع اقتصاد الوطن العربي عبر الكونفدرالية في الوقت الذي انحسر به دوره كقوة عسكرية وانهزمت مشاريع تفكيك الوطن العربي واقامة دولة كردستان .

الاردنيون مطالبون بالتصدي لمثل هذا المشروع وكافة المشاريع التي تهدد أمن الوطن الاستراتيجي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.