مصر والمفسدون في الأرض / أحمد عبدالله الشاوش
أحمد عبدالله الشاوش ( اليمن ) السبت 4/11/2017 م …
نفذ سلاح الجو المصري عملية نوعية للثأر من الذئاب المنفردة والكلاب المسعورة للعناصر الإرهابية التي تسللت من ليبيا الى منطقة ” الواحات” وتم سحقها قصاصاً لشهداء المؤسستين العسكرية والأمنية في زمن قياسي لاقى ارتياح شعبي وعربي ودولي منقطع النظير ، يُذكرنا بأهمية المعلومة واستحضار زمن رأفت الهجان ، وعمليات تدمير الحفار الإسرائيلي في 28 مارس 1968،،،. هذه الخطة العظيمة والعملية البطولية التي نفذها صقور الجو بالتنسيق مع كافة الأجهزة الأمنية ذات العلاقة تكللت بالنجاح الكبير ومثلت ضربة قاصمة للنظام القطري وصدمة للنظام التركي ودرساً قاسياً لجماعة الاخوان” المفلسين” وشلت خطط تل ابيب ولندن ومراوغة واشنطن بعد ان حررت نقيب الشرطة المختطف لدى الجماعات الإرهابية ودفعتها الثمن الباهض. ولذلك تطرح العديد من التساؤلات والاستفسارات ، لماذا يتم استهداف مصر بهذه الوحشية ، و لمصلحة من كل هذه الدماء والخراب والحرائق وتدمير البيت المصري؟ وماهي الدافع والمبررات الرئيسة التي حولت جماعة الاخوان المسلمين في مصر الكنانة الى أدوات وأحزمة ناسفة وكتلة من الشرر والتوحش والانتقام في وطن جسد قمة المدنية والحرية والتسامح والتعايش والسلام. ليكتشف المواطن المصري الأصيل والعربي المتزن بعد كل ذلك الدمار والرعب والمآسي أن ذلك الحقد والفجور والانتقام وتثوير الشارع ونشر الشائعات واختلاق الافك هو نتاج ثقافة مارقة أبعد ماتكون عن الوسطية ولغة الاتزان ، وتعاليم مغلوطة ، وفتاوى مضروبة متمردة على تعاليم الإسلام الحنيف والمسيحية السمحة وآداب القران ، وان الحديث عن ” الجهاد” وايقاعات الكفر وسيمفونية الزندقة وطبول الردة ماهي إلا أجندات خارجية ممنهجة الهدف منها تدمير ” الدولة” المصرية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ ، وضرب جيشها وأمنها وسلاحها الجوي والبري والبحري الضارب ونسف سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية التي أستظل تحت حصنها الحصين الشعب ، وتحويل هذه ” الجنة ” الى جهنم ، الشعب المصري وقودها خدمة لزبانيتها اللئام. كما ان هذه الاعمال الإرهابية والمحاولات اليائسة والشواهد المقرفة والاحداث المرعبة تؤكد أن مصر الكنانة تتعرض لمؤامرة دولية منذ الازل وان أدوات الإرهاب تتناسل كالفئران مهما اختلفت ايدلوجياتها ، الهدف منها تدمير ما تبقى من القلاع العربية الصامدة في وجه المفسدين في الأرض الذين حولوا حياة الشعب المصري والأمة العربية والعالم الاسلامي الى جحيم وتبني ” الدوحة” فوضى الربيع العربي المتصهين ، والتشريع للفتنة واستغلال الشارع أسوأ استغلال عبر قناة حقيرة تُدعى ” الجزيرة ” تحاول الاغتسال عقب كل فضيحة على مدار الساعة دون جدوى ، بعد ان بثت سموم الكراهية واللعب على الوتر الطائفي والمذهبي وسوقت لسفك دماء الأبرياء تحت عناوين الإسلام السياسي الزائف والهجمات الإعلامية المسعورة والتنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية المشبوهة واستغلال مناخات الحرية والديمقراطية في محاولة