هل من شروط التعيين … ان يكون الشخص إمّعة؟! / هاشم نايل المجالي

هاشم نايل المجالي ( الأردن ) الأحد 5/11/2017 م …




لقد اصبحنا نلاحظ عند التعيينات في كلا القطاعين العام والخاص ان كثيراً من الوظائف يكون الشخص المطلوب ممن يتصف بمواصفات ( الامعة ) وهذا المصطلح يحمل الكثير من المعاني والابعاد التي تخدم صاحب العمل لتحقيق مصالحه ومكتسباته فهذا الوصف يتصف فيه الشخص الذي لا رأي له بل يكون رأيه كما يريد صاحب العمل ( مسؤوله ) وبالتالي رأيه وموقفه واتجاهه يصب في مصلحة صاحب العمل والذي مصلحته عنده وهذا الشخص من ميزته انه يتلون كالحرباء يأخذ طابع وشكل ولون المجلس الذي هو فيه قال تعالى ” وإذا لقوا الذين امنوا قالوا آمنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا إنا معكم انما نحن مستهزئون ” البقرة .

فإذا كانت قيمة الانسان في مبدئه فان الامعة له العديد من الاوجه التي يلبسها حسب مصلحته وهو يُشتري بأبخس الاثمان فيصبح يعرض خدماته للبيع رغم انه صاحب خبرة ومهارة ودراية وهذه من المقومات والدوافع المبررة لتعيينه في اهم المناصب والمواقع العملية بينما صاحب المباديء فانه لا يباع ولا يُشترى ولا تؤثر فيه سبائك الذهب اللامعة ولا سياط الجلادين فهو يعرف الصح من الغلط ولا يقبل بأنصاف الحلول فهو انسان عظيم فهناك من يعتقد انه اذا حصل على المال الوفير كونه إمعة فانه سيستغني عن الناس ويصبح لا يعنيه امرهم ولا يأسف على ما سيحل بهم المهم نفسه ( انا والطوفان من بعدي ) ومن أخطر الامراض المجتمعية يشيع في المجتمع اختيار الاشخاص الذين يحبون ذاتهم وقابليتهم على تنفيذ ما يريده صاحب العمل وفيه مضرة للناس وان يكون متلون ووصولي وبلا مبدأ ويتبع رأي مديره مهما كان غاياته وابعاده قال رسول صلى الله عليه وسلم ( لا تكونوا إمعة ان احسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطِّنُوا انفسكم إن احسن الناس ان تحسنوا وإن اساؤوا فلا تظلمون ) عن حذيفة رضي الله عنه .

ولقد اصبح الناس يعلمون ويعرفون كثيراً من الشخصيات التي تحمل هذه الصفات والتي يرغبها اصحاب العمل والمصالح كأشخاص مطيعين لا يرفضون لهم طلباً بل اذكياء قادرون على تبرير كل اجراء تعسفي بشتى المبررات المقنعة والتي لا خيار عنها وهذه النوعيات انتشرت حتى في الشركات الكبرى والمصانع لتسريح العمال لاسباب غير مبررة كي لا تتعرض ارباح تلك الشركة عن اي انخفاض يذكر حتى ولو فيه مضرة لكثير من الاسر كذلك نجده يبرر استبدال العمالة الاردنية بالعمالة الوافدة بدراسة يقدمها لصاحب العمل يبين فيها حجم التوفير المالي الذي ستحققه الشركة او المصنع جراء ذلك الاجراء فمثل هذه الشخصيات لها مضرة وطنية ومجتمعية واقتصادية وعلى كافة الصعد .

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected]

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.