لضرب النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية وتفجير المساجد والكنائس والجامعات والمعالم السياحية عبر أدواتها من ” المفلسين ، ” لوأد ” التنمية” والاشراف على عمليات الخطف والاغتيال للقيادات الوطنية الشريفة ورموز المؤسستين العسكرية والأمنية ونسف أي منجزات واستهداف كافة الطيف والمشارب والاتجاهات السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية . ولان مَصر قلعة للعلم ومنارة للتعليم والمثقفين وواحة للفكر ومسرح للفن ووطن للإنسانية وفضاء للأبداع والادب والشعر والصحافة والاعلام وقبلة لكل سائح وبيت لكل لاجئ ودار لكل محب وخيمة لكل شريف ومحب للسلام ، لإمكان فيها للفكر المريض والتطرف والثقافة الهزيلة والفتوى الساقطة ، لان مصر هي حضارة ضاربة جذورها في التاريخ منذ سبعة آلاف سنة وأكرمها الله بالنيل والصناعة المشاريع العملاقة والاهرامات والمتاحف والمساجد والكنائس والازهر الشريف وسيدنا الحسين والسيدة زينب ومكتبة الإسكندرية والمسارح والملاهي والملاعب والفنادق. مصر هي أحمد شوقي وعباس محمود العقاد ورامي والمنفلوطي ونجيب محفوظ وطه حسين وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي ويوسف إدريس وإسماعيل ياسين وعلي الكسار ونجيب الريحاني وفؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وسمير غانم ومحمد صبحي وعادل إمام وعبدالله غيث ومحمد عبد الوهاب وام كلثوم وعبدالحليم حافظ ومحمد القصبجي وزكريا أحمد ورياض السنباطي وبليغ حمدى وسيد مكاوى ومحمد الموجى وأسمهان وليلى مراد وشادية وعمار الشريعى و محمد منير وعمرو دياب ، والشيخ أحمد الطيب ومحمد متولي الشعراوي ومحمد حسنين هيكل وأحمد المسلماني ومحمد عبده ويحي المشد ومحمد نجيب وعبدالناصر والسادات ومبارك والسيسي ،،،،، … هذ التاريخ المشرف والسمعة الطيبة والموقع الاستراتيجي الفريد والبنية التحتية الضخمة والصناعات المتنوعة واللحمة العربية والدماء المتدفقة والتطلعات المشروعة ، وتحرير مصر من غزو البريطانيين والفرنسيين والأتراك وهزيمة إسرائيل في السادس من أكتوبر 1973م ، لكل هذا يتواصل مسلسل التآمر المحلي والإقليمي والدولي . ومن أجل مصر ومنطق ” نكون أو لانكون” يخوض الابطال معارك الكرامة والشرف في جميع الجبهات من اجل البقاء والهوية واستقلال القرار السياسي والسيادي والحفاظ على النسيج الاجتماعي ووحدة الأراضي والامن القومي ، وتناغماً مع هذا ستظل عيون الشرفاء من أبناء الشعب المصري يقظة ومترصدة ضد كل من تسول له نفسه العبث بإمن واستقرار وسكينة وطمأنينة مصر ، وسيظل الجيش والامن وشرفاء مصر كل من موقعه يدافعون عن حياض الوطن ويقدمون قوافل الشهداء ويواصلون اجتثاث جذور هذا السرطان وكل اليرقات المسمومة التي تم تصنيعا وتعليبها في معامل الفكر الضال والمتوحش لدى بعض أجهزة الاستخبارات الدولية لاستهداف بعض البلدان المستقرة والحرة . وأخيراً فإن المفسدون في الأرض يتجلى فيهم قول الله تعالى ” وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12) سورة البقرة المجد والخلود للشهداء .. تحيا مصر .. ولاعزاء للخونة. |
التعليقات مغلقة.